ما هي التصوف، وما هو مفهومها الحقيقي، وما بداية نشأتها، وكيف ظهرت الصوفية، كل ذلك من خلال السطور التالية.
الصوفية
التصوف أو التصوف هو مذهب إسلامي. هو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته ومعرفته، من خلال الاجتهاد في العبادات، واجتناب المحرمات، وتربية النفس، وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتزيينه. بالأخلاق الحميدة. ويقولون إن هذا المنهج يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد في أي نص. وهو علم كعلم الفقه، له مذاهبه ومذاهبه وعلماؤه وأئمته الذين بنوا أركانه وأسسه – كغيره من العلوم – جيلا بعد جيل حتى جعلوا منه علما أسموه علم التصوف والعلم. علم التطهير. وعلم الأخلاق، فألفوا كتبا كثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده. ومن أشهر هذه الكتب: الحكمة الإلهية لابن عطاء الله الإسكندري، قواعد التصوف للشيخ أحمد زروق، إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، الرسالة القشرية للإمام الأعظم. القشيري، جامع الكلام، محمد ماضي أبو العزائم وآخرون.
انتشرت الحركة الصوفية في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري على شكل ميول فردية تدعو إلى الزهد والعبادة الشديدة، ثم تطورت هذه الميول بعد ذلك حتى أصبحت طرقا مختلفة متميزة تعرف بالطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي حافل بعلماء المسلمين الذين انتسبوا إلى الصوفية، مثل محيي الدين بن عربي، وشمس التبريزي، وجلال الدين الرومي، والنووي، والغزالي، والعز بن عبد العلي. سلام، وكذلك زعماء مثل صلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح، والأمير عبد القادر، وعمر المختار، وعز. الدين القسام.
ونتيجة لدخول الأميين والجهلاء على نطاق واسع في طرق الصوفية وما نتج عنه من ممارسات خاطئة، تعرضت في بداية القرن الماضي للهجوم كممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات. ثم، في منتصف القرن الماضي، بدأ الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام.
أصل الصوفية
ويقال إن البذرة الأساسية التي نشأ منها مفهوم التصوف كانت منذ فجر الإنسانية جزءاً ثقافياً فطرياً متأصلاً في كل نفس. ولا يمكنك أن تقول إن أحداً خلق بدونها. وانتشرت أكثر فأكثر مع مرور الزمن، وكأن العالم بدأ يكتشفها من جديد. ويقال أنها بدأت منذ عصر الزرادشتيين وحاتم الذين اختارهم الله من بين سائر الخلق واختارهم ليكونوا على قدر ملح الأرض، الذين لم يترددوا في تلبية دعوة سادتنا إبراهيم، موسى وعيسى ومحمد. والذين كانوا من الصوفية لم يكونوا أتباعا للدين فحسب، بل كانوا يبحثون عن القيم السماوية من داخل نفوسهم. قبل مجيء سيدنا محمد كانوا يطلق عليهم اسم إخوان الصفاء، إخوان الصفاء، ولكن بعد مجيء سيدنا محمد أطلق عليهم اسم أصحاب الصفاء، فرسان الصفاء، وأطلق الناس عليهم عدة أسماء مثل ك(الزرادشتيين والمسيحيين). واليهود والصوفية الإسلام) وبعد ذلك سماهم كل دين كما يشاء.
أشهر الصوفية في الإسلام
اتبع العديد من مشاهير الشعراء والمغنين والراقصين في العصر الإسلامي المذهب الصوفي، ومن أشهر الشعراء القاضي والمتكلم السيد جلال الدين محمد الرومي، وهو من بلاد فارس، وعرف بلقب الرومي بين فترات 1207-1273. وكان الرومي يؤمن من كل قلبه أن الموسيقى والشعر والرقص يقود الناس إلى عبادة الله، وهذه التعاليم أدت إلى ترسيخ مفاهيم حركة الدراويش.
المصادر الصوفية:
أولاً: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مستيقظاً بعد وفاته:
ويتلقون منه الأحاديث والأحكام والأحداث المستقبلية، مثل قول محدثهم: “إنها إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه الكريم على شيخنا في اليقظة”. وليس نائما.” الله يحاسبهم .
ويقول الله تعالى: (إنك ميت وهم ميتون {30}) الزمر.. هل يبعث الموتى قبل يوم القيامة..؟؟
ثانياً: لقاء الخضر عليه السلام:
ويزعم الصوفية أن الخضر عليه السلام حي ومعفى، وأنه من الأولياء، وأنه يفسر لهم القرآن الكريم بطريقة خاصة غير ما ورد في التفاسير الصحيحة. ويروي لهم أيضًا الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: الإلهام:
وهو ما يحدث في القلب… ويسمونه “العلم الدنيوي”. ويتفاخر الصوفية قائلين إنكم -أي أهل السنة- تأخذون علمكم الميت من الميت، ونحن نأخذ علمنا من الحي الذي لا يموت.
رابعاً: الفيزياء:
ويزعمون أن شيخ الصوفية يعرف ما في ضمائر المريدين، ويذكرون على سبيل الدجل والشعوذة أنه في أحد الأيام كان أحد التلاميذ، التلاميذ، واقفاً على رأس شيخه، ففكر التلميذ امرأة فرفع الشيخ رأسه وقال: ألا تستحيين؟ أي أنه كان يعلم ما في نفسه.
قال الله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إنما أنا نذير ومبشر) وبشير قوم يؤمنون).
مصادر التلقي عند الصوفية
– الكشف: يعتمد الصوفية على الكشف كمصدر موثوق للعلم والمعرفة، بل لتحقيق هدف عبادتهم. ويدخل في الكشف الصوفي عدة أمور، منها:
1- النبي صلى الله عليه وسلم: ويقصدون بذلك الأخذ منه في اليقظة أو النوم.
2- الخضر عليه السلام: تعددت قصص لقائه وأخذ عنه الأحكام الشرعية والعلم الديني، والأقوال والأذكار والفضائل.
3- الإلهام: سواء كان من الله تعالى مباشرة، ومعه يضعون منزلة الصوفية فوق منزلة النبي، حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم من الله تعالى مباشرة.
4- الفراسة: وتهتم بمعرفة أفكار النفوس وأحاديثها.
5- الهواتف: من سماع الكلام من الله عز وجل، أو من الملائكة، أو صالح الجن، أو من أحد الأولياء، أو الخضر، أو الشيطان، سواء في النوم أو اليقظة أو ما بينهما، وذلك عن طريق وسيلة الأذن.
6- الأسفار والأسفار: ويقصد بها صعود نفس الولي إلى العالم العلوي، وجولاتها هناك، والخروج منه بمختلف العلوم والأسرار.
7- الإيحاء الحسي: بكشف حقائق الوجود برفع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر.
8- الرؤى والأحلام: تعتبر من أوثق المصادر، إذ يزعمون أنهم يتلقونها من الله عز وجل، أو من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أحد مشايخهم لمعرفة الشرع. الأحكام.
– التلقي من الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم ومن المشايخ المدفونين.
الفكر الصوفي
وعلى الرغم من اعتماد الكتب الصوفية بشكل مباشر وصريح على المبادئ الشرعية لأهل السنة، كالقرآن والسنة، في دعم أفكارهم، فإن الباحثين في بنية الفكر الصوفي يلاحظون دائما تشابها بين الفكر الصوفي والفكر الشيعي، و وكثيراً ما يلجؤون إلى المقارنة بين الإمام الشيعي والقديس الصوفي… فتابع الصوفية يرث. والعلم بالأنبياء وهو الذي يملك الحق كالإمام الشيعي. حتى أن بعض الكتب الصوفية تمنح الأولياء عصمة مماثلة لعصمة أئمة الشيعة، لكن هذا التشابه ليس مستغربا عندما نعلم أن هذه الأفكار تأتي أساسا من مصدر واحد، يتمثل في الألغاز الباطنية الغنوصية، أو ما يعرف بالهرمسية، ويكتمل بناء هذه الأفكار الغنوصية عند الصوفية بشكل ملفت للنظر في كتب محيي الدين ابن عربي الذي يتحدث في كتبه عن العوالم السبعة التي شبهها البعض نظرية المجالات أو العقول السبعة للإخوان المسلمين. الصفا الإسماعيلية.
وهذا الأمر أيضاً هو ما يدفع بعض الباحثين إلى اعتبار الصوفية المنافس السني للشيعة على الأفكار الغنوصية، وهذا ما يفسر العداء في البداية بين الصوفية والشيعة. كما تنافس الصوفية الشيعة في الانتساب إلى أهل البيت وتعظيمهم، والإعجاب الكبير بعلي وبنيه.
العبادات والأوامر الصوفية
بشكل عام، تعتمد الصوفية على مجموعة ممارسات تقوم على نبذ الدنيا والعمل والتفرغ الكامل للطاعة والعبادة، بالإضافة إلى مجموعة من الشعائر والأدعية التي يتوارثها الصوفية من شيخ إلى آخر. إتباع الشيخ أمر أساسي في الفكر الصوفي (من ليس له شيخ فالشيطان شيخه).
ومن أهم الطرق الصوفية:
– الطريقة النقشبندية المنسوبة إلى بهاء الدين النقشبند
– الطريقة الجعفرية تنسب إلى الشيخ صالح الجعفري الحسيني شيخ الأزهر الشريف.
– طريقة الرفاعي : وهي منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي .
– الطريقة القادرية : تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني .
– الطريقة الشاذلية : تنسب إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي .
– الطريقة التيجانية :
– الطريقة الأحمدية، وتعرف أيضًا بالطريقة البدوية، نسبة إلى السيد أحمد البدوي الحسني، المدفون في طنطا.