سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة. وسنتحدث أيضًا عن تعريف كتاب كليلة ودمنة، ومعنى كتاب كليلة ودمنة، وسبب تأليف كتاب كليلة ودمنة. كل هذه المواضيع تجدونها في هذه المقالة.

سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

– يرجع سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة إلى ظلم حاكم الهند لشعبه في ذلك الوقت الملك دبشلايم. فقرر بيديا إيقافه، وإرشاده إلى طريق العدل، ووقف ظلمه لرعاياه.
– فكان يذهب إلى ذلك الحاكم ويقص عليه بعض القصص التي تتحدث عن العدل والإنصاف حتى يتعلم ويهتدي، ولكن على عكس ما كان متوقعا تماما، أدخله السجن، ولم يرتكب الفيلسوف أي حماقة سلوكه وحافظ على هدوئه واتزانه وتصرف بحكمة مما أدى إلى حدوث ذلك”. ويتعجب “دبشليم” من حكمته وفطنته؛ ثم أمر بإطلاق سراحه من السجن.
وقد ساعده في ذلك استخدام “Pedia”؛ وطلب منه أن يرشح له أحد الكتب الفصيحة التي تجعل القارئ يسبح بأفكاره في بحر المعرفة ويستفيد منه الكثير. وتأكد من أن محتوى ذلك الكتاب يتحدث عن السياسة العامة وكيفية تأديبها. بالإضافة إلى ذلك، اشترط أن يتضمن مضمونه طبيعة العلاقة بين الحاكم ورعاياه. ما هي الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الحاكم حتى لا يظلم أحداً من رعيته؟ وأمر دبشليم بالحفاظ على هذا الكتاب بعد وفاته ليكون مرجعًا لكل حاكم يأتي من بعده.
تغيرت “دبشليم” تماماً بعد تلك الحادثة. حيث عالج مظالم أهلها، كما بدأ بمساعدة رعاياه في حل مشاكلهم. وبهذا يسهم الفيلسوف في تغيير مصير شعب بأكمله، ثم يتفرغ لتأليف عدد من الكتب الأخرى التي تتناول قواعد الحكم والسياسة. أما «دبشليم» فقد يتفرغ بدوره للاهتمام بعدد من الأمور الثقافية والفلسفية.

التعريف بكتاب كليلة ودمنة

كليلة ودمنة هي: مجموعة حكايات يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، عندما رواها الفيلسوف الهندي (بدبا) على ملكه (دبشلايم)، وهي خلاصة حكمة تُروى بأسلوب ترفيهي على ألسنة الحيوانات ، وذات طبيعة تتعلق بالحكمة والأخلاق والسياسة ومنهج الحكم.
ومما كتبه ابن المقفع في (باب عرض الكتاب): “هذا كتاب كليلة ودمنة، وهو من الأمثال والأحاديث التي جمعها علماء الهند، والتي استوحوا أن يدخلوها فيه”. بأفصح الكلمات التي وجدوها بالطريقة التي يريدونها. ولا يزال العلماء من كل طائفة يسعون إلى فهم أنفسهم، ويفعلون ذلك بكل أنواع الحيل. ويسعون إلى إخراج ما فيهم من عيوب، حتى أن من تلك العيوب وضع هذا الكتاب على أفواه البهائم والطير.
وقد ترجمت هذه الحكايات من الهندية إلى الفارسية على يد طبيب فارسي اسمه (برزويه)، ثم ترجمها ابن المقفع إلى العربية، فكانت من أوائل الكتب التي ترجمت إلى العربية في تلك الفترة.

الغرض من كتاب كليلة ودمنة

إن شغف الإنسان بفهم ما لا تتكلم به المخلوقات الأخرى هو شغف قديم قدم الإخفاء والشكوى والشفاء، وقد جاءت “كليلة ودمنة” لتتوج هذا الشوق لطلب الحكمة من خلال سلوك الحيوانات. لن تطالب الحيوانات أبدًا بحقوق النشر، ولن تقاضيها بسبب ما يُنسب إليها زورًا أو احتيالًا.

سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

قال علي بن شاه الفارسي: السبب الذي من أجله كتب بيدبا الفيلسوف كتاب كليلة ودمنة إلى دابشلايم ملك الهند أنه لما فرغ الإسكندر ذو القرنين الرومي من أمر الملوك الذين كانوا في بلاد المغرب، فخرج يطلب ملوك المشرق والفرس وغيرهم. ولم يزل يقاتل من نازعه، وصالح من ملوك الفرس، وهم الطبقة الأولى، الذين قبلوه، حتى ظهر عليهم، وهزم من خالفه، وهزم من حاربه. وتفرقوا في الطرق وتفرقوا، فتوجه بالجنود نحو بلاد الصين. فبدأ طريقه مع ملك الهند ليدعوه إلى طاعته والانضمام إلى دينه وسلطته. وكان في الهند في ذلك الوقت ملك قوي وقوي وقوي ويدعى فور.
فلما سمع باقتراب ذي القرنين استعد لقتاله واستعد لجذبه. فشم أطرافه فوجدها تلامسه؛ وجمع استعداداته في أسرع وقت من الفيلة المعدة للحرب، والأسود البرية التي تؤذي وثبها. بخيول مسروجة، وسيوف حادة، ورماح لامعة.
ولما اقترب ذو القرنين من الفور الهندي وسمع ما أعد له من خيل كأنها قطع الليل لم يجد مثلها أحد من ملوك الأمصار، خشي ذو القرنين أن سوف يقصر إذا سارع بالمبارزة. وكان ذو القرنين صاحب حيل ومكر، حسن التخطيط والخبرة. فقرر أن يستخدم الخداع والمداولة، فحفر خندقًا لجيشه. وبقي في مكانه ليبتكر الحيلة ويدير شؤونه. كيف يجب أن يحاول الإمساك به؟ لذلك استدعى المنجمين.
وأمرهم أن يختاروا يومًا مناسبًا يسعد فيه أن يقاتل ملك الهند وينتصر عليه.
لذلك عملوا على ذلك. وكان ذو القرنين لا يمر على مدينة إلا ويشاهد مناظر الصناع المشهورين والماهرين على اختلاف أنواعهم. وقد دفعه إصراره وذكاؤه إلى الاقتراب من الحرفيين الذين كانوا معه ليصنعوا خيولاً من النحاس المجوف، عليها تماثيل لرجال، تجري على عجلات، وإذا دفعت مرت سريعاً.
ولما انتهوا أمر بملء تجاويفهم بالزيت والكبريت. يتم ارتداؤه وتقديمه أمام الفصل في القلب.
كلما التقت المجموعتان يتم إشعال النار فيهما. وإذا لفّت الأفيال خراطيمها على الفرسان وهم محميون، هربوا، وأمر الحرفيون بدحرجتها وتقليصها وإفراغها.
قرروا أن يفعلوا ذلك وأسرعوا.
يقترب أيضًا وقت اختيار المنجمين. وأرسل ذو القرنين رسله إلى الفور يحثونه على طاعته والاستسلام لدولته.
رد مصر على رد مصر على معارضتها، الاستمرار في محاربتها. فلما رأى ذو القرنين عزمه سار نحوه بكل ما أوتي من قوة. وأحضر فور الأفيال أمامه، ودفع الرجال تلك الخيول وتماثيل الفرسان؛ اقتربت منها الأفيال ولفّت خراطيمها عليها. فلما أحست بالحرارة ألقت بمن عليها وداستهم تحت قدميها وركضت مهزومة لا تنقلب على شيء ولا تمر على أحد إلا وتدوسه. وعلى الفور تفرقت مجموعته وتبعهم أصحاب الإسكندر. وزادوا جراحهم سوءا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً