قصص أمثال العرب في الجاهلية قد تكون مجهولة لدى البعض، وهنا في هذا المقال نشرحها لكم بالتفصيل.
المثل الجاهلي
وهي جملة تدل على موقف حدث في الماضي. وتتكون من عدة كلمات تصف موقفا أو موقفا يحدث في الوقت الحاضر، أو بمعنى آخر، تشبيه موقف ما بحدث مشهور في الماضي تم تناقله عبر التاريخ. وتعتبر هذه الأمثال من أقدم العادات العربية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم. ويعود تاريخ بعضها إلى عصور ما قبل الإسلام والعصور القديمة.
الأمثال الجاهلية
كان العرب في الجاهلية شعباً فصيحاً يتفكر ويتفكر. واستخدموا الأمثال، واستدلوا بها، وعملوا على نشرها وروايتها.
والمثل جملة مختصرة من قول منقول من مكان قيل فيه إلى مكان آخر مثله. فهو يدل على أخلاق قائليه، ويصور شخصيتهم، ويشير إلى عاداتهم وتقاليدهم. ولذلك يُستشهد به في التعرف على أحوال المجتمع الجاهلي كما يُستشهد بالشعر. والمثل قول عربي، والشعر قول عربي، وللمثل. شهرة الشعر وانتشاره.
تتميز الأمثال بإيجازها، وجمال ألفاظها، وقوة تأثيرها. وليس من الضروري أن يكون المثل صحيحا في اتجاهه. قد يشتهر المثل ولا يصح معناه في كل الأوقات، لكنه تزامن مع ظرف مشهور واشتهر به. وبما أن الأمثال هي نتاج كل الناس، فإنها تجمع بين الصحيح والباطل، وليس هذا هو الحال مع الحكمة. الحكمة هي نتاج عقل متميز ورفيع، لذا يجب أن تكون صادقة في جميع الأحوال.
الأمثال الجاهلية وقصتها
- لإرجاع الماء بمياه أفضل.
(يعطي مثالاً على استخدام الثقة والحذر.) - يا له من رجل نبيل!
(يضرب مثلا رجلا عرف بالنجاح في الأمور فيحدث منه سقوط). - لا يتم إطاعة الأمر لفترة قصيرة.
(وضرب مثلاً الرجل الكسلان الذي يقول رأياً حكيماً ولا يقبل منه). - تسمع عن المعيدي ولا تراه.
(ضرب مثلاً من اشتهر أمره، ولكن شكله لا يدل على ذلك). - تحت الرغوة الصريحة.
(ضرب مثلا لأمر ظهر حقيقته بعد أن خفي). - الجو فارغ بالنسبة لك، فتحول إلى اللون الأبيض والأصفر.
(تستعمل لمن تحرر من حاجته). - ربما لديك أخ لم تنجبه والدتك.
(وضرب مثلا رجلا يساعد صديقه ويشارك في طريقه حتى أنه كأنه أخ لأبيه وأمه). - الصيف كنت أهدر الحليب.
(يضرب مثلا من فقد شيئا ثم أراد تعويضه بعد فوات الأوان).
قصص الأمثال العربية في عصور ما قبل الإسلام
أولئك الذين خجلوا ماتوا
أو بمعنى آخر كما يقال في مصر «الذين خافوا ماتوا». ويقال هذا المثل في المواقف المخالفة للعادات العربية، أو التي تكون مخلة بالحياء بشكل كبير أو صغير.
قصة المثل
ويحكى أن مجموعة من النساء في العصر المملوكي ذهبن إلى أحد الحمامات الشعبية المنتشرة في ذلك الوقت، ولم يكن في هذا العصر مطالبات بالخروج دون تغطية أجسادهن ووجوههن بالكامل، ولكن ليس في الحمامات بالطبع .
وفي أحد الأيام اندلع حريق هائل في أحد الحمامات الشعبية، فخرجت أغلب النساء عاريات، بينما رفضت أخريات الخروج هكذا أمام الجميع وفضلن الموت، وبناء عليه جاء المثل: “أولئك الذين يخجلون ماتوا.”
بالطبع لن تصادف في حياتك اليومية حريقاً يندلع في حمام عام، وموت من بداخله، ليقول هذا المثل… انتظر، لا توجد حمامات عامة الآن أصلاً؛ حسنًا، ربما هم نادرون..
الحبل ممزوج بالسهام
يقال هذا المثل في أوقات الحيرة، وكثرة الجدل، واختلاف الآراء، أو عدم القدرة على التمييز بين الخير والشر، وأخذ الخير بإثم الشر.
قصة المثل
والحبال هو الذي يرمي في الحرب بالرمح، والسهم هو الذي يرمي السهام. قد يختلط الراميان مع بعضهما البعض. وفي رواية أخرى: الحبل هو الذي يمسك حبال الخيل والإبل.
أما القصة المتداولة حول هذا المثل، فيقال إن أحد رعاة الأغنام والماعز كان يفصل الغنم والماعز التي هي «أهل البيت» -أي المليئة بالحليب- عن الأغنام والماعز غير المنزلية استعدادا. لبيعها أو الاستفادة منها. وفي بعض الأحيان تختلط جميع الأغنام والماعز ببعضها البعض، ويكون رد فعل الراعي: الحبل مختلط بالسهام.
بين هناء ومانا ضاعت ألحاننا
يُقال هذا المثل عندما يكون التمزق بين شيئين قد يؤدي إلى ضغط شديد، أو إلى فقدان شيء ما.
قصة المثل
يحكى أن أميرًا – أو رجلًا عاديًا – تزوج بامرأتين، الأولى اسمها “حنا” والأخرى اسمها “مانا”. كانت هناء صغيرة ومانا كبيرة في السن. وعندما ذهب إلى غرفة هناء بدأت بإزالة الشعر الأبيض من لحيته حتى لا يظهر شعره الرمادي. إذا ذهب إلى غرفة مانا، فإنها تزيل الشعر الأسود من لحيته حتى يتحول إلى اللون الرمادي.
وظل الأمر على هذا المنوال حتى فسدت لحيته تماما، وخرج أمام المرآة غاضبا وقال: «بين هناء ومانا ضاعت لحانا».
رحم الله سعيد بالسعيدة
مثل مشهور له معنى واحد وهو الدعاء للزوجين بالسعادة عند رؤية مشاعر الحب والمودة بينهما.
قصة المثل
يحكى أن ملك الملوك كان له ولد اسمه سعيد، وعندما اقتربت وفاته طلب من أخيه أن يعتني بابنه بعد وفاته وأن يزوجه لمن يحب ويريد. فعهد الملك بأخيه إلى سعيد فمات. وكان للعم ابنة اسمها سعيدة، وكانت شديدة الواجب على سعيد في حياته. ولفترة من الزمن طلب سعيد من عمه الزواج منه، فأوصى له عمه بسعيدة، لكن سعيد رفض وفضل الزواج من امرأة أخرى.
ذهب سعيد وعمه إلى والد الفتاة الأخرى، لكن عمه اشترط عليه أن ينقل حجرا ضخما أمام القصر من مكانه كشرط للزواج كما جرت العادة، وإذا لم يستطع فلن يفعل. تكون قادرة على الزواج. ولم يتمكن سعيد من تحريك الحجر وسط السخرية من الفتاة التي يريد الزواج منها، وهكذا بقي الوضع مع فتاة أخرى وأخرى.
حتى يئس سعيد وطلب من عمه أن يزوجه ابنته سعيدة. وافق العم ووافقت سعيدة، ولكن وقت نقل الحجر علم أنه لن يستطيع القيام بذلك مرة أخرى فشعر باليأس، حتى جاءت سعيدة وقالت إن الزواج مشاركة بين شخصين وسأبدأ هذه المشاركة من الآن فصاعدا بمساعدة سعيد على تحريكها. حجر.
ومن هنا علم سعيد بحب سعيدة له، ولام نفسه على غبائه وعدم ملاحظته، وجاء المثل «رحم الله سعيدا سعيدة».
عاد بحنين خفي
ويقال هذا المثل في حالة الخيبة والفشل، والعودة بعلامات قلة الحيلة والفشل في شيء ما، وهو مثل قديم من عصور ما قبل الإسلام.
قصة المثل
ويقال أن “حنين” كان إسكافياً (أي مصلح أحذية). بدوي (أي بدوي عربي) تفاوض معه على شبشبين (أي حذاء). واختلفوا وغادر البدوي دون أن يشتري النعال. شعر حنين بالغضب الشديد وأراد الانتقام من البدوي، فألقى حنين أحد نعليه على الطريق. فمر به أعرابي فوجده فقال: ما مثل نعل حنين. تركه وذهب فوجد الحذاء الآخر على الطريق، فعاد مسرعاً. للحصول على النعال الأخرى وترك جمله، قامت حنين بسرقة المرأة الراحلة وكل ما يملكه.
فرجع البدوي إلى قومه وليس معه إلا جواربه. فسألوه: بماذا رجعت؟ قال: رجعت بجورب حنين.