فوائد التاريخ الإسلامي وسنتعرف اليوم من خلال هذا المقال على فوائد التاريخ الإسلامي وأهمية معرفة كافة الأحداث التاريخية المهمة.
يقول ابن الأثير -رحمه الله- في فوائد التاريخ:
“لقد رأيت جماعة من الناس يزعمون العلم والمعرفة، ويظنون أنهم أرباب العلوم والرواية، يحتقرون التاريخ ويحتقرونه، ويعرضون عنه ويلغونه، ويظنون أن الفائدة القصوى منهم هي القصص والأخبار، ونهاية علمهم الأحاديث والقصص. وهذا حال من انحصر نظره في القشر دون الجوهر، وحرم من جوهره. ومن رزقه الله بفطرة سليمة وهداه إلى صراط مستقيم، يعلم أن فوائدها كثيرة، وفوائدها في الدنيا والآخرة كثيرة وكثيرة. وهنا نذكر شيئاً مما ظهر لنا فيه، ونستودع معرفته عقل الناظر. الباقي منه.
وأما فوائدها الدنيوية فهي:
1) لا يخفي الإنسان أنه يحب البقاء، ويفضل أن يكون ضمن فئة الأحياء. أتمنى لو كان لدي شعر! وما الفرق بين ما رآه أو سمعه بالأمس، وبين ما قرأه في الكتب التي تحتوي على أخبار الماضي وأحداث الماضي؟ فإن رآه فكأنه عاصرهم، وإن علمه فكأنه شهد معهم.
2) ومنها: أن الملوك وأصحاب الأمر والنهي إذا نظروا إلى ما فيه من تاريخ أهل الظلم والعدوان، ورأوه مسجلا في الكتب، نقله الناس، ورواه أحد. خليفة من سلف، ونظروا إلى ما تلا ذلك من سوء الذكر، والأحداث القبيحة، وخراب البلاد، وهلاك العباد، وزوال الأموال وفساد الأحوال: أبغضوهم، وأعرضوا عنهم
ووضعها بعيدا.
وإذا رأوا سيرة الحكام العدل وجمالهم، وما بعد رحيلهم من جميل الذكر، وازدهرت بلدانهم وممالكهم، وتكاثرت ثرواتهم، وافقوا على ذلك ورغبوا فيه، وثابروا عليه. وترك ما يخالفه. هذا عدا ما يستفيدونه من معرفة الآراء الصحيحة التي يدفعون بها ضرر الأعداء، وينجون. وكان بها آثار كثيرة، وقد حفظت نفائس المدن والممالك العظيمة. ولو لم يكن فيه شيء آخر لكفى فخرا.
3) ومنها: الخبرات والمعارف التي يكتسبها الإنسان من الأحداث، وما يترتب عليها من نتائج. فإنه لا شيء يحدث إلا إذا تقدم هو أو نظيره، فيزداد ذكاءه، ويستحق الاقتداء به.
وأحسن الخطيب حين قال:
رأيت العقل عقلين: مطبوعًا ومسموعًا
ولا فائدة منه إذا لم تتم طباعته
لا فائدة من الشمس وضوء العين حرام
والمراد بالمطبوع: العقل الغريزي الذي خلقه الله تعالى للإنسان، وبالسمع: ما يزداد العقل الغريزي بالتجربة، وجعله عقلا ثانيا: توسيعه وتعظيمه، وإلا كان إضافة إلى عقله الأول. .
4) ومنها: ما يتزين به الإنسان في المجالس والمنتديات، كذكر شيء من علمه، أو نقل الحكايات، فتصغي إليه الآذان، وتتقرب منه الوجوه، وتتدبر القلوب ما يقول ويقول. ، والموافقة لما ذكره.
أما عن الفوائد الأخرى:
1) ومنها: إذا فكر فيها العاقل المفكر، ورأى اضطراب الدنيا بأهلها، وما زالت مصائبها تطال أعيان سكانها، وأنها سلبتهم أرواحهم وكنوزهم وقتل أصغرهم وكبيرهم، فلم يبق شريفا ولا وضيعا، ولم يسلم غني ولا فقير من شدائدها، وزهد فيها وأعرض عنها. فبدأ يستعد للآخرة، ورغب في دار خالية من هذه الصفات، وأهلها خاليون من هذه النقائص.
وربما يقول قائل: لا نرى أحداً ينظر إليها وقد زهد في الدنيا وتوجه إلى الآخرة ورغب في درجاتها العليا!!
أتمنى لو كان لدي شعري! كم مرة رأى هذا المتحدث قارئًا للقرآن الكريم – وهو سيد الخطب وأفصح الكلام – ينشد القليل من هذا الركام؟! القلوب تعشق الحب
عاجل.
2) ومنها: التحلي بالصبر والصبر، وهما من محاسن الأخلاق. فإذا رأى العاقل أن بلاء الدنيا لم يسلم منه، ولا نبي شريف، ولا ملك جليل، ولا حتى إنسان، سيعلم أن ما أصابهم سيصيبه، وما أصابهم سيحل محله.
هل أنا إلا من المظلومين، إن ضللت، وإن هديت الظالم اهتديت
ولهذه الحكمة وردت القصص في القرآن الكريم: “إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو سمع وكان شهيداً”.
فإذا ظن هذا أن الله سبحانه أراد بذكر القصص والآيات فقد تمسك بأقوال الانحراف إلى السبب الدقيق لها، كما قالوا: هذه أساطير الأولين كتبها .
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا قلبًا رشيدًا، ولسانًا صادقًا، وأن يوفقنا في القول والعمل. فهو حسبنا ونعم الوكيل».
فوائد القراءة ومعرفة التاريخ
وقد يتساءل البعض ما لنا مع السلف وأخبارهم وتاريخهم، وما هو الدافع لنا لقراءة الكتب القديمة التي ذهب زمنها وتلاشى علمها وأخبارها. هذا ما قد يقوله البعض، لكن لو عرف هؤلاء وغيرهم قيمة هذا العلم وضرورة المعرفة واستقراء الأحداث والتجارب، لما ضيعوا الفرصة التي أتيحت لهم إلا لاقتناص بعض تجاربهم وتجاربهم. جني نتائج أخبارهم.
بمعنى آخر، سنسأل أنفسنا ما الذي يمكن أن نستفيده من تاريخ السلف وما الذي يدفعنا إلى قراءة كتبهم وأخبارهم. وهذه عدة فوائد سأعرضها بإيجاز:
أولاً: نتعرف على أخبار الأنبياء والمرسلين. ومن خلال معرفة قصصهم، نزيد إيماننا بهم وبرسائلهم. والإيمان بها ومعرفتها من أركان الإيمان، وقراءة ما ورد عنها تساعدنا على فهم الأديان ودراستها.
ثانياً: نتعرف على أخبار المبتدعين والمصلحين على مر العصور والأزمنة. إن القراءة ومعرفة أحوالهم ترفع العزيمة، وتدفع اليأس، وتبعث في النفس الأمل، وقد تحفز وتزرع فيك الحرص على العمل الجاد من أجل الإصلاح والدعوة ونشر الحق ونصرته.
ثالثاً: نتعرف على طرق وأساليب قيام الدولة واستمرارها وأسباب سقوطها. ويلخص لنا التاريخ تجارب الدول على مر الأيام منذ نشأتها وحتى تطورها وحتى سقوطها. الدول، مثل كل شيء في هذه الحياة، يحكمها قانون الأسباب، وقوانين الكون وقوانينه. ومن تأمل صفحات التاريخ لاحظ كيف ظهرت. وعلى ما أسست تربيتها يجد أسباب قوتها، ويتطرق إلى أسباب ضعفها، ويلاحظ أسباب موتها أو قتلها.
رابعاً: إذا نظرنا إلى تجارب الآخرين تعلمنا المواعظ والعبر. والأمثلة والنماذج الحية الواقعية تؤثر في النفوس بأخبارها.
خامساً: إذا نظرنا إلى التاريخ وتجارب أسلافنا، نكون قد ملأنا النفس بالتفاؤل، وغرسنا روح الأمل فيها وفي المجتمع.
فوائد القصص التاريخية:
وللقصص التاريخية فوائد عديدة، أهمها:
1- تقوية قلوب المؤمنين:
قال الله تعالى: “وكلاً نقص عليك من نبأ الرسل لنثبت به قلبك ونبلغك بهذا الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين”. [هود: 120].
وقال الله تعالى: “ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا بما كذبوا وأوذوا حتى جاءهم نصرنا وما من مبدل لكلمات الله”. وقد وصل إليك.” من أخبار الرسل [الأنعام: 34].
قال الجنيد رحمه الله: “القصص من جنود الله تعالى الذين يقويون إيمان الحواريين”.
إقرأوا التاريخ ففيه دروس. ♦♦♦ وضل الناس دون أن يعرفوا الخبر.
2- أنها وسيلة لمعرفة سيرة الصالحين والاقتداء بهم:
قال الله تعالى: «أولئك الذين هدى الله؛ فاتبع هداه». [الأنعام: 90]قال أبو حنيفة رحمه الله: «قصص العلماء وفضائلهم أحب إلي من كثير من الفقه؛ لأنها آداب الناس».
3- أنها وسيلة لتعلم الدروس من السلف:
قال الله تعالى: “”لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب”” “إنه ليس بحديث موضوع”. [يوسف: 111].
4- معرفة القوانين العالمية للتمكين والنصر وانتهاء الظالم وانتصار المؤمنين الصادقين ولو بعد حين:
كما قال الله تعالى: “هل الذين كفروا منكم خير من الذين منكم أم أنتم من الأمر براء؟” [القمر: 43]وقال الله تعالى: وكذلك ننجي المؤمنين. [الأنبياء: 88]وقال تعالى: “وهل نجازي إلا الكافرين؟” [سبأ: 17].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: “”إن الله قص على نبيه صلى الله عليه وسلم أخبار الخلق السابق من الخلق وذكر الأمم الماضية”.”
كيف كان يعامل أصدقائه وماذا حدث لأعدائه؟ وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحا شاملا.
ولما في القصص التاريخية من فوائد وعبر، فقد قص الله تعالى قصصا كثيرة عن الأنبياء وغيرهم في كتابه.
قال الله تعالى: “وكذلك نقصص عليك نبأ ما قد سلف ولقد ذكرناك منا ذكرا”. [طه: 99].
وقال الله تعالى: “وهذا من أخبار القرى”. سنرويه لكم منه قائما يحصد». [هود: 100].
والقصص القرآنية هي أفضل القصص، حيث قال الله تعالى: “”نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن”.” [يوسف: 3].