كيف أحبب ابني المراهق في الصلاة؟ المراهقة هي سن صعبة بالنسبة للشباب، وهي أصعب على أي أسرة لأنها تريد أن ينمو أطفالها بشكل صحيح. ولذلك سنقدم لكم موضوعاً مهماً وهو كيف أحب ابني المراهق في الصلاة.
أبناؤنا هم أكبادنا التي تمشي على الأرض، حتى لو ولدوا على الفطرة، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “”لقد هداه أبواه ونصراه وقدساه”” له…”
فإذا كان والداه مؤمنين، فإن البيئة المحيطة والمجتمع قادران على أن يسلبا من الوالدين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا يمكننا القول أن المجتمع يستطيع تهويده أو تنصيره أو تقديسه إذا لم يتخذ الوالدان الإجراءات اللازمة. التدابير والاحتياطات قبل فوات الأوان !!!
وإذا أردنا أن نبدأ من البداية، فرأس الأمر وذروة سنام الدين، وعموده الصلاة. به يقوم الدين، وبدونه يهدم والعياذ بالله.
أساليب تربية الأبناء وفق الآداب الشرعية
يجب على الوالدين اتباع بعض الأساليب التربوية لضمان السلوك الإيجابي لدى أطفالهم، ونوضح بعضها على النحو التالي:
– قدوة جيدة. أن يجد الأبناء في آبائهم وأمهاتهم قدوة يحتذى بها في الالتزام بالآداب والتمسك بالأخلاق الحميدة.
-التعود؛ أن يقوم الآباء بتعليم أطفالهم القيام بالأشياء الصحيحة.
– الترهيب والترهيب؛ أن يحب الوالدان أولادهما على الطاعة، ويشجعونهم على ذلك بالهدايا، ويخيفونهم من المعصية وسوء السلوك.
– زراعة مراقبة الله عز وجل في نفوس الأبناء. بتذكيرهم بحضور الله تعالى مع الإنسان في كل وقت وعلمه بجميع الناس.
– تهدف الخطبة في بضع كلمات مختصرة إلى إيصال المعلومة إلى الأبناء وتوجيههم إلى أبواب الخير والطاعة والإحسان.
الوسائل التي يمكن تسخيرها لمساعدة طفلك على تنمية الإيمان الديني:
• رحلات الحج والعمرة الجماعية .
• إحياء العلاقة الوثيقة بين طفلك والأهداف الدينية الكبرى حتى يتمكن من الاستمرار في تحقيق طموحاته، واجعل قلبه مليئاً بالحب والرغبة في أداء ما يفعله حتى يتمكن من إنجازه.
•غرس مفهوم الثقافة الإيمانية وأهمية القراءات التي تقربه من الله وتزيده خوفاً وحباً وتعلقاً بنفسه -سبحانه وتعالى- بما في ذلك في جانب العبادة وغيرها في المنهج الإسلامي .
• تدريب طفلك على العبادات البسيطة، مثل تشجيعه على الأذكار وأثرها في تنشيط القلب والعواطف، وتسهيل الطاعات والعبادات، وحفظ الأحاديث والقرآن الكريم بدءاً بأجزاء بسيطة، و تذكيره ببعض فضائل السور القرآنية وأثرها في الحياة في البيتين.
• مرافقة الأم إلى دور العبادة (المساجد، مراكز تحفيظ القرآن، حلقات الذكر، المحاضرات الدينية، بعض الشعائر الدينية، مرافقة بعض العبادات مثل موائد الإفطار في رمضان).
•الأعمال التطوعية، مثل: رعاية الأيتام في الدور المخصصة لهم، من خلال توفير مبلغ شهري خاص لهم، يضعونه في جمعية خيرية لكفالة اليتيم، ومتابعة شؤونهم وتطوير مستواهم التعليمي. والظروف المعيشية.
•العطاء والإحسان، مثل: رعاية الحيوانات الأليفة والنباتات، أو رعاية ومساعدة شؤون أحد إخوانه وتقديم الدعم والتوجيه لمن حوله من المحتاجين.
• المسؤوليات والمهام القيادية، ودور المرشد وصانع القرار.
• الدعاء والذكر والصدقة وقراءة القرآن. وهي إحدى وسائل تحقيق الرغبات والإصلاح التربوي الفطري السهل والمتاح دون جهد.
• اختيار المكان والمؤسسة التعليمية المناسبة لتكون داعماً مناسباً لتحقيق أهدافك التعليمية.
• تطوير آليات الرقابة والرقابة الداخلية من خلال حثه على التقوى ومخافة الله.
• تلبية احتياجاته النفسية. لأنه مفتاح الاستجابة واللطف في التربية، والذي سيرده لك بالشكر، ولا تخفى عليك هذه الحاجات وهي: القبول، والحب، والتقدير، والإنجاز، والتفاهم والاستقلال، والاحترام، والأمان، والانتماء.
أطفالنا والمساجد:
وكما أننا لا نستطيع أن نتصور نباتاً ينمو بلا جذور، كذلك لا يمكننا أن نتوقع النمو العقلي والجسدي للطفل دون حركة أو نشاط، فهو لا يستطيع التعرف على الحياة وأسرارها، واكتشاف عالمه الذي يعيش فيه إلا بالتجول. ويتجول في جوانبه ويتفحّصه كله. يحتوي على أمور مادية ومعنوية، وبما أن الله تعالى خلق فينا حب الفضول والميل إلى التحليل والتركيب كوسيلة لفهم جوهر هذا الكون، فإن هذه الميول تكون في أقوى حالاتها عند الطفل، لذلك فإننا يجب ألا نمنع الطفل من دخول المسجد حرصاً على راحة المصلين، أو حفاظاً على استمرارية الهدوء في المسجد، ولكن يجب أيضاً ألا نعطيهم الحبل دون أن نوضح لهم آداب المسجد بشكل طريقة بسيطة أنهم الفهم، من خلال بيان غرض المسجد وقدسيته. والفرق بينه وبين الأماكن الأخرى أن الطفل يقتنع ويمتنع عن إحداث الضجيج في المسجد احتراماً له وليس خوفاً من العقاب… ويحبذ لو كان هناك ساحة كبيرة. ضعوهم حول المسجد ليلعبوا به عندما يصلي آباؤهم في المسجد، أو إذا تم إعطاؤهم بعض الحلويات، أو الألعاب البسيطة من وقت لآخر في المسجد، فربما يترك ذلك انطباعًا جميلاً في نفوسهم الصغيرة يدخلهم أقرب إلى المسجد في وقت لاحق.
ديننا دين الوسطية، وليس فيه نصوص تحرم اصطحاب الطفل إلى المسجد. بل على العكس فقد وردت أحاديث كثيرة يُستدل منها بجواز إدخال الصبيان (الأطفال) إلى المساجد، مثل ما رواه البخاري عن أبي قتادة: (خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم). صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه، فصلى، فإذا ركع وضعها، وإذا قام رفعها) رواه البخاري وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إني قائم في الصلاة فأريد أن أطيلها، ولكني أسمع بكاء الصبي فأقصر في صلاتي مخافة أن يطول) فيشق على أمه) وكذا ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: (جئت راكبا حمارا، وأنا يومئذ على وشك أن احتلم، فقال الرسول: من الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان صلى الله عليه وسلم يقود الناس في منى بغير سور، فمرت أمام بعض الصفوف، فنزلت وأرسلت الحمير. لقد كانت مرعوبة، فدخلت الفصل، لكن لم ينكر ذلك علي).
وإذا كان هذا هو الدليل التقليدي الذي يدعونا إلى أن نقول: «أدخلوا أولادكم المسجد»، وهو دليل كاف يجعلنا نسارع إلى تقديم هذه الدعوة والاستجابة لها، فإن هناك دليلاً يتبادر إلى أذهاننا دعماً لهذه القضية، حيث أن دخول أبنائنا للمسجد يترتب عليه تحقيق العديد من الأهداف الدينية والتربوية. الاجتماعية وغيرها…. تنمي فيهم طقوساً دينية، وهي الحرص على أداء الصلاة في الجماعة. كما أنه يغرس فيهم حب بيوت الله، وملئها بالذكر والصلاة، وهو هدف روحي مهم جداً لكل إنسان مسلم.