قصة مصعب بن عمير مع أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، ومن هو مصعب بن عمير؟، ومن هو سعد بن معاذ؟، ومن هو أسيد بن حضير؟، سنتناولهما بشيء من التفصيل خلال المقال التالي .
قصة مصعب بن عمير مع أسيد بن حضير وسعد بن معاذ
ودعا مصعب بن عمير إلى إسلامه. فقال لأحدهما: قال: اذهب إلى هذين الرجلين اللذين جاءا لإضعافنا. ونهى عنهم أن يأتوا إليهم مرة ثانية. واشتد القتال بينهما، فاقترب منه أسيد بالخنجر. فتبعه أسعد وقال له: هذا الرجل سيد قبيلته. دعونا نرى ماذا يريد.”
– قال مصعب: قال له: اجلس فتأدب. قال: ماذا تطلب وماذا تريد ولماذا تلعن ضعفاءنا؟ هدأ مصعب وتحدث معه عن الإسلام وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم. فتأثر بالإيمان، وقال: والله لقد عرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتحدث عن بهائه وسهله. ثم قال: ماذا؟ أجمل وأجمل هذه الكلمات: كيف حالك إذا أردت الدخول في هذا الدين؟
فقال مصعب: هذا أمر يسير. وعليك أن تغتسل جيداً وتطهر ثيابك، ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ثم صلى وركع وسجد لله عز وجل. تغير مظهره للأفضل. فتعجب سعد بن معاذ. فسأل مصعب ماذا فعلت. قال: كلمته في الدين. وأسلم ففتح قلبه وأسلم.
فجمع قومه وأخبرهم أنه رئيسهم وسيدهم. وحثهم على الدخول في الإسلام، وقال إنه لم يبق أحد من بني عبد الأشهل إلا وأسلم. وجلس مصعب وأسعد في دار ابن زرارة، فجلس يشرح للناس ما هو الإسلام، فأسلم الناس وأسلم الناس كلهم إلا دار الأصرم. تأخر عمرو بن ثابت بن وقش في إسلامه، لكنه دخل يوم أحد في الإسلام، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة. وروى ابن إسحاق بإسناد جيد عن أبي هريرة. وكان يقول: أخبروني عن رجل دخل الجنة لا يصلي صلاة قط، فإذا لم يعرفه الناس قالوا: هو أسيرم بني عبد الأشهل.
من هو مصعب بن عمير؟
– أبو عبد الله مصعب بن عمير العبدري (المتوفى سنة 3 هـ) أصحاب البدري من أوائل الذين أسلموا، ومبعوث النبي محمد للدعوة إلى الإسلام في يثرب بعد بيعة العقبة الأولى وحامل لواء المهاجرين في بدر وأحد مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف. نشأ ابن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي بمكة شابا جميلا مترفا، يلبس أحسن الثياب، ويتعطر بأطيب الطيب، ورقيق البشرة. لا تكون الكلمة الطيبة قصيرة ولا طويلة، إلا أنه بمجرد أن وصلته دعوة النبي محمد إلى الإسلام أسلم سرا في دار الأرقم خوفا من أمه أم خناس بنت مالك بن العامرية. ومن قومه، فكان من الأوائل الذين أسلموا.
وبقي مصعب على هذه الحالة حتى رآه عثمان بن طلحة يصلي، فأخبر قومه، فأخذوه وسجنوه، وبقي محبوسا حتى هاجر إلى الحبشة، ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا. ثم أرسله النبي محمد بعد عودته مع نقباء الأنصار الاثني عشر الذين بايعوا النبي محمد في بيعة العقبة الأولى لتعليم القرآن لمن أسلم من أهل يثرب، دعوة إلى الإسلام ، ويؤمهم في الصلاة. فأنزل ضيفاً على أسعد بن زرارة، وكان بذلك أول المسلمين الذين هاجروا إلى يثرب.
من هو سعد بن معاذ؟
– سعد بن معاذ (المتوفى سنة 5هـ) صحابي. وكان سيد الأوس بيثرب قبل الهجرة النبوية. وأسلم سعد على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد إلى يثرب ليعلم أهلها دينهم، وأسلم أبناء عبد الأشهل كلهم. وبعد هجرة النبي محمد شهد سعد بن معاذ معه غزوات بدر وأحد والخندق، وأصيب فيها إصابة خطيرة. وعندما حاصر النبي محمد بني قريظة قبلوا الاستسلام على شرط أن يحكمهم سعد بن معاذ. فحمل إليهم وهو جريح، وقضى أن يقتلوا الرجال، ويسبوا النساء، ويقسموا أموالهم. وأراضيهم ملك للمسلمين. وبعد معركة بني قريظة شفى جرح سعد، ولم يمت إلا بعد وقت قصير.
– سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل سيد قبيلة الأوس قبل هجرة النبي محمد إليها. أسلم سعد على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد إلى يثرب ليدعو أهلها إلى الإسلام بعد بيعة العقبة الأولى. ولما أسلم سعد وقف أمام قومه فقال: “يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون حالي فيكم؟” قالوا: سيدنا الفضل. وساعدنا الأيمن هو الكابتن. قال: «إن كلامكم حرام علي وعلى رجالكم ونسائكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله». فمن بقي في ديار بني عبد الأشهل رجل أو امرأة لم يسلم. كما أصبح منزله مقراً لمصعب بن عمير وأسد بن زرارة اللذين دعاا أهل يثرب هناك إلى الإسلام. وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير هما اللذان كسرا أصنام بني عبد الأشهل.
من هو أسيد بن حضير؟
وأسيد بن حضير الأوسي صحابي، وكان قائد الأوس بالمدينة قبل إسلامه. وقد ورث منصبه عن أبيه، إذ كان من أبرز أشراف العرب في الجاهلية ومن أشد مقاتليهم. وقد ورث الشريف الكبير من كبير، وكان ذا فكر نقي، وشخصية مستقيمة، قوية واضحة، ورأي ثاقب. وقد ذكر بعض المفسرين أنه كان سبب نزول آية التيمم.