ماهي الأمثال في العصر الإسلامي

الأمثال في العصر الإسلامي. وفي هذا المقال سنتناول تعريف الأمثال، وكيفية تعامل المسلمين معها، وموقف القرآن الكريم منها.

لقد استطاع المثل الإسلامي أن يحقق حضوراً قوياً على الساحة الثقافية في صدر الإسلام. وبما أنها رافقت مرحلة التحول والانتقال من عصور ما قبل الإسلام إلى الإسلام، فقد عبرت بدقة عن روح العصر الجديد. وكيف تجلى أثر الانتقال من مرحلة الجاهلية إلى مرحلة الإسلام؟

تعريف المثل:

ويعرف المثل بأنه صيغة نصية تضيق على مستوى النظام اللغوي المادي وتتسع على مستواه الأخلاقي. إن الإيجاز الذي تحققه اللغة على مستواها المادي يصاحبه الانفتاح على مستواها الأخلاقي. ويقول الزمخشري (ت 538هـ): “إنها (أي الأمثال) تختصر اللفظ فيشبع المعنى، وتختصر اللفظ فيطيل المعنى”.([1]). هذا الانفتاح الأخلاقي يحرّر نص المثل من المباشرة، ويدفعه إلى فضاء التأويل، فيجعل منه نصاً مفعماً بالطاقة الشعرية التي جعلته يعتبر “غاية بلاغة العرب… وشمولية ألفاظه”. “

المواقف التي يذكر فيها القرآن الكريم أمثلة:

1- التذكير والموعظة.
2- الحث والتوبيخ.
3- الاعتبار والتذكير.
4- تقريب الشيء المقصود من العقل وتصويره على شكل الشيء الملموس حتى يبقى في العقل.
5- وفيه نموذج من الهداية لإغراء النفوس بالخير والصلاح ومنعها من الشر والإثم.
6- قال إبراهيم النظام: أربعة أشياء توجد في المثل لا توجد في غيره من الكلمات:
مختصر النطق، ودقيق المعنى، وحسن التشبيه، وكناية جيدة

وقد أبدع العرب، أغلبهم، في ضرب الأمثال في مختلف المواقف والأحداث، لحاجة الناس العملية إليها. فهي أصدق دليل على الأمة وتفكيرها وعاداتها وتقاليدها، وهي تصور المجتمع وحياته ومشاعره على أكمل وجه. وهو أقوى من الشعر في ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة، ولكنه لغة جميع الطبقات. الناس.

تعريف المثل: هو القول الحسن، قليل الكلام، مختصر العبارة، فصيح التعبير. فهو يلخص تجربة إنسانية عميقة، ضمنية وملخصة في كلماتها، ناتجة عن حادثة أو قصة قيل فيها المثل، ويستخدم في حوادث مشابهة لها. فهو فن أدبي نثري ذو أبعاد دلالية ومعنوية. متعددة، منتشرة على الألسنة، لها مورد ولها مضرب.

أسباب انتشار الأمثال وشعبيتها بين الناس:

ومن أهم الأسباب خفة التعبير وحسنه، وعمق ما فيه من حكمة لاستخلاص العبر، ونجاحه في الغرض المقصود منه، والحاجة إليه، وصدق تمثيله للحياة العامة وأخلاق الشعوب. . ومن خصائص المثل: أربعة أشياء توجد في المثل لا توجد في غيره من الكلمات: “إيجاز اللفظ، ودقة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكتابة، بالإضافة إلى قوة التعبير والأثر، فإنها نهاية البلاغة». تنشأ الأمثال في الغالب من قصة، لكن الفوارق الزمنية التي تمتد لعدة قرون بين ظهور الأمثال ومحاولة تفسيرها، دفعت الناس إلى الحفاظ على المثل لجمال إيقاعه، وخفة كلماته، وسهولة نطقه. الحفظ.

لقد تركوا القصص التي أدت إلى ضربها. وفي أغلب الأحيان تهيمن روح الأسطورة على الأمثال التي ترد في قصص الجاهلية، مثل الأمثال المذكورة في قصة الزباء، ومنها:

«لا يُطاع في من قصر أمره، وفي أمر قصر أنفه» – «هو في يدي لا في يد عمرو». وكذلك هناك أمثال وردت في قصة انتقام امرؤ القيس لأبيه، منها: «لقد ضيعني صغيراً، لكن انتقامه حملني عظمة» – «لا سهر اليوم ولا سكران» غدًا” – “اليوم النبيذ وغدًا يهم.” ولعل المحققين يستطيعون أن يجتهدوا في إعادة بعض هذه الأمثال إلى أصحابها ومبدعيها، إذ أن هناك عددا كبيرا من حكماء العرب الذين اشتهروا ببدعتهم وإبداعهم للأمثال، بما في ذلك عمقها وإيجازها وسلاستها. يقول الجاحظ: «ومن الخطباء وكبار الحكام أكثم بن صيفي، وربيعة بن حار، وحرام». بن قطيعة، وعامر بن الدرب، ولبيد بن ربيعة. وأحكمهم أكثم بن صيفي التميمي. وتتناقل على لسانه أقوال وأمثال كثيرة، وهي تتبع هذا النمط: “يا رب عجلة تذري القش” – “استر الليل فإن الليل يختبئ للويل”. أحدهما يفشل حتماً.” «لا جماعة للمختلفين» – «كل امرئ على أخيه سلطان حتى يأخذ السلاح، وكفى بالعزة واعظا» – «أسرع العقوبة عقوبة البغي». إلا أن الأمثال العربية لم تكن تتمتع بهذه الدرجة من الرقي والانضباط الأسلوبي، كتلك التي جاء بها أكثم. بل إن العديد من الأمثال الجاهلية تخلو من الصنعة التصويرية. وهذا من طبيعة الأمثال، فهي تأتي على الألسنة بشكل عفوي، وتأتي على ألسنة العوام، وليس أهل الأدب. والغريب أن بعضها يخرج عن القواعد الصرفية والنحوية دون خلل، مثل:
أعطِ القوس باريها (بوضع الياء في باريها، والأصل الفتح).

الأمثال القديمة تتحول إلى أمثال شعبية

وتفرعت اللغة العربية الفصحى، خاصة بعد الفتوحات في البلاد العربية، إلى السنة العامية، كل حسب منطقته، وانتشرت في مختلف البلاد العربية، وحلت محل العربية الفصحى في التواصل الشعبي. وامتدت ظاهرة “الأمثال” إلى اللهجات المحكية، فلدينا الأمثال الحجازية، والأمثال الشامية، والأمثال العراقية، والأمثال المصرية… وقد ألفت العديد من الكتب عن الأمثال الشعبية المنتشرة في مختلف الدول العربية والإسلامية.

الأمثال الشعبية العامية هي أيضًا نتيجة تجربة اجتماعية أو تجربة إنسانية، ولذلك ستجد في الكثير منها ثراء في المضمون، وإيجازًا في التعبير، وفي بعض الأحيان لا تخلو من الحس النقدي، أو اللغة الساخرة والكوميدية.

ولما كان للأمثال بأنواعها تأثير كبير على المستوى الثقافي والاجتماعي والتعليمي، وامتلاك قدر من القوة الإقناعية، كان لا بد من دراستها، للتعرف على مدى توافق محتواها الفكري مع المضامين الإسلامية الأصيلة، أو مدى مساهمتها في تنمية الفكر والروح، أو تحفيزها… ودفع الإنسان نحو فعل الخير والتعاون. إن أي انحراف فكري أو مذهبي يتضمنه الأمثال سيساهم في تشويه المفاهيم الدينية الأصيلة، وينعكس سلباً على حياة الفرد. وسلوكه، وما يهمنا من الدرس هنا هي الأمثال الشائعة المتداولة بين الناس ولها حضور وتأثير في حياتهم. أما الأمثال العربية القديمة فلا نجد ضرورة للبحث فيها وتقييمها إلا إذا تم بحثها من زاوية تاريخية بحتة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً