قصة العصفور والغصن، قصة العصفور الحزين، قصة العصفور والشجرة، قصة العصفور الذكي. وهذا ما سنتحدث عنه أدناه.
قصة الطير والغصن
وقف الطائر الصغير على غصن شجرة لفترة طويلة… دون أن يغني، كما تفعل عادة الطيور الجميلة الملونة.
فسأله الغصن: ما بك أيتها الخنفساء الجميلة؟ أنت صامت ولا تغرد”.
فتنهد الطائر من أعماق قلبه وقال:
“كيف يمكنني التغريد وأنا أرى طيور زملائي تقتل كل يوم برصاص الصيادين..”
وقال الفرع: “غرد يا طائر، غرد. لا تكن في نفس الجانب مع الصيادين ضد الطبيعة الجميلة. طائر بلا أغنية. شجرة بلا ثمر. “..
ابتسم الطائر وغرد مرة أخرى بأعلى صوته دون توقف.
جمعت الشجرة أغصانها فرحاً بصوته الجميل.. وتجمعت أوراقها لحمايته من غدر الصيادين.
قصة الطائر الحزين
مرت أيام لم يتكلم فيها الطائر
سألت الملائكة:
لماذا لا يكلمك الطير يا رب؟
فأجاب الله تعالى:
سيأتي لا محالة، فأنا الأذن الوحيدة التي تستمع. بالنسبة لشكواه،
وفي أحد الأيام توقف الطائر على غصن شجرة وشاهد. وتكلمت معه الملائكة فبقي صامتا.
فقال الله تعالى له: تكلم بما أحزن قلبك..
قال: كان لي عش صغير ملجأ لتعبي ووحدتي، حتى هل أخذت مني هذا يا رب؟
لماذا أرسلت العاصفة؟ لماذا أزعجك هذا العش الصغير؟ اختنق العصفور بدموعه، وخيّم الصمت على المملكة. ونكست الملائكة رؤوسهم للتأمل.
قال الله تعالى: وكان هناك ثعبان متجه إلى عشك وأنت نائم. فأمرت الريح أن تقلبه لكي يستيقظ ويطير وينجو.
الطير في حيرة من أمر ربوبية الله.
قال الله تعالى: كم من بلاء أبعدت عنك لأني أحبك؟ لكنك كنت تثير عداءي بسبب ذلك.
تجمعت الدموع في عيون الطير وملأ بكاؤه السماء..
كم أنت لطيف يا رب!
لا تحزنوا إذا منعكم الله عن شيء تحبونه، لو تعلمون كيف يتولى أموركم، فتذوب قلوبكم من محبته.
ما أعظمك يا الله!
قصة الطير والشجرة
التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون قديمة. كان الشتاء. كانت الشجرة ضخمة وضعيفة، تكاد تكون غير قادرة على تحمل الريح. فهز العصفور الأول ذيله وقال: لقد تعبت من الانتقال من مكان إلى آخر. لقد تخليت عن العثور على منزل دافئ. بمجرد أن نعتاد على المنزل. والبيوت حتى يضربنا البرد والشتاء ونضطر للرحيل مرة أخرى بحثا عن مقر جديد وبيت جديد.
فضحك العصفور الثاني وقال ساخراً: ما أكثر شيء تشتكي منه؟ نحن شعب الطيور خلقنا الله لنتحرك بشكل دائم. كل بيوتنا مؤقتة.
قال العصفور الأول: حرام علي أن أحلم بوطن. أرغب في الحصول على منزل دائم وعنوان لا يتغير. فصمت برهة قبل أن يكمل كلامه: تأمل هذه الشجرة. أعتقد أن عمرها أكثر من مائة عام. جذورها راسخة وكأنها جزء من المكان. ربما لو تم نقلها إلى… مكان آخر كانت ستموت فيه على الفور لأنها تحب أرضها.
فقال العصفور الثاني : تفكيرك عجيب . هل تقارن الطير بالشجرة؟ وتعلم أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميزه عن غيره. هل تريد تغيير قوانين الحياة والكون؟ منذ خلقنا الله ونحن مجموعة من الطيور نطير ونتحرك في الغابات والبحار والجبال والوديان والأنهار. لم نعرف قيودًا إلا عندما يحبسنا الإنسان في قفص. وطننا هو هذه المساحة الكبيرة. الكون كله لنا. بالنسبة لنا، الكون هو نبضة جناح.
قصة الطير الذكي
وكان الطائر الجميل يعيش داخل جذع الشجرة، وكان هذا الطائر يضع بيضه بأمان داخل تجويف في جذع الشجرة. في صباح أحد الأيام كان الذئب يمر عبر الغابة. ومرت ثلاثة أيام دون أن يأكل، فخرج يبحث عن طعام يسد جوعه.
وبينما كان الذئب ينظر للأعلى، وجد عش الطائر مليئًا بالبيض الأبيض الناصع. أحب الذئب البيض وقرر أن يكون بيض الطائر هو وجبته التالية. فطلب الذئب من الطائر أن يرمي له البيض، وهدده بأنه إذا لم يفعل ذلك فسوف يتسلق الشجرة ويلتهمه هو وبيضه.
فاندهش العصفور المسكين من ظلم ذلك الذئب وجحود طلبه، لكن الذئب ظل يهدد العصفور بأنه سيفترسه إذا لم يفعل ما يريد، فظل العصفور صامتا وهو يفكر في الأمر، و حتى أنه شعر بالخوف والقلق على بيضه.
وفجأة ألهم الله الطائر بحيلة ذكية. طلب الطائر من الذئب أن يعود إلى بيته ليرتاح من حرارة الشمس. ثم يعود في المساء، وقد أعد له الطير طعاما شهيا من البيض الطازج. ففرح الذئب بهذه الفكرة وعاد إلى منزله.
وعلى الفور طار الطائر من الشجرة، وبدأ يبحث عن حجارة بيضاء مستديرة تشبه البيض. فجمع عددًا منهم وأعادهم إلى عشه. وفي المساء عاد الذئب ليأكل البيض الطازج اللذيذ الذي وعده به الطائر، وطلب منه الطائر أن يفتح فمه ليرمي البيض بداخله.
ففتح الذئب فاه وبدأ الطائر في رمي الحجر الأبيض في فم الذئب. ابتلع الذئب الحجارة فظنها بيضا. وفجأة التوى الذئب من شدة الألم الذي أصاب بطنه، فضحك الطائر ونجحت حيلته الذكية، وهكذا نال الذئب الظالم عقوبة ظلمه وافتراءه على الأضعف منه.