قصة جحا والفيل

قصة جحا والفيل، قصة جحا والمصير العجيب، قصة جحا والتاجر العجوز، وجحا والمسمار، نسردها في هذا المقال.

قصة جحا والفيل

– كان جحا وابنه والفيل في رحلة طويلة، وركب جحا الفيل بينما كان ابنه يسير خلفهم، وبمجرد أن رأى الناس مشهد جحا وهو يركب الفيل تاركا ابنه الصغير يمشي خلفه، بادروا واستنكروا ما رأوه، فصرخوا: “ما أقسى يا جحا، كيف يمكن للعجوز أن يركب الفيل بينما الصغير الفقير يمشي على قدميه؟” هل هذا هو الحال؟ أخلاق الأب الذي يعتني بابنه؟
– ويبدو أن الرحمة قد نزعت من قلب جحا، وعندما سمع جحا كلام القوم قال في نفسه أن الحق معهم، فنزل عن الفيل وركب ابنه مكانه. مروا بمجموعة من الناس، فوجئوا بابنٍ سيئ الخلق يأخذ وقته ليركب الفيل بمفرده ويترك أباه العجوز يمشي على قدميه؟ فقال قائلهم: أين البر تجاه الأب في تصرفات هذا الولد العاصي؟ هل الأب مرتاح ومتعب بينما الابن يستمتع بوقته على الفيل؟
كان الحاجة يخاف من كلام الناس ونظراتهم على ابنه، وبدأ يفكر في طريقة لإسكات الناس.
لذلك قرر أن يركب خلف ابنه على ظهر فيل، لأنها الطريقة الوحيدة التي من شأنها إرضاء الناس.
– سار الفيل وجحا وابنه في جزء آخر من الطريق، وكان الفيل يعاني من ثقل الأمتعة التي يحملها وثقل الأب وابنه. ورأى الناس منظر الفيل الفقير وهو يعاني من حمله الثقيل، فصرخوا: أين الرحمة يا شيخ جحا لهذا الفيل؟ لقد هلكت أنت وابنك وتركك هذا الحيوان المسكين؟ عندها فقط أدرك جحا وابنه، وربما أدرك معهم الفيل، أن فضول الناس لا يمكن ترويضه، فكل محاولاتهم لإرضاء الناس باءت بالفشل.
نزل الاثنان عن ظهر الفيل وتركا للرجل الفقير حرية التنفس. ولكن كيف يمكن أن يرضى الناس عن تصرفات جحا وابنه؟ فقال القوم: ما سفه جحا وما سفه ابنه. كيف يمكنهم المشي بائسين من التعب ومعهم فيل؟
فقرر الاثنان جحا وابنه أن يركبا الفيل ويعودا به إلى بيتهما، وليحتج من اعترض ومن أراد أن يغضب، فالناس بطبيعتهم فضوليون ومختلفون بطبعهم، فكيف يمكن لأحد أن يرضي هم؟

قصة جحا والمصير الغريب

اشترى جحا لحماً وخضاراً، وقال لزوجته: هيا يا زوجتي العزيزة، اطبخي لنا هذا اللحم والخضار، حتى نتمكن من إعالة أطفالنا.
قالت زوجته: كيف أطبخ يا جحا ونحن لا نملك وعاء لنطبخ فيه؟
فكر جحا قليلاً، ثم قال لزوجته: لا تقلقي. سأرسل في طلب قدر كبير من جارنا البخيل، لأن لديه الكثير من الجرار.
ذهب جحا إلى جاره البخيل وطلب منه قدرًا ليطبخ فيه اللحم والخضار.
فقال الجار: متى ستعيد لي القدر يا جحا؟
– فقال جحا: سأعيده إليك عندما ننتهي من أكل ما فيه.
أعطى الجار لجحا مبلغا كبيرا.
– مرت الأيام ولم يعيد جحا الوعاء إلى جاره، فأرسل الجار ابنه الصغير ليطلب الوعاء من جحا، فأحضر جحا الوعاء، ووضع فيه وعاء آخر صغيرًا جدًا، وقال للصبي: أخبر أباك أن الوعاء ولد معنا، فهذا من حقك.
عاد الولد وأعطى أباه القدر الكبير، والقدر الصغير الذي بداخله، وأخبره بالخبر.
اندهش الجار البخيل وسعد، وذهب إلى جحا ليشكره على صدقه.
وانتشرت قصة القدر في جميع أنحاء القرية، واندهش الناس من هذا الحدث الغريب، وبدأوا يهنئون الجار البخيل على الطفلة الصغيرة.
وبعد أيام قليلة علم أهل القرية أن جحا يريد استعارة قدر كبير ليطبخ فيه طعامه.
– فحمل كل واحد منهم قدره، وذهبوا إلى جحا. ويأملون أن يقبلها جحا منهم.
أخذ جحا جميع القدور التي أحضرها أصحابها، وشكرهم على كرمهم، وقال لزوجته: لديك الآن يا زوجتي العديد من القدور التي يمكنك أن تطبخي فيها ما تريدين.
وبعد يومين سمع أهل القرية صوت بكاء وعويل قادم من منزل جحا، فذهبوا لتقصي الأمر، فوجدوا جحا وزوجته يبكون أشد البكاء.
فقال الجار البخيل: لماذا تبكي هكذا يا جحا؟
– قال جحا: ألم تتعلم بعد؟ لقد ماتت كل القدور التي جلبها أهل القرية، فسبحان الذي له البقاء.
فنظر الجيران لبعضهم البعض وتساءلوا: هل من الممكن أن تموت القدور؟ إنها قصة غريبة، اخترعها اللئيم جحا.
فقالت الجارة البخيلة: وكيف هذا يا جحا وقد أحضرت لك أكبر وعاء عندي على أمل أن تلد توأما؟
فقالت امرأة: اشتريت هذا القدر خصيصًا لكي ألدك.
– قال جحا: أيها الناس! كيف تؤمن أن القدر يلد ولا يموت؟
– كل من تلد يجب أن تنتهي وتموت.
– غادر أهل القرية منزل جحا يبكون لأن أوانيهم ماتت؟
– أصبح لدى جحا الآن عدد كبير من الأواني.

قصة جحا والتاجر العجوز

عرف جحا بشجاعته واستعداده للعمل بجد ونشاط بين أهل قريته، وذلك بسبب البطولة والشجاعة الخيالية التي كان يحكيها عن نفسه في مجالسه مع الأصدقاء، وكلما جلس في مكان اجتمع الأصدقاء من حوله، يرغب في الاستماع إلى نوادره وطرائفه، وكان جحا في ذلك الوقت عاطلاً عن العمل.
في أحد الأيام، جاء تاجر عجوز إلى القرية يبحث عن رجل يعمل لديه. فأخبره الناس أن جحا هو الرجل المناسب. ذهب التاجر إلى جحا وطلب منه مساعدته في عمله. فقال له: لقد سمعت عن شجاعتك وحبك للعمل، وإذا كنت ترغب في العمل معي سأكافئك جزيلا، فوافق جحا على العمل معه.
قال التاجر: غداً سنحمل بعض البضائع وننطلق معاً إلى البلدة المجاورة، فجهز نفسك للسفر. ثم أعطى جحا بعض الدراهم ليتركها لعائلته، وفي اليوم التالي غادر التاجر مع جحا.
وفي الطريق كان جحا يحكي للتاجر أخبار شجاعته ومواقفه الخيالية حتى سئم الرجل منه. وفي منتصف الطريق أراد التاجر أن يجلس في ظل شجرة ويستريح بجوار نبع ماء، فقال: هيا يا جحا، أنزل الأحمال عن ظهر الحمار حتى يستريح. قال جحا: آسف يا سيدي، ذراعي تؤلمني.
– وبعد فترة قال التاجر لجحا: إذن هيا اطبخ لنا الطعام حتى نأكل. قال جحا: للأسف أنا لا أجيد الطبخ. فطبخ التاجر الطعام ووضعه في الأطباق. وقال لجحا: هيا أحضر لنا بعض الماء من النبع. فأجاب جحا: أخشى يا سيدي أن تبتل ثيابي. لذلك أصيب بالبرد.
أحضر التاجر الماء وقال: تعال وكل يا جحا. فقال جحا: سأفعل ذلك حتى لا تظن أنني لا أستطيع فعل شيء! وعندما انتهوا من تناول الطعام، ظهر لهم فجأة دب كبير. فخاف التاجر العجوز وقال: هيا يا جحا أظهر شجاعتك التي يتحدث عنها أهل قريتك. هيا، أنقذنا من هذا الدب المفترس.
– قال جحا وهو يرتجف من الخوف: ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أنقذ نفسي من الفأر الصغير ولكن عليك أن تفعل كما أفعل.
فقال التاجر: وماذا أفعل؟ قال جحا: هكذا، ثم ركض هربًا من الدب. أسرع الدب وراء جحا وترك الرجل العجوز وحماره. ظن جحا أنه ابتعد عن الدب، فنظر خلفه ووجد الدب يندفع نحوه، فظل يركض ويركض، بينما أخذ الرجل العجوز حماره وهرب.
– وأخيراً وصل جحا إلى قريته منهكاً يلتقط أنفاسه. تجمع الأصدقاء حوله وسألوه عما حدث. قال جحا: لقد أنقذت الرجل من الدب، لكن الدب جعلني أدفع ثمن ذلك، مسرعاً ومذعوراً.

قصة جحا والمسمار

– كان جحا معروفاً بالغباء والخبث، وفي أحد الأيام اضطر لبيع منزله، لكنه اشترط على المشتري أن يترك له مسماراً في الحائط داخل المنزل. وافق المشتري دون أن يلاحظ غرض جحا الخبيث من وراء ذلك الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام بدخول جحا إلى المنزل. وعندما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا: جئت لأتفقد ظفرتي.
– لكن جحا بدأ يستخدم مسماره كذريعة لزيارة المنزل طوال الوقت دون استئذان أو تحديد موعد مسبق. بدأ صاحب المنزل يغضب لكنه خجل من إحراج جحا. في أحد الأيام، جاء جحا مبكرًا ليفرش فراشه على الأرض ويستعد للنوم. نفد صبر صاحب المنزل وسأله ماذا ينوي أن يفعل. يفعل؟ فأجاب جحا: سأنام في ظل ظفري.
وبدأ هذا الموقف يتكرر كثيرًا حتى نفد صبر الرجل، وقل خوفه، وغادر المنزل وهرب.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً