طريق السعادة مع الله وكيفية تحقيقها بكل سهولة وما هي أهم أهداف السعادة الحقيقية. كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور.
الطريق إلى السعادة الحقيقية
قال الله تعالى: {وإن هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. “ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.” [الأنعام: 153]
فطريق السعادة هو طريق الله ووصيته لعباده – وهو أعلم بما هو خير لهم – ولا شك أن الشقي هو من ترك طريق الله وتمنى السعادة في مختلف سبل السعادة. البشر. ولا سعادة في حال غير طريقه. قال الله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة. أعمى} [طه:123- 124]
السعادة لمن سلك الطريق واتبع الهدى، والشدة لمن أعرض وأعرض، ولو ظهر أنه من المشاهير أو النجوم المشار إليها، والشدة هي الشدة وشقاءه في الدنيا والآخرة.
كيف نحقق السعادة؟
سؤال يمكن أن يكون هدفا لحياة كل واحد منا، بشرط أن يكون محاطا بسياج الشرعية والسيطرة العقائدية حتى لا يكون الشعور بالسعادة مرادفا للمتعة التي تتعارض مع مبادئ الدين، أو للمتعة لحظة واحدة. الذي يدفع عنه المرء من إيمانه.
محبة الله هي الطريق إلى السعادة
منذ أن ولد الإنسان يبقى عطشانًا، باحثًا عن الضائع. وعندما تتطور مواهبه يطمح بحب عميق للجمال. وهكذا عندما تتفاعل مشاعر قوية في روحه وهو شاب، أو عندما يتعلم أو يستمتع أو يتألم، يظل يبحث عن شيء ضائع لا يعرف كيف يجده، ويتفقد محبوبًا لا يعرفه. كيف يصل إليه، فيبحث عن الحبيب المفقود الذي لا يغيب، وعن الغائب الشاهد، وفوق كل شيء شاهد، هو الله -سبحانه وتعالى-. فالله تعالى هو أمنية الإنسان والحلم الذي يسعى إليه.
في أغلب الأحيان، يضل الإنسان طريقه إليه – عز وجل – ولا يحالفه الحظ معرفة الحبيب إلا عدد قليل من الناس. وفي معرفته تكمن السعادة الحقيقية والحب العميق الذي يلهم في الفرد شغف الاستشهاد واختيار الموت، مع أن الموت ليس أمراً عادياً عند البشر، لكن هل تعلم لماذا يسعد العشاق؟ فيسرعون إليه بسرعة؟ لأنهم اكتشفوا أن وراء الموت لقاء مع الأمل المنشود، ولقاء الحبيب مع الحبيب، فتتحول مرارة الموت إلى حلاوة بلا كل حلاوة، ولذة فوق كل لذة، ونعمة لا ينعم بها الإنسان. ولا يستطيع الخيال البشري أن يسبر غوره أو يحد من مداه.
ولذلك أجاب ذلك الرسول الذي لما بلغ الحلم بعد عمه الحسين (عليه السلام) حين سأله قائلاً: يا قاسم كيف تجد الموت معك؟
فأجاب على الفور: نصرك يا عمي أحلى من العسل.
وهذا الجواب ليس له وحده، بل لكل مؤمن عاش طويلاً يحلم بيوم اللقاء، يوم لقاء الرفيق الأعلى.
ما الذي يبحث عنه الناس؟ ماذا يريد من حياته وماذا يطمح إليه؟
عندما يجوع يدعي أن سعادته في قطعة خبز يروي عطشه، ولكن عندما يحققها يظن أن سعادته في شربة ماء تروي عطشه، لكنه في الواقع لا يزال بعيدًا عن هدفه، فالطريق طويل ووعر، وما زال لا يعرف ما الذي يبحث عنه، عن الراحة؟ ينام، وعندما يستيقظ يجد نفسه لا يزال يبحث عن الرئاسة… لا، إذا أصبح رئيساً ستتضاءل له الرئاسة…
أمامك خطوات لتحقيق السعادة
1 – الرضا والتقرب من الله والتركيز على أن الحياة رحلة يجب أن نسيرها دون أن نؤذي أنفسنا حتى نصل إلى نهايتها بسلام، ويجب أن نقدر أنفسنا خلالها ونقويها خلال الرحلة.
2- الاقتناع بأن الإنسان خلق في هذه الحياة للعبادة والعمل والعناية بنفسه دون أي شيء آخر. لا ينبغي أن نفكر في المشاكل والأزمات، وإذا فكرنا فيها ينبغي أن نفكر في الحلول ونتعاون مع الآخرين لحلها. على سبيل المثال، لا ينبغي أن نتحدث عن الأزمات الاقتصادية وضغوط الحياة. دون التفكير في الحلول لها، لأن التفكير في الحلول يبعث طاقة إيجابية، ويجلب السعادة، ويبعث الأمل والتفاؤل.
3- التركيز والتدريب على التخلص من الطاقة السلبية والأفكار السلبية والذكريات المؤلمة والمؤسفة في حياتنا. التفكير في هذه الأمور يزيل أي طاقة إيجابية ويزيد من تراكم الطاقة السلبية التي تؤدي في النهاية إلى الاكتئاب والإحباط.
4- التخلص من معوقات السعادة وهي 4 أشياء: القلق والتوتر، المقارنة مع الآخرين، اللوم والعتاب تجاه النفس والآخرين، والتوقعات. وقد تكون الأخيرة توقعات سلبية أو إيجابية، لكنها في النهاية تدمر السعادة. إذا كانت سلبية فإنها تسبب الإحباط، وإذا كانت إيجابية فهي أقل. حجم التوقعات محبط أيضًا. على سبيل المثال، يتوقع الشخص هدية قيمة من صديق أو شخص مقرب منه. وإذا كانت الهدية أقل مما توقعه، فهي مما يصيبه بخيبة الأمل، حتى لو لم تصل إلى ما توقعه. بالتأكيد قد يسبب ذلك صدمة ويدمر العلاقة بين الصديقين.
5- يجب علينا مساعدة الآخرين دون ضرر أو ضرر. إن تحقيق السعادة ينبع أيضاً من تحقيق السعادة للآخرين. المهم ألا نكون على حساب أنفسنا وسعادتنا.
6- يجب أن نحدد أهدافنا في الحياة ونحدد خطواتنا للوصول إليها.
7- تحقيق الأهداف والعمل عليها لتحقيق السعادة الدائمة. النجاح في العمل يسبب السعادة، والنجاح في البيت والأسرة يجلب السعادة، والنجاح في كافة شؤون الحياة يسبب السعادة الدائمة.
سعادة
سعادة الناس هي أحد أهم مصادر السعادة للإنسان العادي. يبحث عن مصالح الناس، ويسأل عن احتياجاتهم، ويحاول مساعدتهم بكل ما يستطيع ضمن الإمكانيات المتاحة له. كل هذا يؤدي إلى دخول الإنسان إلى قلوب الآخرين، والحصول على مكانة خاصة تجعله يشعر بأنه مقبول بين الناس. وهو قادر على بث البهجة وإدخال السعادة في حياتهم، حتى لو كان ذلك بأشياء بسيطة، مثل كلمة طيبة أو ابتسامة. وكانت هذه عادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في استشعار حوائج الناس والبحث في مصالحهم، والاستماع إليهم، ومحاولة حل الخلافات وتقريب وجهات نظر المتخاصمين.
وينبغي للإنسان أن لا يفرط في شعوره بالسعادة، وأن يفسح المجال لنفسه لشكر الله تعالى على نعمه. ولا ينبغي أن يدفعه شعور الفرح إلى التعبير عنه بطريقة تضر نفسه وتضر غيره، وهذا ينطبق على بعض الحالات التي يرتكب فيها بعض الممارسات الخاطئة. وعند الشعور بالفرح، فمن الأمثلة على ذلك إطلاق النار في الأعراس، أو عندما ينجح بعض الأشخاص في الوصول إلى درجة علمية معينة.