ما الفرق بين الطهارة الحسية والطهارة المعنوية، تعريف الطهارة عند الشافعية، أقسام الطهارة والطهارة من النجاسات، هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
ما الفرق بين الطهارة الحسية والطهارة المعنوية؟
-الطهارة الأخلاقية:
والمراد به تطهير القلب من الشرك والبدع في حقوق الله تعالى، وهذا أعظم التطهيرين، ولهذا تقوم عليه جميع العبادات. ولا تصح عبادة من كان قلبه ملوث بالشرك، ولا بدعة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، وهي مما لم يشرعها الله عز وجل. قال الله تعالى {وما منعهم أن يقبلوه منهم؟ نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله } [التوبة: 45]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد». وعليه فإن المشرك بالله هو مشرك أكبر لا تقبل عبادته، ولو صلى، وصام، وتطهر، وحج. ولهذا وصف الله تعالى المشركين بالنجس، فقال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إنما هو المشركون”. نجس لا يقربون المسجد الحرام بعد عامهم هذا } [التوبة :28]وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم نجاسة المؤمن، وقال: «ليس المؤمن بنجس». وهذا ما ينبغي للمؤمن أن يعتني به كثيراً، ليطهر قلبه منه.
الطهارة الحسية:
وكما ذكرنا هناك نوعان. النوع الأول: إزالة الوصف المانع من الصلاة، وهو إزالة الحدث الأصغر والأكبر. وذلك بغسل الأعضاء الأربعة في الحدث الأصغر، وغسل جميع البدن في الحدث الأكبر، إما بالماء إذا لم يتمكن من ذلك، أو بالتيمم لمن لا يستطيع استعمال الماء، والله تعالى عنه. قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم . وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإذا كنتم جنباً فتطهروا، وإذا كنتم مرضى أو على سفر أو قد جاء أحد منكم من الخلاء أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتوضئوا على صعيد طيب فامسحوا بوجوهكم وأيديكم مما شئت. ليجعل الله عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون } [المائدة : 6].
أقسام الطهارة
– طهارة القضاء
ويهدف هذا النوع إلى التطهير من نوعي النجاسة، وهما (النجاسة الأصغر والنجاسة الأكبر). ويقصد بالحدث الأكبر النفاس والحيض والنجاسة. ويجب أن تكون الطهارة بالغسل للتخلص من ذلك. والمراد بالنجاسة الأصغر: البول والماء والمني والريح والغائط. اكتمال الطهارة والقضاء. ومن ذلك، بالوضوء فقط، في التطهير الإلهي يتم غسل وتطهير جميع أجزاء الجسم، كما قال تعالى في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم) إلى المرافق، وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإذا كنتم جنباً فتطهروا) صدق الله العظيم.
– الطهارة الحقيقية
ويعرف هذا النوع بأنه تطهير وتنظيف النجاسة الموجودة في المكان أو الثوب أو الشخص. وبمعنى أصح هو تطهير بدن الإنسان المسلم، وتطهير مسجده، وثوبه من كل نجاسة حقيقية، كما جاء في كتاب الله عز وجل (وثيابك فكوني تنقية). وقد أوجب الله سبحانه وتعالى تطهير الثياب. وهذا يعني أن طهارة البدن أهم وأوجب منها. كما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في أي مكان. وفيه نجاسة كثيرة مثل المسالخ والمزابل.
تعريف الطهارة عند الشافعية
قالوا: الطهارة: معناها إزالة النجاسة ومعناها، وإزالة النجاسة.
ويشتمل التعريف على ثلاثة أقسام، كل منها يسمى الطهارة الشرعية.
الأول: رفع الحدث.
الثاني: إزالة النجاسة
ثالثاً: ما معناها؟.
أولاً: رفع الحدث:
ولا شك أن إزالة النجاسة تسمى طهارة في الشريعة الإسلامية، سواء كانت النجاسة أصغر أو أكثر. ومن توضأ أو اغتسل من الجنابة، فقد طهر. قال الله تعالى بعد ذكر طهارة الوضوء من الحدث الأصغر والأكبر في طهارة الماء والتيمم: “ما شاء الله”. ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم
ومن لم يتطهر يسمى: الحديث، بنص السنة.
وقد جاء في الصحيحين عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : السلام – قال: ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أفطر حتى يتوضأ)).
ومن لم يتطهر يسمى: الحديث، بنص السنة.
النوع الثاني من الطهارة:
إزالة النجاسة. فإذا أزيلت النجاسة من المكان فقد حصل على الطهارة الشرعية من هذه النجاسة.
وروى مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرين وهمام بن منبه كلاهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لتطهير الإناء)). إذا ولغ فيه كلب أحدكم أن يغسله سبع مرات، أولهن بالتراب)).
والطهارة التي ذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لهذا الإناء ليست من النجاسة، بل هي طهارة من النجاسة، وهي نجاسة. إلا أن القانون يعتبرها طهارة قانونية. بل لو قيل: الطهارة من الجنابة أصل تسميتها بالطهارة؛ ولأن الطاهر هو عكس النجس، بخلاف طهارة النجاسة، فهو ليس بسبب نجاسة، وقد يكون فيه وسخ – ولم يكن القول بعيد المنال من حيث اللغة.
وبهذا الدليل يتبين لنا أن إزالة النجاسة طهارة، وإزالة النجاسة طهارة أيضا. وقد جمع الله -سبحانه- بين طهارة الجنابة وطهارة الجنابة في آية واحدة في سورة البقرة على الصحيح من القول؛ قال الله تعالى: “ولا تقربوهم حتى يطهروا”. فإذا طهرن فأتوهن من حيث أمركم الله». [15]; فيقول الله تعالى: “حتى يطهروا”؛ أي: من الجنابة، وهو انقطاع دم الحيض، وقوله: «فإذا تطهرن»؛ أي من الحدث الأكبر للوضوء بعد الطهر من الحيض.
النوع الثالث: وهناك طهارة لا تزول فيها النجاسة، ولا تزال النجاسة موجودة. ومع ذلك فهو طهارة شرعية. وقد أطلق عليه الفقهاء: “بمعنى إزالة النجاسة، وبمعنى إزالة النجاسة”.
والطهارة، وهي إزالة النجاسة، مثل تجديد الوضوء. وهي طهارة شرعية، ومع ذلك لا تزول بها النجاسة. لأن الحدث قد مضى، وكذلك الغسلات المستحبة شرعاً، وكذلك الغسلة الثانية والثالثة في الوضوء.
والطهارة التي هي إزالة الجنابة هي طهارة الحائض. ويحكم بالطهرة ولو كان الحدث مستمرا، وكذا من به سلس البول. ومن قال: هذا جواز وليس طهارة، فالخلاف معه قريب من اللفظ؛ لأننا إذا رخصنا له في الصلاة فقد حكمنا بوجوب طهارته، وقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يقبل الله صلاة بغير طهارة)) وقد سبق أن روى . ولما رخصت له الصلاة علم أن هذه طهارته.
تطهير الشوائب
– تطهير الملابس من بول الرضيع:
وإذا بال الرضيع على الثوب وكان الرضيع أنثى، فاغسل موضع البول.
إذا كان الرضيع ذكراً، نقوم برش الماء على المكان الذي تبول فيه.
وروى أبو داود عن أبي السمح قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أراد أن يغتسل قال: ((وسأحفظك)). ).
فأدرت له ظهري وغطيته به. ثم جاء الحسن أو الحسين رضي الله عنهما. لقد بال على صدره، فجئت لأغسله. قال: ((يغسل من بول الجارية، وينضح من بول الصبي)). (حديث صحيح)
– تطهير ثوب المرأة من دم الحيض:
اغسل بالماء والصابون.
وروى الشيخان عن أسماء قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل رأيت إحدانا تحيض وعليها الثوب؟ ماذا يجب أن تفعل؟
قال: ((افركه، ثم قشره، ثم دلكه بأطراف أصابعك، ثم اقرصه بالماء، ثم نضحه، وصلى فيه)).
– تطهير ذيل ثوب المرأة:
وإذا وقعت على ذيل ثوب المرأة نجاسة فهي تمشي في مكان طاهر. ويطهر بالتراب، ويجوز لها غسله بالماء.
وروى أبو داود عن أم ولد عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: أنا امرأة أطول ذيلي. ويمشي في مكان قذر!
قالت أم سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يطهره ما بعده))؛ (حديث صحيح) (صححه أبو داود للألباني – حديث: 369).