فوائد ضرب المثل في السنة النبوية

فوائد ضرب الأمثال في السنة النبوية عديدة. وعلى كل مسلم أن يعلم علم اليقين أن ضرب الأمثال في السنة له مقاصد وفوائد كثيرة، مما يعود عليه بالنفع بالطبع. وفي هذا المقال سنعرض أهم فوائد ضرب الأمثال في السنة النبوية.

فوائد القدوة في السنة النبوية

قراءة القرآن:

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن» مثل الأترج (نوع من الفاكهة من أطيب الفواكه) ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لها لا رائحة.” طعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحان، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظل ليس له طعم. وريحه وطعمه مر) رواه مسلم.
قال النووي: «قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) وغيره فيه: فضل حفظ القرآن، واستحباب حفظه». “وضرب الأمثال لتوضيح المقاصد.” قال ابن عثيمين: “هذا الحديث رواه المؤلف (النووي) رحمه الله، في باب فضل قراءة القرآن في رياض الصالحين، في بيان أحوال الناس في وفيما يتعلق بالقرآن، فقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة للمؤمن والمنافق.. فالمؤمن الذي يقرأ القرآن كاملاً يكون صالحاً في نفسه. وفي بعضها الآخر كالأترجة، لها رائحة طيبة طيبة وطعم طيب. وأما المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فهو مثل التمرة، طعمها طيب وليس لها ريح طيبة. مثل رائحة الحمضيات.”

الصلاة والتطهير من الذنوب

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم) فيغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فهل يبقى عليه من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى عليه من درنه، قال: مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا». البخاري قال: «وسبب التمثيل أنه كما يتنجس الإنسان بأقذار بدنه وثيابه فيطهر بالماء الكثير، كذلك الصلاة تطهر العبد من دنس الذنوب حتى لا يبقى عليه خطيئة إلا أنه سبب لإسقاطه وتكفيره “.

الصديق الجيد:

وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لأثر الصحبة والصحبة في حياة الإنسان. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كمثل حامل السوء) المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يعطيك نعلاً أو يعطيك) إما أن تشتري منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيباً، والحداد إما أن يحرق ثيابك. أو تجد منه رائحة كريهة». رواه البخاري.
قال ابن حجر: “وفي الحديث النهي عن الجلوس مع من يضره الجلوس في الدين أو في الدنيا، والحث على الجلوس مع من يستفيد من الجلوس معه فيهما”. قال ابن عثيمين: “” معناه أن الإنسان في الدين، كما في الخلق، على قدر من يصحب، فلينظر كل واحد منكم من يصحب، فإن من صحب أهل الخير صار منهم، وإذا صاحب غيره كان مثلهم».

ما الحكمة من ضرب الأمثال في الكتاب والسنة؟

الأمثال وأمثالها في القرآن دروس ومواعظ ومواعظ عظيمة جداً، لا غموض فيها في الحقيقة، إلا أنه لا يفهم معانيها إلا أهل العلم، كما قال الله تعالى: (وهذه الأمثال نقدم للناس وما يفقههم إلا العالمون) العنكبوت/43، ومن أحكام ضرب المثل أن يتذكر الناس. كما قال الله تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) (الحشر: 21).

وقد تبين في مواضع أخرى أن الأمثال، مع بيانها للحق، يهدي الله بها قوماً ويضل آخرين، كما في قوله تعالى: (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً بعوضة أو بعوضة) أي شيء فوقه فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا يريد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا يهدي به كثيرًا وما يضل به إلا المسرفين (البقرة:26)… ولا شك أن الذين استجابوا لربهم هم العقلاء الذين فهموا معنى الأمثال وانتفعوا بها. لبيان الحق الذي تضمنته، ومن لم يرد عليه فهو الذي لم يفهمها ولم يعرف أوضح الحقائق.

حكم استعمال الآيات القرآنية في ضرب الأمثال

ولا حرج في تقليد القرآن الكريم إذا كان لغرض صالح، مثل أن يقول: (إن هذا الشيء لا يسمنك ولا يسد الجوع) أو قوله: (ومنه خلقناكم ومنه سنعيدك) إذا أراد أن يذكر حال الإنسان مع الأرض وأنه خلق منها. فيعود إليها بعد الموت ثم يبعثه الله منها. فتقليد القرآن الكريم إذا لم يكن على سبيل السخرية والاستهزاء. لا حرج في ذلك، لكن إذا تم على وجه الاستهزاء والسخرية، فهذا يعتبر ردة عن الإسلام. لأن من استهزأ بالقرآن الكريم أو بشيء من ذكر الله -عز وجل- واستهزأ بشيء من ذلك فقد ارتد عن دين الإسلام، كما قال الله تعالى: (قُلْ أَهْوَ اللَّهُ وَالَّذِينَ يَسْتَهْزِئُونَ)؟ وآياته ورسوله كنتم تستهزئون .

فوائد القدوة في السنة النبوية

لقد كانت طريقة ضرب الأمثال من أهم أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين. واستخدامه صلى الله عليه وسلم للأمثال لم يكن لغرض أدبي بحت، بل كان لهدف أسمى وهو إبراز المعاني بصورة مجسمة لتوضيح المبهم وإحضار المبهم. معنى للعقل بأفضل الطرق. إظهار المعقول في صورة المحسوس، وضربه صلى الله عليه وسلم الأمثال هو أسلوب من أساليب التربية، إذ يحث على فعل الخير، ويحث النفس على الصلاح، ويدفعها إلى الفضيلة والأخلاق. يمنعه من المعاصي، وفي الوقت نفسه يربي العقل على التفكير الصحيح، ولهذا ضرب صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأمثال في مسائل مختلفة وفي متعددة المواقف، وبما أن الهدف من ضرب الأمثال هو فهم المعاني العقلية المجردة، وتقريبها من العقل، وتكوين صورة لهذا المعنى. وفي الخيال يكون التأثير في تلك الصورة أقوى وأقوى من الأفكار المجردة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً