نقدم لكم قصة تعاون النمل من خلال مقالتنا. ونذكر لكم أيضاً قصة هذا التعاون الحيواني، بالإضافة إلى قصة النمل. كل هذا وأكثر ستجده في السطور التالية من هذا الموضوع، وفي النهاية نبذة مختصرة عن النمل.
قصة تعاون النمل
بدأت القصة ذات صباح. استيقظت من نومي وذهبت إلى حديقتي الصغيرة لأسقي الزهور.
إنها صغيرة، لكني زرعت فيها الياسمين والقرنفل والياسمين، وأصبحت مكاني المفضل للراحة والقراءة والكتابة. انتهيت هذا الصباح من سقي زهور الحديقة وجلست أستمتع بنسيم الصباح المنعش. رأيت نملة صغيرة تدفع أمامها حشرة كبيرة ميتة. تارة يدفعه من اليمين، وتارة يدفعه من اليسار. وظل ميتا. أحيانًا تدفعه من اليمين، وأحيانًا تدفعه من اليسار.
واستمرت في هذا العمل مدة طويلة، ثم توقفت وذهبت واختفت عن نظري. ثم عادت ومعها نمل صغير. ولا أعرف عددهم أو من أين أتوا. تعرفت على النملة لأنها كانت في المقدمة لتبين لرفاقها مكان الحشرة الكبيرة. أحاط النمل بالحشرة الكبيرة من جميع الجهات وبدأ بدفعها. فصاعدا، وما حيرني هو أن النمل كان يتوقف ويغير أماكنه.
– كل نملة تترك مكانها وتنتقل إلى مكان آخر، ولم أكن أعرف السر، ولكني صممت على متابعتها ومعرفة أين ستأخذ الحشرة الكبيرة. وما حيرني أيضًا هو أن نملة سوداء كبيرة جاءت، لكن النمل هجم عليها ومنعها من الاقتراب من الحشرة الكبيرة، فهربت. أما النمل الصغير فعاد إلى… هربت الحشرة الكبيرة، لكن النمل الصغير عاد إلى الحشرة الكبيرة وبدأ في دفعها من جديد. وأخيرا، توقفوا أمام شق صغير جدا في الأرض. غيرت كل نملة مكانها وبدأت النمل يدفع الحشرة الكبيرة إلى الشق الصغير. حاولت عدة مرات ولم أنجح في إدخال الحشرة الكبيرة إلى الشق الصغير. دفعت كل نملة الحشرة من جانب ثم انتقلت إلى الجانب الآخر. لم أترك مكاني وظللت أنتظر. انتظرت طويلاً حتى تعبت، لكن النمل لم يتعب وبقي. لقد نجح الأمر بنشاط وفي النهاية رأيت الحشرة الكبيرة تختفي في الشق الصغير.
قصة التعاون الحيواني
يُحكى أن الغراب شعر ذات يوم بأنه وحيد في الغابة وليس لديه أصدقاء. كان حزيناً ومنعزلاً عن الجميع، وكان في أمس الحاجة إلى أصدقاء يلعبون معهم ويمرحون ويقضيون معاً أجمل وأسعد الأوقات في سعادة وسلام. فقرر هذا الغراب أن يسير في الغابة حتى… يختار لنفسه أصدقاء جدد.
وبالفعل مشى الغراب كثيراً، يتجول هنا وهناك حتى التقى بغزالة جميلة تجلس وحدها في بستان رائع الجمال. اقترب الغراب من الغزال وقال له: أليس لديك أصدقاء مثلي؟ فأجاب الغزال بحزن: نعم ليس لدي أصدقاء، فقال له الغراب: فما رأيك أن نصبح أنا وأنت أصدقاء؟ أبحث عن أصدقاء مخلصين يمكنهم تهدئة وحدتي وقضاء أوقات جميلة معًا.
كان الغزال سعيدًا جدًا وبدأ بالركض والقفز من الفرح. سار بسعادة بسلام مع الغراب. واصلوا المشي معا. رأى الغراب سلحفاة تجلس وحدها. اقترب منها وسألها: أليس لديك أصدقاء؟ فقالت له السلحفاة: نعم ليس لدي أصدقاء لأني بطيء ولا أحد يحبني أو يلعب معي. فاقترح عليها الغراب والغزال أن ترافقهم وتكون صديقتهم.
وافقت السلحفاة على الفور وكانت سعيدة جدًا بهذا الأمر، واستمرت الحيوانات الثلاثة في المشي، وبينما هم يفعلون ذلك، رأوا فأرًا يجلس بمفرده، فسأله الغراب: أليس لديك أصدقاء أيها الفأر؟ فقال الفأر في حزن وألم: نعم، فقال له الغراب: فلماذا لا تنضم إلينا، ونصبح الحيوانات الأربعة أصدقاء مدى الحياة، وهكذا انضم الفأر إلى الحيوانات ورجعوا جميعا إلى غابة في سعادة وسلام ومحبة، وعاشوا بشكل تعاوني، ولكل منهم مهمة محددة، فيقوم أحدهما بجمع الطعام، والآخر بإعداده، وهكذا.
في أحد الأيام خرج الغزال إلى الغابة وكان الوقت متأخرًا جدًا. انزعجت الحيوانات وقلقت من غيابها. ومضى وقت طويل حتى غربت الشمس ولم يعد الغزال، فقررت الحيوانات الأربعة الخروج للبحث عنه. طار الغراب بسرعة فوجد الغزالة محاطة بشبكة الصياد. وسرعان ما عاد وأخبر أصدقاءه، وها هو ذا. تحرك الفأر على الفور وبدأ يقضم الشبكة بنابه الحاد حتى خرجت الغزالة سالمة وعادت إلى بيتها… حقا إنها الصداقة. رائع، مبني على الولاء والمحبة والتعاون.
قصة عن النمل
يُحكى أنه كان هناك نملة صغيرة تعيش مع رفاقها في الغابة. تلك النملة لم تكن سعيدة على الإطلاق بكونها نملة ولم تستمتع بحياتها على الإطلاق. كل ما أرادته هو أن تكون مثل الطير حتى تتمكن من التحليق في السماء وتشعر بحريتها. أرادت النملة أن تجعل حلمها حقيقة.
وفي أحد الأيام كانت هناك عواصف ورياح شديدة، وكانت الرياح تهب بشدة لدرجة أن النمل وجد صعوبة في التمسك بالأرض. وأخيراً قررت النملة الصغيرة أن تمسك بورقة كانت تتطاير في الهواء، وحاول باقي النمل الاختباء في جحور صغيرة حتى لا يفقدوا بعضهم البعض.
وعندما ارتفعت النملة الصغيرة عالياً في السماء وهي ممسكة بورقة شجر، لم تر أياً من الحشرات أو أياً من زملائها النمل، وكانت الريح تساعدها على التحرك عالياً والارتفاع فوق المناطق المحيطة بالغابة.
– تلك العواصف الشديدة بالطبع لم تجعل أي طائر موجود على الأرض أو في السماء، وفقدت مجموعة النمل عشها، وأدركت النملة الصغيرة أن عليها التضحية وبذل قصارى جهدها لجمع حشود النمل. مرة أخرى وبناء عش آخر.
وبالفعل هبطت النملة الصغيرة وتركت الورقة وبدأت الريح تهدأ. بحثت عن رفاقها من النمل في كل مكان وانضمت إليهم، وبدأوا ينظمون أنفسهم لبناء مكان يحتويهم ويعيشون كما كانوا. فرح النمل بفكرة النملة الصغيرة مما جعلها سعيدة وتشعر بالفخر لكونها نملة.
الحكمة من القصة هي أننا يجب أن نكتفي بالمظهر الذي خلقنا الله عليه، ويجب أن نعلم أن الله ميزنا عن سائر المخلوقات بالعقل.
لمحة موجزة عن النمل
النمل فصيلة من الحشرات الاجتماعية التي تندرج تحت فصيلة النمل من رتبة غشائيات الأجنحة، وهي نفس الرتبة التي ينتمي إليها كل من الدبابير والنحل. تطور النمل من أسلافه الشبيهين بالدبابير خلال العصر الطباشيري -أي قبل نحو 99 مليون سنة- وتنوع بعد ظهور النباتات المزهرة. وقد تم تصنيف أكثر من 12500 نوع من إجمالي ما يقرب من 22000 نوع، ويمكن التعرف عليها بسهولة من خلال هوائياتها المعقوفة والبنية المميزة الشبيهة بالعقدة التي تشكل خصرها النحيل.
يشكل النمل مستعمرات تتكون من عشرات الأفراد المفترسة التي تعيش في تجاويف طبيعية صغيرة في مستعمرات شديدة التنظيم قد تشغل مساحات واسعة من الأرض، تتكون من ملايين الأفراد. تتكون المستعمرات الكبيرة في الغالب من إناث عقيمة عديمة الأجنحة تشكل طبقة “عاملة” و”عاملة”. “الجنود”، أو غيرها من المجموعات المتخصصة، وفي جميع مستعمرات النمل يوجد أحيانًا بعض الذكور للتلقيح ويوجد أيضًا أنثى واحدة أو أكثر جاهزة للتلقيح ويطلق عليها اسم “الملكة”، وتوصف المستعمرات بأنها كائن خارق للطبيعة. ; لأن النمل يعمل ككيان موحد، بشكل جماعي لدعم المستعمرة.