قصة عن الغضب

قصة عن الغضب. وسنتحدث أيضًا عن قصة البطة الغاضبة، وقصص عن غضب الله، والعبرة من قصة الغضب. كل هذه المواضيع تجدونها في هذه المقالة.

قصة عن الغضب

كان في القرية رجل يعاني من سوء الخلق وسرعة الغضب. كان اسم هذا الرجل حازم، وكان أهل القرية يشكون منه. بل إن بعضهم كان يتجنب الحديث معه لأنه سريع الغضب وذو مزاج سيء دائمًا.
حازم لم يكن يحب نفسه كما هو، وكلما حاول السيطرة على غضبه لم ينجح لأن مزاجه كان دائما سيئا وسرعان ما يغضب.
ذات مرة قرر حازم أن يجد علاجًا لمزاجه السيء. ذهب حازم إلى شيخ حكيم وقال له: أريد أن أطلب منك معروفا.
فقال له العجوز الحكيم: تفضل يا بني.
فقال له حازم: أعاني كثيراً من الغضب وسوء المزاج وأريد علاجاً لهذه المشكلة. لقد بدأ أهل القرية يتجنبون الحديث معي حتى لا أغضبهم من أبسط الأشياء التي لا تستحق الغضب. هل يمكنك إرشادي لعلاج مشكلتي؟
فقال له الرجل العجوز الحكيم: سأطلب منك شيئاً أولاً ثم أعطيك العلاج.
فرح حازم من كلام العجوز الحكيم وقال له: هيا يا سيدي الحكيم اسألني ما شئت.
فقال له العجوز الحكيم: انتظر لحظة، سآتي إليك فوراً.
ذهب الرجل العجوز الحكيم ودخل غرفة أخرى، وعندما خرج أحضر معه كيساً مليئاً بالمسامير ولوحاً خشبياً.
أعطى الرجل العجوز الكريم تلك الحقيبة لحازم وقال له: كلما شعرت بالغضب، أمسك مسمارًا واطرقه على هذا اللوح الخشبي، وبعد أسبوع تعال إلي مرة أخرى.
أمسك حازم بالحقيبة واللوحة، وشكر العجوز الحكيم، وحدد معه موعدًا للعودة إليه ليعطيه العلاج.
خرج حازم من منزل العجوز وذهب إلى منزله، وكان سعيدًا لأنه سيحصل على علاج لغضبه. وصل حازم إلى منزله، وعندما أراد أن يفتح باب المنزل، لم يجد المفتاح في جيبه. وتذكر أنه نسي ذلك في المنزل، فشعر بالغضب وأراد أن يصرخ ويقول: «افتح الباب» كعادته.
لكنه تذكر ما قاله الرجل العجوز الحكيم، فكظم غضبه وأخرج مسمارا من ذلك الكيس ودقه على الخشب بقوة حتى هدأ غضبه، ثم طرق الباب بهدوء.
جاءت زوجته وفتحت الباب واستغربت: حازم لم يصرخ اليوم! طرق الباب بهدوء غير عادي. ماذا حدث له؟
رحبت به زوجته وسألته: أنت بخير يا حازم؟ ماذا حدث حتى طرقت الباب بهدوء دون أن أصرخ؟
ضحك حازم وقال لزوجته: أنا آسف لأني دايما أصرخ. سأحاول التخلص من هذه العادة وأكون هادئًا دائمًا
فرحت الزوجة وقالت: الحمد لله، زوجي حازم لن يغضب بعد الآن، ولن يكسر القدور، ولن يصرخ على الأطفال وأهل القرية.
ذهبت زوجته وأحضرت الطعام إلى المائدة، فدعاهم إلى العشاء. وعندما أراد حازم أن يأكل الطعام وجده ساخنا والحساء أحرق لسانه. شعر حازم بالغضب وأراد الصراخ، لكنه تمالك نفسه وقال: لن أصرخ، ولن أظهر غضبي.
قام من مكانه وتوجه للغرفة المجاورة أمسك مسمارًا من تلك الحقيبة وطرقه على الخشب. ولما أحس أنه هدأ من غضبه، عاد إلى عائلته الصغيرة وتناول العشاء معهم دون غضب.
فرح أولاده وزوجته لأنه أصبح رجلاً هادئاً ولم يعد يغضب، وكان حازم سعيداً لأنه أصبح قادراً على السيطرة على غضبه.
ومرت الأيام وظل الوضع على ما هو عليه. كلما شعر رامي بالغضب، أسرع إلى لوحه الخشبي ليدق المسمار فيه حتى يحزم حازم ويسيطر على غضبه. يوماً بعد يوم، أصبح حازم أقل غضباً كما كان من قبل.
الراجل حازم استغرب من طلبه الغريب لكنه وافق وقال: طب يا شيخ حكيم هرجعلك لما أخلعه
وهكذا بدأ حازم في إزالة المسامير من الخشب كل يوم، واحدًا تلو الآخر، حتى نزعها بالكامل من الخشب.
عاد حازم مرة أخرى للعجوز وأخبره أنه قلع كل المسامير من اللوح الخشبي. فقال له الشيخ الحكيم: أحسنت.
لكن انظر إلى كل الثقوب وعلامات المسامير المصنوعة على السبورة.
لن يبدو هذا المنتدى أبدًا كما كان من قبل، وهذا هو حال البشر. عندما تقول شيئاً وأنت غاضب، فإنه يترك ندبة في الشخص ويصعب علاجها، حتى لو اعتذرت، لأن الجرح سيبقى مفتوحاً.
وهنا شعر حازم بالندم وقطع عهداً على نفسه أنه لن يصرخ على أحد أو يؤذي أحد بكلامه مهما حدث
عاد الرجل حازم إلى بيته باللوح الخشبي المليء بالثقوب، وكان كل من يمر بجانب حازم يسلم عليه ويتحدث معه بهدوء.
وفي إحدى اللحظات، اصطدم حازم بالخطأ بأحد أهل القرية، لكن حازم لم يغضب.
حازم اعتذر من الرجل الذي صدمه وقال له: أنا آسف لأني صدمتك.
استغرب الرجل من اعتذار حازم وقال له: كنت أظنك ستغضب مني لأنني صدمت منك كالعادة!
فقال له الرجل حازم: لقد تخلصت من الغضب. من الآن فصاعدا لن أصرخ على أحد ولن أغضب على أحد مهما حدث.
فرح الرجل بما سمعه من حازم، ثم قال له حازم: أدعوك وأهل القرية إلى وليمة عشاء حتى أطلب منك الاعتذار وتسامحني على غضبي وسوء تصرفي.
وافق الرجل على دعوة حازم وذهب ليخبر كل أهل القرية أنه دعا حازم لتناول العشاء في منزله وأنه تغير
لقد أصبح شخصًا مختلفًا، رجلًا هادئًا وصالحًا يتواصل بهدوء. فرح أهل القرية بحازم وقبلوا جميعا دعوته.
وعندما التقيا في المساء، اعتذر لهم حازم واعتذر لزوجته وأصدقائه والجميع، وقبلوا جميعًا اعتذاره وسمحوا له بذلك.
ومنذ ذلك اليوم لم يعد حازم غاضبا لأنه تعلم درسا مهما وهو أن الغضب والعصبية تؤذي الآخرين وتضر بعلاقاته معهم.
الاعتذار ليس مفيداً دائماً، فبعض الكلمات القاتلة كالسكين التي تجرح الأفراد.

قصة البطة الغاضبة

كان هناك بطة اسمها ميمي. كانت ميمي غاضبة دائمًا، ذات وجه عابس، ومزاجها عصبي دائمًا.
عصبيتها أثّرت بشكل كبير على علاقتها بجميع أصدقائها في المزرعة التي تعيش فيها، حيث كان الجميع يتجنبون التعامل معها خوفاً من التعرض لأي أذى منها.. كان كلامها جارحاً ويؤذي نفسها!
كانت البطة تسير ذهاباً وإياباً في المزرعة، وتصدر أصواتاً غريبة وتهز ذيلها أمام الحيوانات الأخرى من أجل إزعاجها وإحداث مشكلة مع إحداها، كعادتها.
لكن حركاتها كانت مكشوفة أمام جميع الحيوانات، فتجاهلتها، مما زاد من غضبها وجعل صوتها يعلو أكثر فأكثر.
نادى الديك على البطة من بعيد لكنها لم تستجب له واستمرت في إزعاجه، مما دفعه للاقتراب منها والقول:
يا بطة، لماذا تفعل هذا السلوك المزعج!
ردت عليه البطة: اغرب عن وجهي قبل أن أصب كل غضبي عليك أيها الديك الأحمق!
فقال لها: نصيحتي لك أيتها البطة أن تخففي من غضبك وإلا ستبقى وحيدة لأن الجميع يتجنب الاقتراب منك.
صرخت بأعلى صوتها قائلة: لا أحتاج لأحد هنا، من الأفضل أن تحتفظ بنصيحتك لنفسك!
وبعد صراخ البطة، شعر الديك باليأس، لأنه مهما حاول التحدث معها، فإن كلامه لم يكن له أي فائدة على الإطلاق، ومضى في طريقه للعب مع أصدقائه، وترك البطة وحيدة مع غضبها. .
لم تستمع البطة لنصيحة الديك، وكان يكرر نفس الشيء كل يوم.
تستيقظ في الصباح وتتجول في المزرعة بحثًا عن مشكلة للتنفيس عن غضبها. في بعض الأحيان ترمي كلمات جارحة هنا.
وأحيانا تقوم بأعمال تخريبية هناك! كانت هذه الإجراءات كافية لجعل الجميع يتجنبونها تمامًا.
وفي أحد الأيام، أصيبت هذه البطة الغاضبة بمرض خطير، مما جعلها طريحة الفراش لعدة أيام.
خلال هذه الفترة، لم يقم أي من حيوانات المزرعة بزيارتهم أو الاطمئنان عليهم.
وهنا أدركت البطة عواقب تصرفاتها معهم، فجلست وحدها تبكي وتفكر
قالت في نفسها: لو أنني استمعت لنصيحة الديك لكنت الآن محاطة بالأصدقاء والأحباء أثناء مرضي… إيه إيه إيه.

قصص عن غضب الله

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرا يرضى ويغضب، لكنه صلى الله عليه وسلم أكمل الناس، وأحسنهم خلقا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الغضب لم يجعله يتجاوز الحقيقة. قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام أريد أن أحافظ عليه. فمنعتني قريش وقالت: اكتب كل ما تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراً يتكلم. عن… الغضب والرضا، فأوقفت الكتابة وذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق. رواه أحمد في المسند وأبو داود في السنن.
وهو صلى الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه أبداً. بل كان يحلم، ويصفح، ويصفح، إلا أن يكون حقاً لله عز وجل، فينتقم لله عز وجل. قالت عائشة رضي الله عنها: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده عبداً له ولا امرأة قط. ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط إلا وهو مجاهد في سبيل الله، وما خير بين أمرين إلا أحبهما. إليه أيهما أيسر حتى كان إثما. وإذا كان معصية فهو أبعد الناس عن الذنب، ولا ينتقم لنفسه مما فعل به، حتى تنتهك حرمات الله عز وجل.
وأمثلة غضبه على الله عز وجل، حتى على أقرب أقربائه، كثيرة، مثل غضبه على أسامة عندما أراد أن يشفع في المخزومية المسروقة، وغضبه على علي -رضي الله عنه- عندما فرآه يرتدي حلة سيرا، وغضب على معاذ عندما كان يطيل الصلاة مع قومه.
وفي مجموعة كبيرة من الأخبار خلاصة أنه صلى الله عليه وسلم كان يغضب فلا يغضب إلا بحق، ولا يتصرف بغضبه إلا بحق. ما هو حق، ولا ينتقم لنفسه، بل ينتقم لله تعالى، فصلى الله عليه وسلم، ووفقنا للاقتداء به واتباع هديه الذي هو خير الهدي. .

المغزى من قصة الغضب

يعتبر الغضب انحرافاً عن الفطرة الإنسانية الأساسية، لذا يجب على الإنسان أن يتعلم فنون السيطرة على مشاعر الغضب.
الغضب يفسد علاقاتنا مع جميع الأشخاص من حولنا. إن الإنسان بطبعه هادئ ومحب، لأن مشاعر الهدوء والحب والألفة كافية لجعل حياتنا أفضل حاضراً ومستقبلاً مع أنفسنا ومع الآخرين.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً