
ودعوة المظلوم إلى ربه مستجابة. فالمظلوم المتألم يلجأ إلى الله عز وجل ويسأله أن يرفع الظلم عنه ويخفف عنه الألم والهم. سيفشل الظالم في الهروب من ظلمه، وسيعلم أن دعاء المظلوم في دفع ظلمه والانتقام منه سوف يستجاب.
دعاء المظلوم لربه
الظالم ينام الليل ولا يعلم أن المظلوم يسهر في صلاته يدعو له ويتضرع إلى الله أن يرفع الظلم عنه. ولا شك أن الله سيستجيب للمظلوم، ويذيق الظالم مرارة الظلم والعار الذي يلحقه بالمظلوم، ومن الأدعية الشرعية للمظلومين.
- رب إني أحب العفو لأنك تحب العفو، فإذا كان في حكمك الفعال وقدرتك السابقة أن يتوب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمتي، أو يمتنع عن فعل سوء بي، ويعرض عني. عظمة ما ظلمني به، ثم اجعل ذلك في قلبه عند الساعة فيتوب عليه ويعفو عنه يا كريم يا رب. وإن كان علمك به غير ذلك لتقف في وجه ظلمتي، فإني أسألك يا ناصر المظلوم الذي يحتاج إلى إجابة دعوتي، فأخرجه من مأمنه. خذ عزيزاً مقتدراً، وفاجئه في غفلته، مفاجأة الملك المنتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأقرضه نعمتك التي لم يردها شاكراً، وانزع عنه الثوب مجدك الذي لم يكافئه خيرا، واقطعه يا مدمر الأقوياء، وأفنيه، يا مدمر القرون الفارغة، وأتركه، يا مدمر الطوائف الباغية.
- اللهم اجبر أنفه وعجل موته، ولا تقويه إلا قطعته، ولا كلمة مجمعة إلا مزقتها، ولا عمود علو إلا ضعفته، ولا عمود إلا مما يجعلها ضعيفة، ولا سبب دون قطعها.
- يا رب أسألك يا ناصر المظلوم من يحتاج إلى إجابة دعوتي، فأخرجه من مأمنه، خذ العزيز القدير، وفاجئه في غفلته، مفاجأة ملك منتصر، واسلبه من نعمته وسلطانه، وأقرضه من نعمتك لم يرد شكرا، وانزع عنه ثوب عزك الذي لم يجازيه بإحسان، واقطعه يا قاسم. الجبابرة ودمروه يا مدمرة القرون الماضية. وأنزله يا من خذل الفئات الباغية.
- اللهم إن الظالم مهما بلغت قوته لا يعجزك. سبحانك أنت أعلم به حيثما توجه، وقادر على أن تأخذه حيث يلجأ، فيلجأ إليك المظلوم، ويتوكل عليك المظلوم. اللهمّ اجبر أنفه وعجّل في موته، ولا أعطيه قوة إلا قطعته، ولا كلمة جمعت إلا مزقتها، ولا عموداً من علو إلا ضعفته، ولا عموداً من دونه. مما يجعلها ضعيفة، ولا سبب دون قطعها. اللهم إني أستغيثك بعد أن خذلني كل معين من البشر، وأستغيث بك عندما أعرض عني كل ظهير من عبادك، وأطرق بابك بعد أن أغلقت أبواب الرجاء. اللهم إنك تعلم ما حل بي قبل أن أشكو إليك، فلك الحمد يا سميعاً بصيراً، لطيفاً قديراً.
- يا رب، يا رب، انتقم من الظالم في ليلة لا أخت لها، وساعة لا شفاء منها، ومصيبة لا شفاء منها، وذرية لا شفاء منها. يا رب ها أنا يا رب مهزوماً مظلوماً مظلوماً، قل صبري، وضاقت حيلتي، وانغلقت علي سبل الفكر إلا منك، وانغلقت عني الاتجاهات إلا طريقك. واختلطت أموري في دفع ما يكرهني، واشتبهت آرائي في رفع ظلمه، وخذلني من استعينت به. عبادك ومن تعلقت به من خلقك فقد سلمني، فاستنصحتني فنصحني رغبةً فيك، واسترشدت بمرشدي فلم يهدني إلا إليك.
- يا رب يا الله، أنا وجميع عبيدك الذين ظلموني استودعنا إلى يدك. أنت تعرف مثوانا ومثنا، أنت تعرف مثوانا ومثنا، سرنا وعلننا، أنت تعرف نوايانا، وأنت تحيط بضمائرنا. إن علمك بما نكشفه مثل علمك بما نخفيه، وعلمك بما نخفيه على قدر علمك بما نظهره، ولا يخفى عليك من أمرنا شيء. لا يخفى عليك من أحوالنا، وليس لنا منك معقل يحمينا، ولا حارس يحمينا، ولا يفلت منا أحد.
ما جاء في السنة النبوية عن دعاء المظلوم
وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه، ومنها بشرى المظلومين بأن ظلمهم سيرد، وأن ذلك يعود عليهم بالحسنات في الآخرة إذا فإنهم صابرون، ومن تلك الأحاديث
- ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم محمولة في السحاب، وتفتح لها أبواب السماء، ويفتح لها الرب. فيقول: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
- احذر دعوة المظلوم ولو كان كافرا فإنه ليس لها حجاب
- اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا البخل، فإن البخل أهلك من كان قبلكم. فحملهم على سفك دماءهم وإحلال ما حرموا.
- إن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يطلقه. قال: ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة}. إن أخذهم كان أليما شديدا}.
- (من أعان ظالماً على رد باطله بالحق فقد برئ منه ذمة الله ورسوله).
- (من أعان على خلاف بغير حق، أو أعان على ظلم، لم يزل في غضب الله حتى يذهب).
- ومثل الذي يساعد قومه في غير الحق كمثل البعير الذي ثقل وزنه وهو يجر بذنبه.
- (ولا تحاسدوا، ولا تنازعوا، ولا تدبروا، ولا يبيع بعضكم بعضا، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم. فلا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات. حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم من حرام ، دمه وماله. وشرفه)
آيات من القرآن الكريم عن الظلم
وفي كتاب الله العزيز آيات تبين هلاك الأمم السابقة بسبب ظلمهم للمظلومين وظلمهم لأنفسهم، وبغيا لا نهاية له إلا الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة، ومن تلك الآيات ما يلي.
- (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تتضح فيه الأبصار)
- (إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون).
- (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا وكذلك نجزي القوم المجرمين).
وفي نهاية مقالنا نرجو من الله أن يكون قد وفقنا في جمع ما تبحثون عنه عن دعاء المظلوم لربه، وقد بينا نتيجة الظالمين. ولعل قلوب المظلومين تشفى. ونسأل الله أن يرفع عنا الظلم والبغي، وأن ينتقم من الظالمين.