كيف يعيش الميت في قبره

كيف يعيش الميت في قبره؟ وسنجيب أيضًا على ما إذا كان الموتى يأكلون ويشربون في البرزخ. وسنجيب أيضًا عما إذا كان عذاب القبر مستمرًا إلى يوم القيامة. وسنذكر أيضًا ما يشعر به الميت بعد الموت. كل هذه المواضيع ستجدها في هذا المقال.

كيف يعيش الميت في قبره؟

تبدأ الحياة ميت والثاني بعد دخوله القبر. في الواقع، الحياة لا تنتهي بموت الإنسان. بل ينتقل من قاعدة الحياة الدنيا على طريق الموت إلى الحياة الآخرة التي تبدأ بالقبر. وما القبر إلا معبر بين الدنيا والآخرة. فإذا جاء أمر الله، وقامت الساعة، فإن أهل القبور إلى مرحلة أخرى، وهي مرحلة العرض والحساب، وتوزيع الثواب والمنازل بين الجنة والنار.
اختلف العلماء في مسألة سؤال الملكين للميت في قبره. فهل سؤالهم موجه إلى النفس أم الجسد أم كليهما؟ ويتم توضيح وجهة نظرهم على النحو التالي:
1- مذهب الإمام أبو حنيفة والغزالي -رحمهما الله- في هذه المسألة التوقف، ولكنهما أقرا بأن الميت في قبره يشعر بشيء من الحياة، فيستمتع بالتلذذ إذا كان تقيا، ويعذب إذا كان على غير ذلك، ويتمتع باللذات التي تأتيه جزاء على ما فعل من الخير. عمل. أما مسألة عودة الروح إلى الجسد عندما يطلب الملكان وبعد ذلك، فهي عندهم غير مستقرة. ويمكن أن يعود إلى جسده إذا دخل القبر، ولله أن يؤخر ذلك إلى يوم القيامة، ولا يعلم ذلك إلا الله.
2- يرى جمهور علماء أهل السنة أن الروح تعود إلى جسد الميت بعد دخوله القبر، أو حتى إلى جزء من الجسد في حالة بتر أو حرق بعض الجسد. ولا يمنع ذلك أن جسد المتوفى تمزق أو احترق. في مجملها؛ لأن الله قادر على أن يعيد الحياة لجسده ولو لجزء يسير منه، والجزء الذي يبقى من الجسد هو على عاتق الملائكة الذين يسألونه عنه في قبره.
3- وذهب ابن هبيرة وغيره إلى أن سؤال الملكين للميت في قبره إنما يكون على روحه، ولا يؤثر على بدنه. وهذا يقتضي إنكارهم عودة روح الميت إلى جسده بعد دفنه وسؤال الملكين له.
4- رأى ابن جرير الطبري وجماعة من العلماء أن سؤال الملكين للميت في قبره لا ينطبق إلا على جسده، وأن الله تعالى يخلق فيه الوعي والسمع والقدرة على الحوار والإجابة ، ويجعله يتألم إذا استحق العذاب ولو للحظة، كما يشعر بالنعيم ويستمتع به. إذا كان من أهل التقوى والصلاح.

هل الميت يأكل ويشرب في البرزخ؟

1- روى البرقي بإسناده عن إبراهيم بن إسحاق الجازي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أين أرواح المؤمنين؟ – قال: “أرواح المؤمنين في غرف في الجنة، يأكلون طعامها، ويشربون شرابها، ويتزاورون فيها، ويقولون: ربنا أقم لنا الساعة لتقضي لنا ما لقد وعدتنا.” قال: قلت: فأين أرواح الكفار؟ قال: في غرف في النار، يأكلون طعامها، ويشربون شرابها، ويتزاورون فيها، فيقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة حتى تنجز لنا ما وعدتنا. المحاسن للبرقى، ج ٤. 1، ص. 238.
2- روى الكليني بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أنفس المؤمنين، قال: إن في الجنة غرفا يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون: ربنا أقم لنا الساعة وقم لنا. الذي وعدتنا، وليلحق آخرنا بأولنا. الكافي للكليني، ج ٤. 3، ص. 248.
3- وروى الكليني بإسناده عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ قلت: يقولون: هو في غرس الطير الأخضر في قناديل تحت العرش. وقال أبو عبد الله (عليه السلام): سبحان الله للمؤمن أكرم على الله من أن يلقي روحه في حرث الطير. يا يونس لو كان ذلك لأتى إليه محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي. وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) والملائكة المقربين (عليهم السلام) فإذا أخذه الله عز وجل حول تلك الروح إلى قالب. مثل صورته في الدنيا، فيأكلون ويشربون، فإذا جاءهم الآخر عرفوه على تلك الصورة التي كانت له في الدنيا. الكافي للكليني، ج ٤. 3، ص. 249.
5- روى الصدوق بإسناده عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المديني، عن موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) أنه قال: إذا مات المؤمن رافقه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا دخل قبره أتاه منكر ومنكر فيجلسه تحت. فيقولون له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، ومحمد نبيي، والإسلام ديني. فيوسعون له قبره مد بصره، ويأتون له بطعام من الجنة، ويدخلون فيه الروح والطيب، وذلك قول الله تعالى: (فإن كان من المقربين) * ثم روح وطيب) أي في قبره (وجنة نعيم) أي في الآخرة. الأمالي للصدوق، ص٢٤. 365.
4- روى الكليني بإسناده عن ضارس الكناسي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) إذا ذكر الناس أن فراتنا من الجنة فكيف إذا جاء؟ من الغرب فتصب فيه العيون والأودية؟ قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) وأنا أسمع: إن لله جنة خلقها الله بالمغرب، يخرج منها وإليها ماء مطركم. إن أرواح المؤمنين تخرج من جحورها كل مساء وتهوي
ثمرها، وتأكلون منها، وتستمتعون بها، ويجتمعون بها ويتعارفون. فإذا طلع الفجر هاج من الجنة، فيكون في الهواء بين السماء والأرض، يطير جيئة وذهابا، ويصنع ثقوبه عند طلوع الشمس، ويلتقيان في الهواء ويتعارفان. قال: ولله نار في المشرق خلقها لتسكن إليها أنفس الكفار، فيأكلون من زقومها ويشربون منها. دفئها في الليل، فإذا طلع الفجر تجولت إلى واد في اليمن يسمى: برهوت أشد حرارة من نيران الدنيا التي كانوا يجتمعون فيها ويتعارفون، وعندما يأتي المساء يعودون إلى النار، وهم كذلك إلى يوم القيامة… الكافي للكليني، ج ٧. 3، ص 250-251.

هل يستمر عذاب القبر إلى يوم القيامة؟

1- ويدل على ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “”إذا كان العبد “يوضع في قبره، فيعرض عنه أصحابه، فيسمع قرع نعالهم، فيأتيه ملكان فيجلسانه”. فيقولون: ما قلت في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ وعليه الصلاة والسلام. وأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار. وقد أبدله الله بمقعده في الجنة. لذلك يراها جميعا. قال قتادة وذكر لنا: ففتح قبره، ثم رجع إلى حديث أنس، فقال: أما المنافق والكافر فيقال له: ما قلت في هذا الرجل؟ فيقول: لا أعرف. كنت أقول ما يقوله الناس. فيقال: لا توليت ولا اتبعت. فيضرب بمطارق من حديد، فيصيح، ومن بجانبه غير الثقيل يسمعه.
2- بعد خروج الملكين من الميت بعد سؤاله ورؤية مكانه في الجنة أو النار، تبدأ الحياة في القبر؛ فإذا كان العبد مؤمناً فُسِّع له في قبره، ورأى علامات النعيم واللذة التي تجعله يتمنى اقتراب الساعة لينتقل إلى نعيم أكبر في الجنة. وأما الكافر والفاسق بعد أن يسأله الملكان ويعرضاه على النار، فإنه يتمنى أن لا تقوم الساعة حتى لا يدخل النار، ويضيق عليه قبره. يشعر بالعذاب الذي يأتيه من كل مكان، ومن أشد العذاب أن يرى مقعده من النار صباحاً ومساءً. قال الله تعالى: “يعرضون أنفسهم للنار”. «إنها صباحها ومساءها».

ما هو شعور الميت بعد الموت؟

1- الموت عالم آخر يشغل الأحياء. وربما يشعر الجميع بالرهبة والخوف من هذا الأمر، لكنه أمر مؤكد وضروري، ولم ينجو منه أي إنسان. لقد رحل الأنبياء ولم يبقى أحد. الموت هو خروج الروح من الجسد، وعندما تخرج الروح من الجسد يفقد الإنسان إحساسه بكل شيء. لفترة طويلة كان البعض يظن أن الميت يشعر بما يحدث له أثناء الغسل، لكن هذا مستحيل، فالجسد لا يشعر بدون روح. ثم يُدفن الجثمان بعد غسله والصلاة عليه وتوديع الأهل والأحباب. والأقارب ثم تعود الروح إلى الجسد مرة أخرى ليعود الشعور إلى الإنسان ومن ثم يُسأل سؤال القبر، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: “”ثبت”” عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الميت إذا مات ردت إليه روحه في قبره، فيسأل عن ربه ودينه». ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد. وأما الكافر أو المنافق إذا سئل وقال: ها ها، لا أدري. سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته. لقد قال الرسول الكريم الحقيقة.
2- ربما لا تعود الروح إلى الجسد كما هو الحال في الدنيا. حياة البرزخ مختلفة تماماً ولا نعرف عنها شيئاً. ولا ينبغي أن نتوقف عنده طويلاً ونبحث عن أمور الغيب دون أن نصل إلى أي نتيجة. وهناك أمور حفظها الله في علم الغيب لقوله تعالى: كتابه العزيز في سورة الإسراء: «وَلَا تَعْلَمْ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ». إن السمع والبصر والفؤاد كل من عنه كان مسئولا». صدق الله عز وجل، ولكن الذي نعرفه يقينا هو شعور الميت في القبر بعد أن يسأله الإنسان إذا أجاب وصحح إجابته وقال ما كان يجب أن يقول، فيفتح له قبره فتبشرها الملائكة بالجنة فيجدون ريحها. أما إذا كان سيئ الخلق والأخلاق ولم يفشل في الامتحان ولم يجب فهو صاحب نفس كافرة، فتبشره الملائكة بسخط الله والنار، ثم يصعدون بالروح. ، ذليلاً من الخوف، ولا تفتح له أبواب السماء. ثم تعاد إلى جسدها، فيضيق قبرها على صاحبها، فيصيبه عذاب القبر، ويغري صاحبه، ويأتيه حر النار وسمومها، كما جاء في صحيح الجامع. -البخاري: «يفسح له قبره بالنار». يكسوه النار، ويفتح له باب إلى النار، ويضيق عليه قبره، ويضرب بمطرقة عظيمة لو ضرب بها جبلا. فيصير ترابا، ويبشر بالعذاب في الآخرة، فيتمنى ألا تقوم الساعة».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً