ما الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن والسنة هو السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين، وهنا في هذا المقال نقدم إجابة سؤال المقال بالإضافة إلى تعريف الأمثال في القرآن وأنواع الأمثال في القرآن الكريم.
ما الحكمة من ضرب الأمثال في الكتاب والسنة؟
- جلب الغامض إلى الظاهر: ولما من فوائد الأمثال؛ وقد عبر الله تعالى عن شكره لنا بقوله: “وضربنا لكم الأمثال” [إبراهيم: 45]وفي قول الله تعالى: “وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون”. [العنكبوت: 43]وسمي مثلاً: لأنه موجود دائماً في ذهن الإنسان؛ أي: إنسان يعيه، ويستلهم منه، ويتعلم منه.
- الثاني: أن المثل يأتي بمعنى الصفة. كما قال الله تعالى: “ولله المثل الأعلى”. [النحل: 60]ويقول تعالى: «مثل الجنة التي وعد المتقون؛ تجري من تحتها الأنهار. طعامه إلى الأبد، وظله نهاية خائفيه». وبعد الكافرين النار . [الرعد: 35]ويقول الله تعالى: “ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل”.
- الثالث: تشبيه المعنوي الخفي بالحسي، والغائب بالشاهد. مثل تشبيه الإيمان بالنور، والكفر بالظلمة، والكلمة الطيبة بالشجرة.
- رابعاً: يستخدم المثل لتوضيح الحال؛ كما يقول الله تعالى: “مثلهم كالذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون”. ﴾
- خامساً: يستعمل المثل مثلاً لمعجزة، أو أمر عجيب، أو تحدي (المثل: قدوة، أو نوع من النوع، أو فعل، أو سنة من الله عز وجل).
أنواع الأمثال في القرآن الكريم
هناك ثلاثة أنواع من الأمثال في القرآن:
1- الأمثال الصريحة.
2- والأمثال الخفية.
3- والأمثال المرسلة.
النوع الأول: الأمثال الصريحة: وهي التي ورد فيها لفظ المثل، أو ما دل على التشبيه. وهي كثيرة في القرآن، منها ما يلي:
أ- قوله تعالى في حق المنافقين: “مثلهم كالذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون”. صم بكم وعميان فلا يرجعون، أو كالمطر من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق.
النوع الثاني من الأمثال: الأمثال الخفية – وهي تلك التي لم يرد فيها لفظ التمثيل صراحة، ولكنها تدل على معاني رائعة باختصار. ولهم أثر إذا انتقلوا إلى ما يشبههم، ويمثلون هذا النوع بأمثلة منها:
1- ما معنى قولهم: (خير الأمور أوسطها):
أ- قول الله تعالى في سورة البقرة: {لا يعجز من ذلك كبير ولا بكر}.
ب- قول الله تعالى في الإنفاق: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك استقرار}.
النوع الثالث: الأمثال المنقولة في القرآن: وهي الجمل المنقولة بالنقل دون ذكر التشبيه. وهي أبيات تتدفق مثل الأمثال.
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
1- {الآن قُضِيَ الْحَقُّ}.
2- {ما من دون الله كاشفاً}.
3- {قد قضي في الأمر الذي استفتيتم فيه}.
فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم
- أولاً: إبراز الأمور المعقولة في مشاهد محسوسة يراها الناس أو يلمسونها، فتتقبلها عقولهم، لأن المعاني المعقولة صعبة ويصعب استقرارها في العقل -عند كثيرين- إلا إذا صيغت في صورة حسية يسهل فهمها.
ويمكن الاستشهاد بهذا مثالاً لما أخبر الله تعالى به من حال الذي ينفق نفاقاً، فإنه لا يحصل من إنفاقه أي أجر، وذلك في قوله تعالى: كمثل الذي ينفق ماله لرياء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله مثل مثل. حجرٌ ترابٌ، فأصابه المطر، فتركه جرداءً. ولم يستطيعوا أن ينالوا شيئا مما كسبوا. - ثانياً: الأمثال تكشف الحقائق، وتقدم الغائب في سياق المشاهد، وذلك أبلغ أثراً في النفس من حيث تأثيره. ويشهد لذلك ما جاء في تمثيل حال آكل الربا يوم القيامة مع قبح حاله: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يرميه الشيطان. من اللمس.
- ثالثاً: أنه يعبر عن جانب من الإعجاز القرآني، لأنه يلخص المعاني الرائعة في عبارات بسيطة، وأوضح دليل على ذلك الأمثال الكامنة والأمثال المنقولة المذكورة أعلاه، وقد ذكرنا الكثير من أدلتها.
- رابعاً: تشجيع النائب، حيث يكون الشخص الذي يمثله أمراً تشتهيه النفوس، ويساعد المكلف على الطاعة، ويرغب فيه له. ويشهد على ذلك ما ضربه الله تعالى من مثل حال من ينفق في سبيل الله والأجر الذي يعود عليه من مضاعفة أجر عمله كثيرا، وذلك في قوله: الله تعالى: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
- الخامس: النفور من الفاعل، فإن تمثيل الممثل فيه مما تكرهه النفوس، وذلك يساعد المسؤول على تجنبه عندما يظهر قبحه وبشاعته وسوء عاقبته. ويشهد لذلك ما ضربه الله تعالى من مثل لحالة الغيبة في تحريم الغيبة، وذلك في قوله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا أتحبون أحدكم أن يأكل لحم أحد منكم) أخاه الميت فكرهتموه واتقوا الله إن الله غفور رحيم).
تعريف المثل في القرآن
المثل – بكسرى الميم – والمثل – بفتح الميم – والمثل: مثل المثل، والمثل، والمثل في اللفظ والمعنى، والجمع: الأمثال.
المثل – بفتح الميم والث: الحديث، وقد مثل به، وقلده، وقلده، وقلده، ويجوز التعبير عنه بتشبيه أو تشبيه. وصف الشيء؛ مثل قوله – تعالى -: ﴿ مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار طعامها دائم وظلها عقبى المتقين. وبعد الكافرين النار .
ويجوز استخدام “المثل” على أنه عبارة مشابهة لشيء آخر بمعنى ما. أي: معنى كان، وهو أعم الألفاظ المستخدمة للتشبيه. وذلك لأن “المتساوي” لا يقال إلا فيما هو مشترك معه في الذات، و”مساوي” يقال فيما لا يشاركه إلا في الكمية، و”المثل” عام في ذلك كله؛ ولهذا لما أراد الله أن ينفي التشبيه من كل وجه، خصه بالذكر. وقال الله تعالى: ” فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يقسمه لكم فيها ” لا يوجد شيء مثل ذلك. وهو السميع البصير.
“المثل” مأخوذ من كلمة “مثلا” وهو قول شائع يقارن حال الثاني بالأول، وأصله التشبيه، فقولهم: “مثل أمامه”. ” فإن كان منصوباً، وحقيقة «المثل» أنه جعل كالعلم يشبه حال الأول؛ كما قال كعب بن زهير:
وكانت تعيينات العرقوب مثالا على ذلك.
وما وعودها إلا أباطيل.
يقول ابن السكيت: «المثل كلمة تختلف عن الكلمة التي تضاعف لها، ومعنىها يوافق معنى تلك الكلمة. لقد شبهوه بمثال يعمل عليه الآخرون.
ويرى العلماء أنه “لا بد من وجود أربعة أشياء في المثل لا توجد في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، ودقة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكتابة، فهي نهاية البلاغة”.
الأمثال في القرآن
وعادة ما يستخدم العرب الأمثال لأنها أكثر بلاغة في إيصال المطلوب إلى السامع. ومن العرب الذين دونوا هذه الأمثال الزمخشري. الأمثال: جمع الأمثال، والأمثال، والأمثال: كالتشبيه، والتشابه، والتشابه في اللفظ والمعنى. فلما جاء القرآن تحدى العرب – الذين كانوا بالفعل أرباب البلاغة – ببلاغته الخاصة، لا سيما في ضرب الأمثال – موضوع الدراسة -، وفي الواقع؛ للأمثال القرآنية بلاغة خاصة وذوق جميل لا يشعر به إلا من يعرف أسرار اللغة العربية.