فنون الكتابة الادبية

فنون الكتابة الأدبية، ما هو مفهوم الكتابة الأدبية، وكل ما يتعلق بالكتابة الأدبية، كل ذلك في هذه السطور التالية.

عليك أن تعلم أولاً أن جميع الكتاب المعروفين الذين تركوا بصمتهم في عالم الكتابة الأدبية لم يجدوا طريقهم مفروشاً بالورود والحرير، بل استغرق الأمر سنوات من العمل الشاق. إن الكتابة الأدبية، كأي مهارة أخرى في الحياة، لا تكفي للموهبة وحدها، بل تتطلب الكثير من الجهد والتعلم والممارسة لتطويرها وصقلها. ولكن إذا كنت شغوفًا حقًا بالكتابة وتأخذها على محمل الجد، فستجد أن الأمر يستحق كل هذا الجهد. شارك العديد من الكتاب تجربتهم مع الكتابة الأدبية وما هي الممارسات والقواعد التي وضعوها لأنفسهم لتطوير مهاراتهم الإبداعية وجعل أنفسهم كاتبين، كلٌ له أدواته وأسلوبه المميز. وفيما يلي قائمة بهذه الممارسات التي اتفق عليها عدد كبير منهم.

أسهل طريقة لإتقان الكتابة الأدبية

اقرأ كثيرًا، اقرأ كل شيء

وأهم وأهم النصائح التي اتفق عليها الكتاب والمفكرون هي القراءة الكثيرة والمستمرة. اقرأ جميع الكتب التي يمكنك الحصول عليها في مختلف المجالات في الأدب والدين والفلسفة والعلوم. اقرأ الكتاب العظماء وحاول التفكير في أسلوبهم في الكتابة والطريقة التي ينظمون بها النص. يبدأ الجميع في التعلم من البالغين. اجعل الكتاب رفيقك دائمًا وفي كل مكان، في وسائل النقل العام وفي المقهى. حتى لو كان الأمر يتعلق بالقراءة أثناء تناول الطعام، فاجعلها روتينًا يوميًا متزايدًا.
سجل الملاحظات والأفكار والخواطر

احتفظ دائمًا بدفتر صغير معك واكتب فيه أفكارًا لقصص ومقالات، أو حوار أعجبك، أو جمل أو عبارات قصيرة، أو أفكار أثارتها فيك أغنية أو رؤية شيء ما في الشارع، أو وصف مكان أثار مشاعر معينة. فيك. اكتب عن أي شيء، حتى لو كان صغيرًا بالنسبة لك. هذه الأفكار والخواطر ستلهمك في مرحلة ما، وقد تزودك بأفكار لكتب أو مقالات رائعة في المستقبل.
اجعل الكتابة عادة يومية

الكتابة الأدبية مهارة، وكأي مهارة يجب أن تمارسها كثيراً حتى تصبح أفضل، لذا اجعل الكتابة عادة يومية. ابدأ مثلاً بنصف ساعة يومياً ثم زدها تدريجياً. الشيء المهم هو ألا تتوقف عن الكتابة ليوم واحد. ولا تضع في اعتبارك أنه عندما تمسك القلم يجب أن تكتب شيئاً ذا قيمة، فهذا سيجعلك تقضي وقتاً طويلاً في التفكير. اكتب أي شيء يخطر ببالك، حتى لو كان يومياتك اليومية أو انطباعك عن الأشخاص والأشياء. لا تترك ورقة فارغة أو صفحة Word دون أن تملأها بأفكارك. بمرور الوقت، ستصبح أفكارك أعمق وتعبيراتك أكثر تعقيدًا وصقلًا.
إنشاء طقوس الكتابة لنفسك

اصنع لنفسك جوًا خاصًا يؤهلك للكتابة. اختر وقتًا من اليوم يكون فيه عقلك صافيًا. هناك بعض الكتاب يفضلون الصباح الباكر وهناك من يحب الكتابة ليلاً. الأمر متروك لما تفضله. قم بإزالة أي شيء قد يشتت انتباهك، فالكتابة الأدبية لا تحب أن يشاركك أي شيء آخر وقتها. أغلق باب غرفتك، وهاتفك المحمول، وأي شيء قد يصدر صوتاً قد يزعج أفكارك. قم بإزالة أي شيء على المكتب أو الطاولة قد يشتت انتباهك، ولا يوجد أي ضرر في بعض الموسيقى الهادئة في الخلفية، ودع أفكارك تنطلق بحرية.
الكتابة الأدبية هي تجربتك الخاصة

إن رغبتك في أن تصبح كاتبًا معروفًا وقويًا لا يعني أن عليك أن تحاول تقليد أسلوب الكتّاب العظماء. إذا فعلت ذلك فلن تكون إلا مقلدا شاحبا ولن يتذكرك أحد. الكتابة الأدبية هي تجربة شخصية خاصة جدًا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتجاربك وتجاربك في الحياة. اكتب عن نفسك، واكتب قصص الأشخاص من حولك، واقتبس من حياتهم، وتأمل في تصرفاتهم وكلماتهم، واستخدم مفرداتك وعباراتك الخاصة.
اكتب لنفسك

لا تضع في اعتبارك أنك تكتب من أجل الآخرين أو من أجل جذب انتباههم. أنت تكتب لنفسك أولاً ومن أجل المتعة الشخصية التي تجدها في الكتابة. تحلى بالشجاعة وغامر في المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل، حتى لو كانت ستثير غضب وغضب من يقرؤها. اكتب عن أي فكرة تثير اهتمامك وتثير اهتمامك، حتى لو لم تهم الناس. يجب عليك إرضاء نفسك أولاً وقبل كل شيء بالكتابة عما تحبه وما تريده، فلن تتمكن أبداً من الحصول على استحسان الجميع.
أستخدم عبارات قوية وقصيرة قدر الإمكان

لا تحاول اختيار جمل طويلة رنانة في الكتابة، لأنها ستجعلك تركز على تزيين الأسلوب وتشتت انتباهك عن قوة المحتوى. وتذكر أن وصف المواقف والأشياء يبدأ في خيالك وينتهي عند القارئ، لذلك عليك أولاً أن تتخيل ما تريد أن يختبره القارئ من خيال ومشاعر وعواطف، ثم تحويل ما تراه في ذهنك إلى الكلمات على الورق بوضوح، باستخدام كلمات بسيطة قدر الإمكان حتى لا تجهد. ولا يشعر القارئ بالملل. كما لا تدخل في التفاصيل أيضاً، فكتابتك لا تتضمن إلا التفاصيل التي تدفع القصة للأمام وتقنع القارئ بمواصلة القراءة.
راجع ما كتبته

هناك العديد من الكتاب الذين يكرهون مراجعة كتاباتهم لأن ذلك يعني بذل المزيد من الجهد في شيء قد انتهوا منه بالفعل، لكن مرحلة المراجعة هي مرحلة مهمة جدًا في الكتابة الأدبية، حيث تتيح لك إلقاء نظرة عامة على العمل ككل و اكتشاف العيوب ونقاط الضعف في القصة والصراعات والتناقضات بين الشخصيات. والأحداث، بالإضافة إلى مراجعة الصياغة واختيار الكلمات المناسبة وتهذيب العبارات لتقوية المعنى. يجب أن تكون لديك الشجاعة لحذف العبارات والجمل الزائدة عن الحاجة والتي لا تضيف جديداً للعمل وقد تجعله مملاً حتى لو أعجبك.
الكتابة الأدبية يجب أن تنتهي بقوة كما بدأت

أهم جزء في الكتابة الأدبية هو البداية والنهاية. يجب أن تكون البداية قوية وجذابة حتى تجذب اهتمام القارئ وتجعله يستأنف قراءة كتابك أو قصتك. اقضِ المزيد من الوقت في صياغة بداية رائعة، واكتب أيضًا نهاية رائعة ستجعلهم متحمسين للمزيد من كتاباتك.
كن مستعدًا دائمًا لقبول النقد

لا يوجد كاتب عظيم عظيم لم تتعرض كتاباته للنقد أو الرفض من قبل القراء أو حتى الناشرين، سواء في مقتبل حياتهم أو عندما أصبحوا أسماء كبيرة وكان لهم معجبين. وتذكر دائمًا أنك لن تصبح كاتبًا قويًا إذا لم تستمع لآراء الآخرين حول كتاباتك سواء كانت إيجابية أو سلبية. هناك من سيخبرك أنك كاتب عظيم، وهناك من سيقول لك أنك ستحتاج إلى المزيد من الجهد، وآخرون سيرمون كل شيء في وجهك ويطلبون منك التوقف. توقف عن الكتابة فورًا. يجب أن تأخذ آراء كل هؤلاء بعين الاعتبار، لكن لا تجعلها تقف في طريقك أو تمنعك من استئناف الكتابة. إذا قمت بذلك، فلن يكون لديك الشغف حقًا، وتوقف عن إضاعة وقتك معهم. عليك أن تجعل النقد حافزاً لتطوير مهارتك في الكتابة الأدبية.
اختبار كل ما هو جديد

الكتابة الأدبية ليست إلا خلاصة تجاربنا وتجاربنا ومعارفنا في الحياة. يجب عليك تجربة أشياء جديدة كل يوم. سافر إلى أماكن لم تزرها من قبل، تجول في شوارع لم تزرها من قبل، اذهب إلى المتاحف والمعارض الفنية، تأمل الأعمال الفنية واللوحات الفنية ولاحظ المشاعر والأفكار التي تنتابك عندما تراها، استمع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى ومشاهدة الأفلام والمسرحيات. واستمع إلى قصص الناس وشكواهم، ما يسعدهم وما يحزنهم، وماذا يريدون من الحياة وما يرضيهم. هذه الأشياء ستلهمك بأفكار جديدة طوال الوقت، وتزيد من معارفك وخبراتك في الحياة، وتفتح لك آفاقاً وعوالم جديدة.
اجعل كل همك وانشغالك أن تصبح كاتبًا يترك بصمته في عالم الكتابة والأدب، وهذا لن يتأتى إلا من خلال توسيع مجالات معرفتك باستمرار، والاستمرار في الكتابة والقراءة كل يوم، وتخزين أشياء مختلفة ومشاعر مختلفة ، واعتبار كل تجربة تمر بها بمثابة درس لك يزيد من موهبتك وشغفك عمقًا وتألقًا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً