قصص من التاريخ العربي

قصص من التاريخ العربي، حيث يتميز التاريخ العربي بقدمه وقصصه الملهمة التي لا تعد ولا تحصى. وفي هذا المقال سنروي بعض القصص المشهورة التي ميزت التاريخ العربي.

قصص من التاريخ العربي

قصة شجرة الدر

ومن أجمل القصص من التاريخ العربي قصة شجرة الدر الجارية التي كانت مملوكة لسلطان الدولة الأيوبية الصالح نجم الدين أيوب. لُقبت بعصمت الدين، وتميزت بالذكاء والجمال مما أهلها لأن تصبح زوجة السلطان. ثم سيطرت على البلاد منفردة وأصبحت السلطانة وبطلة إحدى أهم القصص. قصص من التاريخ العربي: أخفت خبر وفاة زوجها السلطان لمنع أعمال الشغب والعنف.
– وكانت الدولة في نفس الوقت تحارب الصليبيين، فبدأت تملي الأوامر على الجنود باستخدام أوراق وختم السلطان، وبذلك تمنع ضعف الجيش وارتباكه أمام الصليبيين في الحرب. ثم استدعت ابن السلطان في ذلك الوقت توران شاه.
وكان حاكم كيفا في ذلك الوقت، وعندما جاء وتولى مقاليد السلطة عاملها كعاملة سيئة وكان مستبدا في حكم البلاد، ولم يستمع لنصائحها ولا نصيحة الوالي. كبار زعماء المماليك في ذلك الوقت.
كانت سياسة توران شاه في السلطة تقوم على الاستبداد والاستخفاف بالمماليك والتشكيك في نواياهم، مما دفع شجرة الدر للاتفاق مع المماليك والتخطيط لمؤامرة للتخلص منه. ونصبوا له فخًا وقتلوه، مما جعله آخر سلاطين الدولة الأيوبية. وتولت شجرة الدر مقاليد الحكم من بعده نظراً لسمعته المتميزة. ومن الشجاعة والجرأة، كانت أول مملوكي يحكم البلاد، واستمرت سلطانها ثلاثة أشهر.
– ولكن المستعصم خليفة العباسيين في ذلك الوقت رفض هذا الأمر بشدة، وحاولت شجرة الدر إضفاء الشرعية على حكمها للبلاد بعدة طرق. أطلقت على نفسها اسم المعتصم ملكة المسلمين نسبة إلى المعتصم، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
مما اضطرها في النهاية إلى التنازل عن السلطة لزوجها آنذاك عز الدين أيبك الذي تم اختياره من بين زعماء المماليك ليكون الحاكم الشرعي للبلاد مع استمرارها في حكمها ولكن بشكل خفي. تعتبر قصة شجرة الدر من أهم القصص في التاريخ العربي التي تسلط الضوء على مكانة المرأة في السياسة العربية والإسلامية.

قصص تاريخية حقيقية مكتوبة

– قصة القارب الغريب

تحدى أحد الملحدين – الذين لا يؤمنون بالله – علماء المسلمين في إحدى البلاد. فاختاروا أذكاهم للرد عليه وحددوا لذلك موعدا. وفي الوقت المحدد، توقع الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف لأنه علم أني سأهزمه. أثبت لك أن الكون ليس له إله، وبينما هو يتكلم جاء عالم المسلمين واعتذر عن تأخيره، ثم قال: وأنا في طريقي إلى هنا، لم أجد قارباً أعبر به النهر. انتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت ألواح من الخشب في النهر، وتجمعت معًا بسرعة وبشكل منظم حتى أصبحت قاربًا. ثم اقتربت مني السفينة، فركبتها وجئت إليك. قال الملحد: هذا الرجل مجنون، فكيف اجتمع الخشب وصار قارباً دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك؟ دون أن يحركها أحد؟! فابتسم العالم وقال: ماذا تقول عن نفسك عندما تقول: هذا الكون العظيم العظيم ليس له إله؟
– قصة الخليفة والقاضي

طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية. فلما وصل الفقيه قال له الخليفة: أريدك أن تتولى القضاء. وقد رفض الفقيه هذا الموقف وقال: أنا لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له بغضب: أنت لست صادقا. فأجاب الفقيه على الفور: إذن أنت حكمت علي بعدم أهليتي. فسأله الخليفة: وكيف ذلك؟ أجاب الفقيه: لأنني لو كنت كاذبا – كما تقول – فأنا لا أصلح للقضاء، ولو كنت صادقا لقلت لك إنني لا أصلح للقضاء.

قصص ودروس من التاريخ الإسلامي

حدث ذلك في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز. وكان القائد الإسلامي الكبير قتيبة بن مسلم الباهلي يغزو بلاد غير الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها كسائر المسلمين في هذا العصر. ولكن عندما نصره الله بفتح سمرقند، لم يدعو هذا القائد العظيم أهلها إلى الإسلام وعدم دفع الجزية، ولم يمهلهم ثلاثة أيام. ولما علم كهنتهم أن ما فعله بهم زعيم المسلمين مخالف لأمور الدين الإسلامي، رفعوا شكواهم عليه إلى سلطان المسلمين “سيدنا”. عمر بن عبد العزيز، الذي أمر باستدعاء قتيبة بن مسلم إلى مجلس القضاء.
فلما حضر نادى خادم القاضي قائلاً: «يا قتيبة» دون أن يذكر قبلها أي لقب. ودخل «قتيبة بن مسلم» إلى دار القاضي، وكان القس السمرقندي حاضرًا هناك. فقال القاضي: ما شكواك يا سمرقندي؟
– فأجاب قائلاً: «لقد غزونا أمير المسلمين بجيوشه دون أن يدعونا إلى الإسلام، أو يمنحنا مهلة لنفكر هل نستسلم أم نقاتل؟»
قال القاضي: وما تقول في شكواه يا قتيبة؟
فأجاب قتيبة: الحرب خدعة، وسمرقند بلد عظيم وخدعت جميع البلاد حولها ولم تقبل الإسلام ولا الجزية.
قال القاضي: هل دعوت أهل سمرقند إلى الإسلام أو دفع الجزية أو حتى الحرب؟
قال قتيبة: لا، لقد غزونا بلادهم لكل الأسباب التي ذكرتها.
قال القاضي: أراك قد أقررت بما فعلت. واعلم يا قتيبة أن الله ما نصر هذه الأمة إلا باجتناب الغدر والحرص الدائم على إقامة العدل. وقررنا إخراج المسلمين وجيوشهم ونسائهم وأبنائهم من سمرقند، ولا يمنعنا ذلك من تحذيرهم في الطريق.
– رسول سمرقند “الكاهن الذي أرسل الرسالة إلى سلطان المسلمين” لم يصدق ما شاهده وما سمعه. وعاد إلى قومه ليخبرهم بما رأى، وبعد فترة قصيرة من الحكم سمع أهل سمرقند أصوات الجيوش الخارجة من البلاد. ولم يتمكن أهل سمرقند وكهنتهم من السيطرة على أنفسهم، فخرجوا سريعًا إلى معسكرات المسلمين قبل رحيلهم ليشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

قصص الأبطال التاريخيين

– أدهم الشرقاوي

وهو رمز البطولة الشعبية في مواجهة المحتل وأعوانه. ترك التعليم وحياة الترف لمواجهة الظالمين. يشتهر بسخريته وذكائه، مما يضعه في مصاف الأبطال الحكماء والشعبيين. ولد في إيتاي البارود بالبحيرة. وهو أحد الأبطال الشعبيين المصريين الذين قاموا بعمليات المقاومة ضد القوات الإنجليزية وأغنياء الإقطاع وأعادوا توزيع الغنائم. ضد الفقراء والمحتاجين، قُتل على يد أحد رجال الشرطة وهو لا يزال عمره 23 عامًا. ألهمته قصة كفاحه، وتألق فيما بعد في العديد من الأعمال الفنية والأدبية، وأصبحت سيرته الذاتية ملحمة شعبية ناقشها الجمهور على مدى سنوات طويلة.
– أبو جعفر المنصور

وهو الرجل القوي في تأسيس الدولة العباسية، وهو ابن محمد بن علي مؤسس الدعوة العباسية، والمدبر لجهود أخيه أبو العباس القاتل أول الخلفاء العباسيين. وبحلول سنة 132هـ، التي تمت فيها بيعة أبو العباس للخليفة من قبل أهل الكوفة، كانت البلاد التي اعتنقت الإسلام تمتد من الأندلس إلى آسيا الوسطى، ويرى معظم المؤرخين أن فشل الأمويين في التعامل مع الكوفة وكان التنوع العرقي والثقافي الذي مثله هذا التوسع أساس سقوط دولتهم، ومن ثم ظهور الدعوة العباسية التي اعتمدت على المعارضة القوية الموجودة في مدن خراسان إلى الحكم الأموي. وعلى عكس سلفه، عرف أبو جعفر أن أي دور لعبه شعب بلاد فارس وآسيا الوسطى في صعود أبو العباس إلى السلطة، وأدرك أن الاستمرار في تبني الهويات العرقية داخل دولة مبنية على الإسلام لن يؤدي إلى إلا الصراع، في الدولة التي يطمح إليها أبو جعفر، لم يكن فيها مكان لهوية مبنية على العرق، بل هوية مبنية فقط على الانتماء إلى الدين الإسلامي. وفي هذا السياق يمكن فهم جهوده في تحقيق التكامل بين الثقافتين العربية والفارسية من خلال دعم الترجمة والتعليم، والتي استمرت في ظل حكمه الذي امتد لأكثر من عقدين من الزمن، بين عامي 754 و775م، أسس خلالها الدولة الإسلامية. هيكل الدولة العباسية، التي توارثها خلفاؤه من بعده، حتى تضاءلت سلطة الخلافة بعد قيام السلاطين. وظل الجند كالبويهيين والسلاجقة حتى سقطوا تماما بعد الغزو المغولي عام 1258.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً