فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم كثيرة، فمن خلالها يمكنك فهم مجموعة مهمة من الأحكام والأوامر والنواهي. وفي هذا المقال سنستعرض أهم فوائد الأمثال في القرآن الكريم والمجالات التي تناولتها الأمثال القرآنية.
فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم
ونجد هنا من فوائد ضرب الأمثال أنها تبرز الأمور المعقولة في مشاهد ملموسة يراها الناس أو يلمسونها، فتتقبلها عقولهم لأن المعاني المعقولة صعبة ويصعب تثبيتها في العقل عند الكثيرين ما لم تصاغ بشكل ملموس. النموذج الذي يمكن فهمه بسهولة.
ويمكن أن نضرب لهذا ما ضربه الله عز وجل من حالة الذي ينفق نفاقا، إذ لا يحصل من إنفاقه أي أجر، وذلك في قوله تعالى: “سَاعَةٌ مِنْ غُبَارٍ”. فأصابها المطر فتركها جرداء؛ لا يملكون شيئا مما كسبوا).
الأمثال تكشف الحقائق وتقدم الغائب في سياق المشاهد، وذلك أكثر تأثيراً على النفس من حيث تأثيره. ويشهد لذلك ما جاء في تمثيل حال آكل الربا يوم القيامة مع قبح حاله: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان) من لمسة النبي .)
كما أنها تعبر عن جانب من الإعجاز القرآني لأنها تلخص المعاني الرائعة في عبارات بسيطة، وأوضح دليل على ذلك الأمثال الكامنة والأمثال المنقولة المذكورة أعلاه، وقد ذكرنا الكثير من أدلتها.
تشجيع النائب، حيث يكون الشخص الممثل مما تشتهيه النفوس، وهو ما يعين المكلف على الطاعة، ويرغب فيها له. واشهد على ذلك، فقد ضرب الله تعالى مثلاً لحال من ينفق في سبيل الله والأجر الذي يعود عليه من مضاعفة أجر عمله كثيراً، وذلك في قول الله تعالى . :(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أخرجت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله على كل شيء قدير) الشامل، العليم.)
ونجد هنا أن الغربة عن الفاعل، حيث يكون الفاعل مما تكرهه النفوس، وهذا يساعد المسؤول على تجنبه عندما يظهر قبحه وبشاعته وسوء عاقبته. ويشهد لذلك ما ضربه الله تعالى من مثال حالة الغيبة في تحريم الغيبة، وذلك في قوله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ذلك يأكل لحم ربه) أخي الميت وأنتم تكرهونه واتقوا الله إن الله غفور رحيم).
إن مدح الممثل هو إظهار مكانته من جهة، والتشجيع على تقليده من جهة أخرى. ويشهد لذلك ما ضربه الله تعالى لأصحاب رسول الله في قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم فسوف ترى) سجدًا ابتغاء فضل الله ورضوانه، سماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل مثل حبة هو أخرجت أغصانه وشددته فقوي وقام على سوقه وأذهل الفلاحين وأغضب الكفار).
وكان حال الصحابة في البداية أنهم قليلون، ثم أخذوا يكثرون ويكثرون حتى اشتد حكمهم، وامتلأت القلوب إعجابا بعظمتهم.
ويذم الفاعل إذا كان في الفاعل صفة يستنكرها الناس، ويشهد على ذلك ما ضربه الله تعالى من مثل حال من آتاه الله كتابه، فتعثر في طريق العمل، ونزل في الحياة الدنيا والرذائل، منغمسا فيها، وذلك في قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ قَصْبَ الَّذِي آتيناه آيَاتِنَا فَهُوَ مُنْزَلٌ. منها فأتبعه الشيطان فكان من الضالين. * ولو شئنا لرفعناه به ولكنه نزل إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب. فإما أن تحمليه وهو يلهث، وإما أن تتركيه وهو يلهث. ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون.
ومن فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم أنها أبلغ في النفس، وأبلغ في الوعظ، وأقوى في الزجر، وأشد في الإقناع. وقد ضرب الله تعالى الأمثال في القرآن الكريم للتذكير والعبرة. قال الله تعالى: (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون) الزمر:27، وقال الله تعالى: (وهذه الأمثال نضربها للناس) وما يفقههم إلا أولو العلم) (العنكبوت: 43). وقد ذكرهم النبي في حديثه، وقد استخدمهم الدعاة إلى الله عز وجل في كل عصر لنصرة الحق وإقامة الحجة على المربين. ويستخدمونها كما وسيلة للتوضيح والإثارة ووسيلة للتعليم في الترغيب أو الرد في المدح أو الذم.
أهم فوائد أمثال القرآن الكريم
- التذكير والموعظة.
- الحث والتوبيخ.
- الاعتبار والتذكير.
- تقريب الشيء المقصود من العقل وتصويره على شكل الشيء الملموس حتى يبقى في العقل.
- وفيه نموذج من الهداية لإغراء النفوس بالخير والصلاح ومنعها من الشر والإثم.
- قال إبراهيم النظام: أربعة أشياء توجد في المثل لا توجد في غيره من الكلمات:
مختصر النطق، ودقيق المعنى، وحسن التشبيه، وكناية جيدة
وأعظم فائدة هي الأمثال القرآنية التي ذكرها الله تعالى في قوله:
(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون). [سورة العنكبوت 43]
وفي الآية إشارة إلى أن الأمثال دليل على المعنى المقصود، وأنها صفة العقل وجوهره وثمرته. ومن عقله وفهمه أنه من العلماء الربانيين والصالحين الطاهرين، وكما ذكر ابن كثير عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قلت عن ألف مثل. لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (4/203) وقال الهيثمي في “المجمع” (8/264) : “”إسناده جيد”.”
ثم علق رحمه الله على هذه الرواية: وهذا فوز عظيم لعمرو بن العاص – رضي الله عنه – كما يقول الله تعالى: (وهذه الأمثال نضربها للناس) وما يعقلهم إلا أولو العلم).
هناك العديد من المجالات التي تغطيها الأمثال القرآنية. وسنذكر أبرزها وأهمها وهي:
- لقد أظهرت الإيمان ومثلته
- كشف الكفر وأزال الشبهة عنه
- لقد كشفت النفاق
- ودعت إلى الخير واستجابت للشر
- صورة الشر والخير
- وميز الخير من السيء.