ما يجمع الأمثال والحكم، وما أهمية الأمثال والحكم في مجتمعنا، سنتعرف على كل ذلك في هذا المقال.
تعريف المثل
المثل هو قول قديم عن تجربة الشعوب و مأخوذ من السلف.
وهي حادثة يقال فيها قول نتيجة تكرار حدوثه مع الأفراد. إنها قصة مصورة في بضع كلمات بمفردات سهلة الفهم يفهم معناها كل من يسمعها.
الأمثال نسيج ثقافي رائع ودقيق للغاية يمنح الإنسان في النهاية دستورًا، وكل إنسان يتمنى أن يقلد الأمثال
خدمة الآخرين، وتقوية أواصر المجتمع، وبناء المحبة والتسامح والمساعدة ونكران الذات في فعل الخير. وله أشكال عديدة ومواقف مماثلة. ويتميز بأربعة أشياء يجتمع فيها دون غيره من الكلام، وهي: إيجاز اللفظ – دقة المعنى – حسن التشبيه – جودة الكتابة.
تعريف الحكمة
هذه عبارات تمثل خلاصة تجربة الحياة. ولم يخصص لها قصائد بل كانت متناثرة خلال الشعر بسبب عفويتها.
إن الحكمة في شكلها الحالي هي نتيجة الخبرة والمعرفة ولها محتوى أعمق وتنبع من فلسفة ورؤية ثاقبة للأشياء. يتحدث بها عالم أو عالم أو متكلم، وكلماتها ولغتها مستمدة من الدراسة والمعرفة والبحث.
وكل فلسفة تخضع للتحليل في التطبيق، كما هي في كل الأحوال فراسة.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: اتقوا بصيرة المؤمن فإنه يرى بعين الله. وبعبارة أخرى، الحكمة هي حدث ينبع من صميم المجتمع وليست نتاج ساعة.
خصائص الأمثال والحكمة
وملاحظة الباحث هي أن النصوص تتميز بوجودها في المجتمع اللغوي، وتفاعلها مع بعضها البعض، وحدوث ذلك على نحو يشبه الاتفاق، مما يثير الاهتمام بهذه النصوص.
الأمثال تنتمي إلى الفن كما تنتمي إلى لغة الكلام اليومي، وهي موجودة في الفن الشعري والنثر الأدبي، مع بقائها عنصرا من مكونات الخطاب اليومي. وكل ذلك يلفت الانتباه، ويتطلب دراسة هذا النوع من الفن اللغوي وعلاقته بالمجتمع واللغة، وخصائصه التي تميزه عن الأداء. اللغة العادية، بحضورها الدائم.
ومن طبيعة النصوص أن تكرارها يزيل بعض جدتها، إلا الأمثال التي لا تفقد جدتها.
إن وجود هذا النوع من الأداء اللغوي في الكلام اليومي، وفي النثر الفني، وفي الشعر يعني وجوده في العملية اللغوية بشكل عام، وهذا يجعل دراسته (دراسة فنية أو غير فنية) دراسة لفن اللغة. على العموم.
وقد أدرك الباحث أن هذا الموضوع لم يحظ بالدراسة الواجبة.
– توضيح الخصائص الفنية والجمالية للأمثال والأمثال.
الكشف عن عناصر البقاء الفني لهذه الجمل.
ويجب أن تكون هذه الدراسة دراسة عامة ولا تقتصر على فن الأمثال فقط. بل يمكن استخدامه لتحليل النصوص الأدبية بشكل عام.
دراسة النصوص وفق الرؤى الحديثة، دون إنكار القديمة؛ بل الاستفادة من المناهج والأساليب الحديثة.
الفرق بين المثل والحكمة
الأمثال تنشأ من تجارب الناس ومعاملتهم، فهي تجلب الغموض والمعنى، مثل الحكمة. إلا أن المثل يستخدم تشبيهاً وتمثيلاً، على عكس الحكمة التي تعتبر أيضاً عبارة مختصرة مستخرجة من التجربة الإنسانية في شكل خاص، ولكنها تميل دائماً إلى الصراحة الحقيقية ولا يقصد استخدامها معها. تشبيه.
ما الذي يجمع بين المثل والحكمة؟
ورغم ارتباط كلمة (مثل) بكلمة أخرى تعبر عن فكرة مشابهة وهي (الحكمة)، إلا أن الحكمة تجمع كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد والإدارة والأقوال الشائعة والتعبيرات النادرة. وهو تعبير عن تجارب الحياة – أو بعضها – بشكل مباشر بشكل تجريدي.
المثل الشائع فيه تلك الجوانب السامية التي هي أروع بلاغة، ويوافقه ما قاله أبو إسحاق النظام: “أربعة أشياء تجمع في المثل لا توجد في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، ودقة الكلام”. من المعنى، وحسن التشبيه، ونوعية الاستعارة، فإنها نهاية البلاغة». .
ويقصد أبو عبيد بقوله “مجاز بلا بيان” أن الأمثال العربية القديمة تتميز بوضوح الفكرة والمهارة في تحديد المضمون دون إسهاب في العرض أو التكرار الذي يؤدي إلى العيوب والقصور. ويعتمدون على مرجع سريع يصحبه الإيجاز في اللفظ، والدقة في المعنى، والمهارة في القسمة، ولهذا كانت هذه الأسس ضرورية لأمثالهم، وبها تم الوصول إلى ذروة البيان.
ولذلك فإن المثل ليس حكمة، وإن اشتمل عليها، لكنه أحياناً يتجاوزها في عمق فكرته، فيعبر عن المقصود به، ويحمل في داخله تشبيهاً وصورة وتمثيلاً. أما الحكمة فهي عبارة عن تأمل وتبصر في شؤون الحياة، ومحاولة كشف أسرارها، وكثيراً ما يكون قائلها معروفاً في محيطه ويتمتع بقدر من البلاغة والمعرفة والفلسفة. وتتشابه الأمثال والحكم في الإيجاز والإيجاز وأحكام العبارة، إلا أن الحكمة قد تميل إلى الإطالة والإسهاب.
ويرى عفيف عبد الرحمن أن الأمثال لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل اللغويين. ولم يدرسوا الأمثال ويحللوها، بل اكتفوا بجمعها وكتابتها وشرحها. ويعود ذلك في رأيه إلى صعوبة تعريف المثل، لأنه يختلط بالحكمة والأمثال أو الأقوال الشائعة. ويصنف الأمثال إلى: الأمثال العربية القديمة، والأمثال التوليدية، والأمثال الشعبية المعاصرة.