ما هي الأشهر الحرم ولماذا سميت بهذا الاسم، ومعلومات عن الأشهر الحرم في هذه السطور التالية.
المدينة المحرمة
في التراث العربي الجاهلي وفي التراث الإسلامي تسمى الأشهر الحرم أربعة أشهر من التقويم العربي وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وهي الأشهر الحرم، وفي هذه الأشهر الحرم يتم القتال. حرام – إلا رد العدوان – وتضاعف فيهم الحسنات كما تضاعف السيئات. وذهب الشافعي وكثير من أهل العلم إلى أن دية الميت تكثر في الأشهر الحرم. وكان هدف هذا التقليد عندهم هو تمكين الحجاج والتجار والراغبين في الشراء من الوصول إلى دور العبادة والأسواق بأمان والعودة سالمين.
ما هي الأشهر الحرم؟
والأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم: «إن الزمان قد عاد كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض. السنة اثنا عشر شهرا.” “فيها أربعة حرم، ثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو القعدة الحجة، والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان”.
وقال: رجب شهر مضر، الذي بين جمادى وشعبان، وذلك لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكان مضر يحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال صلى الله عليه وسلم: «والذي بين جمادى وشعبان» تأكيدًا وبيانًا لصحة ما اتبعه مضر.
وأما ما قيل من مضاعفة الأجر والعقاب في هذه الأشهر فقد أقره بعض العلماء مستندا إلى قوله تعالى: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الناس” السماوات والأرض منهم. «أربعة حرمات الدين الحنيف فلا تظلموا فيهن أنفسكم». سورة التوبة : 36.
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: “”فلا تظلموا فيهن أنفسكم”” أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها أشد وأشد إثما من غيرها، كما تكثر الفسق في البلد الحرام، بحسب قوله”” قوله تعالى: “ومن يكفر فيها بظلم فقد ظلم”. ولنذقنه من العذاب الأليم». الحج: 25. في الأشهر الحرم تكثر الذنوب، ولهذا تشتد الدية عند المذهب الشافعي وجماعة كبيرة من أهل العلم، وكذلك من يقتل. في الشهر الحرام أو يقتل ذو محرم. ثم نقل عن قتادة قوله: الظلم في الأشهر الحرم أعظم إثما وأثقل من الظلم في غيرها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء.
قال القرطبي: «لا تظلموا أنفسكم بارتكاب المعاصي، فإن الله سبحانه إذا عظم الشيء في وجه واحد صار حرمة، وإذا عظمه في اثنين أو أكثر صار حرمة في وجوه متعددة». . وفيه مضاعفة عقوبة السيئة كما يضاعف الأجر بالحسنة. فمن أطاع ثواب الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في الأرض. حرام، ومن أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، لم يكن أجره كأجر من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال. وقد أشار الله إلى ذلك بقوله: «يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف له العذاب ضعفين». ضعفين، وكان ذلك على الله يسيرا». الأحزاب/30.
سبب تسمية الأشهر الحرم
وذكر بعض المفسرين أن هذه الأشهر سميت حرماً لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها. وأما القتال في الأشهر الحرم فهو على وجهين:
والقتال دفاعاً عن المسلمين، وهذا جائز باتفاق أهل العلم، وقد روى هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم.
والقتال هو الهجوم، وقد اتفق جمهور العلماء على جوازه، سواء بدأ فيه أو قبله. قالوا: والنهي عن القتال في الأشهر الحرم منسوخ بقول الله تعالى: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) التوبة/5، وبغزوة النبي صلى الله عليه وسلم للطائف في الأشهر الحرم.
كما ذهب بعض العلماء إلى تحريم القتال العدواني في الأشهر الحرم إلا إذا بدأ قبلها، وعللوا غزوة النبي للطائف على هذا الأساس.
الحكمة من تحريم الأشهر الحرم
وكانت الأشهر الحرم تعظم في زمن سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. واستمر العرب من بعدهم على هذا التحريم، ثم نسخ فيما بعد. قال صاحب التفسير المنير: «حرم القتال في هذه الأشهر الأربعة على يد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، واستمرت عليه العرب، ثم نسخ تحريمهم».
وأما الحكمة من النهي عن القتال فيه فقد ذكرها ابن كثير في تفسيره حيث قال: “وكانت الأشهر الحرم أربعة فقط: ثلاثة متوالية، وواحد في واحد، في مناسك الحج”. والعمرة، فحرم شهر قبل شهر الحج، وهو ذو القعدة، لتركهم القتال فيه. فحرم شهر ذي الحجة لأنهم يحجون فيه ويشتغلون بالمناسك، وحرم بعده شهرا آخر وهو المحرم. حتى يتمكنوا من العودة إلى أقصى بلادهم آمنين، ويكون رجب محرماً في وسط العام لزيارة البيت والعمرة لمن يأتيه من أقصى جزيرة العرب، يزورونها ثم يعودون إلى وطنهم بالسلامة”.
معاني الأشهر الحرم
وأسماء الأشهر لها معاني وثيقة الصلة بالأفعال التي كانت تتم فيها، ومنها الأشهر الحرم، ومعانيها:
ذو القعدة: كان اسمه ذو القعدة؛ لأن العرب يمتنعون عن القتال في هذا الشهر، فهو من الأشهر الحرم.
ذو الحجة: لأن العرب كانوا يحجون في هذا الشهر.
المحرم: سمي بالمحرم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحرمون القتال فيه.
رجب: سمي برجب لأن العرب كانوا يتركون القتال فيه، ومعنى رجب ما كان عظيماً أو ذا هيبة عظيمة.
خصائص الأشهر الحرم
تتميز الأشهر الحرم بخصائص تميزها عن باقي أشهر السنة، منها:
ويحرم القتال فيها لقوله تعالى: “يسألونك عن الشهر الحرام. القتال خلالها. قل القتال فيه عظيم». البقرة/٢١٧. وذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الحكم منسوخ، وأنه يجوز القتال فيها.
والظلم فيهم محرم، ويشير إليه قوله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) التوبة/36.
وفي هذه الأشهر فضائل وعبادات لا توجد في غيرها، ومنها:
الحج. ويقع ركن الحج كاملاً في شهر ذي الحجة.
الليالي العشر التي أقسم الله بها، وتسمى بالعاشر من ذي الحجة.
يوم عرفة هو أفضل الأيام العشرة، ويجوز لغير الحاج أن يصومه