كيف اعرف انها رؤيا

وكيف أعرف أنها رؤيا؟ ومن خلال هذا العرض سنعرض علامات حقيقة الرؤيا وكيف أعرف أنها رؤيا، كل ذلك في هذه السطور التالية.

مفهوم الرؤية

الرؤية هي سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم. وتختلف الأحلام في تماسكها ومنطقيتها. هناك العديد من النظريات التي تفسر حدوث الأحلام. يقول سيجموند فرويد إن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة، خاصة تلك التي يصعب إشباعها في الواقع. وفي الأحلام يرى الفرد دوافعه متحققة على شكل حدث أو موقف، والمثل الشعبي الذي يقول: الحلم الجائع بسوق الرزق خير تعبير عن ذلك، ولكن الرغبات في الأحلام غالباً ما تكون مموهة أو مخفية مثل هذا. أن الحالم نفسه لا يدرك معناها، ولذلك تبدو كثير من الأحلام خالية من المعنى. المنطق يشبه تفكير المجانين، على عكس أحلام اليقظة، فهي منطقية للغاية
ووجدت دراسة الأحلام آثاراً لها على ألواح حجرية تعود إلى عصر سومر، أقدم حضارة عرفتها البشرية. اعتقدت بعض الشعوب القديمة، مثل اليونانيين، أن الأحلام بشكل عام هي هدية من الآلهة لكشف المعلومات للإنسان وزرع رسالة محددة في ذهن الشخص النائم.

أنواع الرؤى

وما يراه النائم في منامه ينقسم إلى ثلاثة أقسام، كما أخبر بذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ثلاث رؤى: تهويدة من الشيطان ليحزن ابن آدم) ، ومنها ما يهم به الإنسان في اليقظة، فيراه في منامه، ومنه… ستة وأربعون جزءاً من الرؤيا على ثلاثة أنواع، وهي كما يلي:
*النوع الأول: الرؤيا الصالحة؛ فهو من الله عز وجل، وقد اعتبره النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من أجزاء النبوة. يرى فيها الإنسان ما يحب، وهي إما أن يبشره بالخير، أو يحذره من الشر، أو يعين صاحبه ويرشده. ويستحب لمن رأى رؤيا أن يحمد الله – سبحانه. والله تعالى عليها، ويخبرهم بالناس الذين يحبهم.
*النوع الثاني: الحلم؛ فهو من الشيطان. يسعى الشيطان إلى حزن المؤمن وإخافته، كما أخبره النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويرى الإنسان فيه ما يكره.
*النوع الثالث: حديث النفس؛ وتسمى أيضاً بالأحلام المبهمة، وهي ما يقوله الإنسان لنفسه ويفكر به قبل أن ينام، مما يجعله يحلم بها، وهي غالباً أشياء مخزنة في العقل الباطن وفي الذاكرة.

ما هي أهم علامات الرؤية ؟:-

للرؤية علامات كثيرة تدل عليها وتميزها عن غيرها، ومن هذه العلامات ما يلي:
– أن تكون الرؤيا صادقة، أي أنها تنبئ بشيء يحدث بالفعل، أو سيحدث لاحقاً، والأمر مماثل لما رآه الحالم.
-الرؤيا خير، أي تبشر بالخير، أو تحذره من شر سيحدث.
غالباً ما تكون الرؤية واضحة وملحوظة، ولا يوجد فيها أشياء متداخلة وغير مفهومة، كما يحدث للإنسان في المنام أو حديث النفس.
يتذكر الإنسان الرؤيا بوضوح شديد، ويستطيع أن يرويها لمن يريد دون أن يتذكر تفاصيلها وأحداثها.
-تدل الرؤية على صلاح صاحبها وصدقه. الحلم حقيقي إلى حد كبير، بقدر صلاح صاحبه ونزاهته وصدقه.
– كما أخبرنا رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا).

التعامل مع الرؤى

وقد أرشد الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – المسلم إلى كيفية التعامل مع الرؤيا الصالحة، وبين ذلك فيما يلي:
– وينبغي للمسلم أن يشكر الله – سبحانه – على الرؤيا.
– أن يحكي المسلم الرؤيا للأشخاص الذين يحبهم ويقصها عليهم. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها).
وأما تعامل المسلم مع الأحلام التي تأتي من الشيطان: فقد أرشده الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى ذلك حيث قال:
– أن يعلم الإنسان أن الحلم من الشيطان، وأن الشيطان يهدف إلى حزنه، فينبغي للإنسان أن يبتعد عن الحلم ويهمله، ولا يفكر فيه كثيراً ويقلق عليه.
– أن يتعوذ المسلم بالله عز وجل من الشيطان الرجيم، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
– أن يتعوذ المسلم بالله عز وجل من الحلم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأحلام التي يكرهها الإنسان: (وليستعذ بالله من شرها).
– وينبغي للمسلم أن ينفث عن يساره ثلاثاً؛ ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى رؤيا يكره فيها شيئا فلينفث عن يساره ثلاثا).
– ولا ينبغي للمسلم أن يخبر أحداً بالرؤيا.
– وينبغي للمسلم أن يغير الجنب الذي كان ينام عليه عندما يأتيه الحلم.
– يقوم المسلم من فراشه، ويتوضأ، ويصلي ركعتين.

رؤى الأنبياء

أجمع العلماء على أن رؤى الأنبياء وحي من الله عز وجل. ولذلك عندما رأى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- أنه يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، عزم على ذلك، فأخبر ابنه إسماعيل بما رأى. ولم يكن أمام إسماعيل عليه السلام إلا أن يقول: أعان أباه على أمر الله عز وجل، وأوصاه بما أمره. ولما هم إبراهيم عليه السلام – بذبح ابنه، وأخذ السكين ووضعها على رقبة إسماعيل – عليه السلام – وبدأ يحركها، ولكن السكين لم تقطع ولم فلا يفعل كعادته من الذبح والتقطيع، وقد فداه الله -سبحانه- بذبح عظيم أظهره لسيدنا إبراهيم عليه السلام، فلم يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام .
وكان ليوسف -عليه السلام- قصة أخرى مع الرؤى. وقد ذكر الله تعالى قصة رؤياه في القرآن الكريم، وكان تفسيرها واضحاً واضحاً. ورأى يوسف عليه السلام أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة له، فأمره أبوه يعقوب عليه السلام أن يخفي هذه الرؤيا عن إخوته حتى لا يكيدوا عليه. له. مرت الأيام وتغيرت الظروف. وكان نبي الله يوسف ينتقل من حال إلى حال. وذات مرة ألقاه إخوته في بئر، ثم أُخذ عبدًا ليباع في سوق العبيد، فاشتراه عزيز مصر. فحدث خلاف بينه وبين زوجة العزيز فأودع السجن. ثم خرج منها وصار أمينا على خزائن مصر وأرزاق أهلها. ثم تم الوفاء به. وكانت أول رؤياه إذ جاءه أبواه وإخوانه فسجدوا له.
وكذلك التقى يوسف -عليه السلام- بشابين في السجن، فكل منهما حدثه عن رؤيا رآها، فطلبا منه أن يفسرها لهما. وجاء في القرآن الكريم: (ودخل معه شابان السجن فقال أحدهما: لقد رآني أعصر خمرا، وقال الآخر: لقد رآني أحمل رأسي). هو الخبز الذي تأكل منه الطير، أخبرنا بتفسيره، إنا نراك من المحسنين، وفسر نبي الله يوسف – عليه السلام – الرؤيا على ما قال الله – سبحانه له – أخبره في القرآن حيث قال: (يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه). وقد تقرر الأمر الذي تستفتون فيه).

‫0 تعليق

اترك تعليقاً