قصة أبي بكر الصديق، وتحول أبي بكر الصديق، وقصة أبي بكر الصديق كلها في هذه السطور التالية.
نقدم لكم اليوم قصة حياة سيدنا أبو بكر الصديق أحد العشرة المبشرين بالجنة باختصار. استمتع معنا بقراءة لمحات ولمحات رائعة من حياة ومواقف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم. نقدمها لكم لأول مرة عبر موقعنا.
إسلام أبو بكر الصديق:
وكان أبو بكر أحد زعماء قريش وحكمائها، وقد سمع من ورقة بن نوفل وغيره من أهل العلم بالكتب السابقة أن نبيا سيبعث في جزيرة العرب، وثبت له ذلك في أحد الأيام. رحلاته إلى اليمن. وهناك التقى بشيخ من علماء الأزد، فقص عليه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر وآياته. ولما رجع إلى مكة هرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبي معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البختري بن هشام. فلما رآهم قال لهم: هل أنتم وكيل؟ قالوا: يا أبا بكر، لقد عظمت الخطب. يتيم أبي طالب يدعي أنه نبي مرسل. ولولاكم لما انتظرناه. فإذا أتيت فأنت الهدف والاكتفاء. فذهب إليه أبو بكر فسأله عن تجربته. فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، ودعاه إلى الإسلام. فأسلم على الفور، ورجع وهو يقول: «لقد خرجت، وما بين جبهتيها أنا أسعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي». وكان أبو بكر أول من اعتنق الإسلام.
هجرة أبي بكر الصديق:
ولما أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة إلى المدينة، أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بالهجرة، واستأذن أبا بكر في الهجرة، واستأذن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمهله (عليه السلام) فقال له: (لا تستعجل لعل الله أن يأذن لك بالهجرة يا صاحب)، حتى نزل جبريل على النبي، وأخبره أن قريش قد كيدوا لقتله، وأمر له وعدم المبيت بمكة، والخروج منها مهاجرا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم. (صلى الله عليه وسلم) وأحاط شبان قريش وفرسانهم ببيته ينتظرون خروجه ليقتلوه، لكن الله أخذ أبصارهم فلم يرونه. فأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) قبضة من تراب فنضحه على رؤوسهم وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبي بكر {وكان نائما} فَأَيْضَيْتُهُ } وأخبرته أن الله قد أذن له في الهجرة. تقول عائشة: ورأيت أبا بكر يبكي هناك. فرحاً، ثم خرجوا واختبأوا في غار ثور، واجتهد المشركون في البحث عنهم حتى اقتربوا من الغار، فقال أبو بكر: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأى فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!)، فأقاما في الغار ثلاثة أيام، ثم انطلقا، وأبو بكر يعرف الطريق، فيقابلهم الناس واسأل أبا بكر عن صاحبه، فيقول: هذا رجل يدلني على الطريق. وبينما هم في طريقهم، أدركه سراقة بن مالك (وكان يطمع في المائة من الإبل التي خصصتها قريش لمن يأتي بمحمد إليهم). فلما دنا سراقة رآه أبو بكر فقال: يا رسول الله، سبقتنا هذه المسألة. واقترب سراقة حتى لم يكن بينه وبينهم إلا رمح. أو رمحين، فأعاد أبو بكر قوله للنبي (صلى الله عليه وسلم)، فبكى، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): ما يبكيك؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، والله ما أبكي على نفسي، ولكني أبكي عليك. فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: (اللهم اكفه بما شئت)، فتسطحت قوائم الفرس، وسقط سراقة وقال: يا محمد هذا عملك. ، فادعوا الله. لينقذني مما أنا فيه، فإن الله أعمى عن من خلفي. فاستجاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لطلبه، ودعاه إلى الإسلام، ووعده أنه إذا أسلم بصواري كسرى، ومضوا في طريقهم حتى وصلوا المدينة، والصحابة { “استقبل المهاجرون وأنسا” رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه بالسرور والفرح الشديد، وانطلق الصبيان والإماء وهم يغنون الأنشودة الشهيرة:
أشرق علينا البدر من ثنايا الوداع
اضطهاد أبي بكر الصديق:
وكان لأبي بكر مكانة وقوة في قريش. ولم يعاني من أذىهم ما أصاب المظلومين، لكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ نصيبه ونصيبه من الأذى. دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) الكعبة، واجتمع حوله المشركون، فسألوه عن آلهتهم {ولا يكذب} فأخبرهم؛ فاجتمعوا ليضربوه، وجاء الرجل الصارخ إلى أبي بكر فقال له: لقد أدركه صاحبك، فأسرع إليه أبو بكر وبدأ يحرره من أيديهم، فقال: ويلك ! أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله؟ فتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلوا يضربونه حتى حمل. أبو بكر وأهل بيته، تاهت ملامحه من شدة الأذى.
جهاد أبو بكر الصديق:
وكان أبو بكر صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) في جهاده كله. وشهد معه بدراً، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني له سقيفة يشاهد منها المعركة ويوجه الجنود. وأبقى على النبي (صلى الله عليه وسلم). وأبو بكر معه في هذه العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائلا: (اللهم إن تهلك هذه الجماعة فلا تعبدون)، فيقول أبو بكر لربه: له : يا رسول الله . اقتصر على دعاء ربك فسيؤتيك الله ما وعدك من نصره. وشهد أبو بكر إحدى الغزوات، وكان ممن ثبت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما انكشف المسلمون. وشهد الخندق والحديبية وجميع المشاهد. ولم يتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في معركة واحدة، وسلم إليه. وقد حمل النبي (صلى الله عليه وسلم) رايته العظيمة يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبت يوم حنين حين انهزم المسلمون في أول المعركة.
رواية أبي بكر الصديق:
وكان أبو بكر من أقرب الصحابة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأكثرهم استماعا لحديثه. روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبي بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب. وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت {رضي الله عنه} عنهم أجمعين}، ومما رواه عن علي قال: أخبرني أبو بكر (وصدق أبو بكر) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ويتوضأ) فيسبغ الوضوء، ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله).
أفعال ومواقف أبي بكر الصديق:
كان لأبي بكر الصديق (رضي الله عنه) مواقف وأفعال عظيمة في نصرة الإسلام، منها:
لقد أنفق مالاً كثيراً في سبيل الله، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (ما نفعني مال قط بقدر ما نفعني مال أبي بكر)، فقال أبو بكر: فبكى وقال: هل أنا ومالي إلا أنت يا رسول الله؟ (رواه أحمد والترمذي وابن ماجة). وأعتق أبو بكر من ماله سبعة عبيد أسلموا، وكانوا يعذبون بسبب إسلامهم، ومنهم: بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة.
ولما مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لمن حوله: (مروا بأبي بكر ليصلي بالناس)، فقالت عائشة: يا رسول الله، لو أمرت غيره، فقال: (لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يصلي بهم أحد)، وقال علي بن أبي طالب: قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر، فقال: كان يؤم الناس في الصلاة. أنا شاهد ولست غائبا، وأنا سليم ولست مريضا. ولو أراد لكان قد قدمني. فأتاني فقبلنا في دنيانا من رضي الله ورسوله في ديننا.
ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم اغتر الناس حتى قال عمر بن الخطاب: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان أحد يتكلم بهذا إلا ضربته بهذه. سيف لي. ثم دخل أبو بكر وسمع كلام عمر، فقام فقال قوله المشهور:
أيها الناس من كان يعبد محمداً فقد مات محمد
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
وبعد مبايعة أبي بكر للخلافة، أصر على حشد جيش أسامة الذي أعده النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعينه أسامة بن زيد واليا. وقد ذهب جماعة من الصحابة، وفيهم عمر، إلى أبي بكر فقالوا له: لقد قامت العرب عليك. فلا تفرقوا المسلمين عنكم. قال: والذي نفسي بيده، لو أعلم أن السباع تأكلني بهذه القرية لنفذت هذه المهمة التي أمر بها الرسول، وما انفصلت قائدا. فأخذها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، وتوجه الجيش إلى الشام بقيادة أسامة.
واجه أبو بكر في بداية خلافته محنة كبرى تمثلت بارتداد كثير من القبائل العربية عن الإسلام بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم). ومنعت بعض القبائل زكاة أموالهم. وأمام هذه الردة، جهز أبو بكر الجيش وقرر قتال جميع المرتدين، وكان ينوي مهاجمتهم. وخرج بنفسه لقيادة الجيش، لكن علي بن أبي طالب لقيه، وهو يستعد للرحيل، فقال له: إلى أين تذهب يا خليفة رسول الله؟ استل سيفك، ولا تحزننا بنفسك، فوالله لئن أصابناك لا يكون للإسلام نظام بعدك. ثم عاد أبو بكر وولي خالدا على الجيش، وسار خالد وقضى على ردة طليحة الأسدي ومن معه من بني أسد وفزارة، ثم توجه إلى اليمامة لقتال مسيلمة بن خسر. وكان معه من بني حنيفة، وكان يوم اليمامة يوما خالدا، كتب الله فيه نصر دينه، وقتل مسيلمة وتفرق. وظل جنوده والمسلمون يطفئون نار الفتنة والردة حتى أطفأها الله. ثم واصل جيش خالد تقدمه حتى حقق انتصارا كبيرا على الروم في معركة اليرموك.
وعندما أحس أبو بكر باقتراب وفاته، استشار سرا بعض كبار الصحابة في تعيين عمر بن الخطاب خليفة من بعده، فرحبوا جميعا بذلك. إلا أن بعضهم اعترض على شدة عمر، فقال أبو بكر: «نعم الوالي عمر، وليس أحد أقوى منه، وما هو؟» فيحسن به أن يتابع أمور أمة محمد، فإن عمر رأى اللين واشتد، ولو كان هو الحاكم الآن لكان من الناس الذين تهاونوا مع أهل الشبهة. ” ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابا. بالإضافة إلى عمر.