وفي هذا الموضوع إليكم مفهوم الغزوات وما هو الهدف من الغزوات وما هي أهم أسبابها، كل ذلك في هذه السطور التالية.
تعريف الغزو
الذهاب إلى قتال العدو في وطنه ومحاربته. وكلمة غزوة مشتقة من غزوة، وجمعها غزوات.
وقد عرفت في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسميت بفتوحات العصر النبوي.
المكان الذي تتم فيه الغزوة يسمى المغازة. بدأت الغزوات في القرن السابع الميلادي مع ظهور الإسلام.
وكانت أهداف الغزوات دينية: الجهاد في سبيل الله وقتال الكفار.
الدفاع عن أعراض المسلمين وأرواحهم ورفع الظلم عنهم.
وإعلاء كلمة الإسلام قال الله تعالى { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير }
عدد فتوحات الرسول صلى الله عليه وسلم
مجموع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وجنوده يقارب المئة أو يزيد، وأما الغزوات التي قاتل فيها شخصياً فهي تسع.
أسماء بعض الغزوات المذكورة في القرآن الكريم
– غزوة بدر الكبرى: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم مسلمون فاتقوا الله لعلكم تشكرون).
– غزوة الخندق: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسلما).
– غزوة حنين: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أذهلتكم كثرةكم لم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما وسعتها ثم توليتم إنهم مدبرون.
– غزوة بني قينقاع: (قل للذين كفروا ستُغلبون وتُحشرون في جهنم وبئس المهاد، لقد كان لكم آية في فئتين التقيتا، فئة يقاتلون في الطريق) لله وآخر كافر يرونهم مثل رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب).
-غزوة خيبر: (ويأخذون مغانم كثيرة وكان الله عزيزا حكيما).
أهم أهداف الغزوات والبعثات النبوية:
فيسعى الذين يزعجهم النور إلى إطفائه، ويتعرضون في كل مكان لدعوة القرآن. وإذا تمكنوا من القبض على أي مسلم، كانوا يقتلونه بسرعة. وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه حمل شعلة الدعوة وإزالة كل العوائق عن طريقها. فأعد هذه الشركات وأرسلها إلى كافة الأطراف، وكان عدد أعضائها لا يقل عن عشرة ويتجاوز المائتين، وكان غرض هذه الشركات الوصول إلى بعض الأهداف المحددة، بعد تقصي الأخبار، وجمع المعلومات، والتحقق من المعلومات. وإبلاغه إلى رسول الله. صلى الله عليه وسلم، ومن أهم هذه الأهداف ما يلي:
1- إعلام الجميع بوجود الكيان الإسلامي: أي إشعار الجميع بوجود الإسلام ووجوده في المدينة، وذلك مع أن المشركين أخرجوا المسلمين من ديارهم بمكة، وأخذوا أموالهم، وعذبوهم فلم يستطيعوا أن يطفئوا نور الإسلام عملاً بسنة الله الخالدة: “”يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله يتمم نوره ولو كره الكافرون””” الصف: 8).
فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لهم أن ظلمة الجاهلية الأولى في تلك الصحراء المقفرة المظلمة لن تستطيع أن تطفئ نور الله.
2- بيان أن الهيمنة للحق: يريد أن يثبت أن الحكم ليس لكفار قريش وحدهم، الذين اغتصبوا حقوق الإنسانية واستغلوها واستعبدوها. بل لممثلي الحق نصيب في الحكم ونصيب، وسيأتي يوم تخضع فيه السلطة بكل عتادها وأجهزتها للحق وتستسلم له، وحينها تكون الكلمة على فالأرض بيد الحق وحده، وهو وحده يحكم، والمسلمون يرثون الأرض، ويستخلفهم الله فيها. وقد تحقق ذلك في الفتح العظيم لمكة، وأسلمت جميع الأمم.
3- حماية الدعوة الإسلامية وضمان انتشارها: يقول المفكر الإسلامي الكبير “فتح الله كولن” – حفظه الله – في لؤلؤته الثمينة وجوهرته الثمينة “النور الخالد”: إذا منعنا شيء من حريتنا في نشر الحق، فالحقيقة والفضيلة والنزاهة، فإن الإسلام يسمح لنا بالحرب من أجل الحفاظ على تلك الحرية وتأمينها. يرجى الانتباه هنا. نحن لا نقول إن الحرب من أجل نشر الحقيقة والحقيقة. بل نقول إنه إذا منعت حرية نشر الحق والحقيقة فستعلن الحرب.
ولذلك فبفضل تلك السرايا التي كانت تصل وتتجول هنا وهناك، وبفضل فتوحات النبي صلى الله عليه وسلم، استطاع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ويحافظ على النظام والتنظيم بيده، ويرسل الدعاة والمخبرين والمرشدين إلى كل مكان، ويضمن تنقلهم بين المدن والقرى دون خوف أو فزع، ويخلق لهم أجواء هادئة بعد إزالة كل العوائق من طريق الدعوة. ، حتى يتمكنوا من تنفيذها مهمتهم الوعظية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في الغارات ويرسل السرايا بشكل مستمر إلى المناطق المحيطة بالمدينة لهذه الأهداف. وفي غضون أشهر قليلة تظهر هذه السرايا في أماكن بعيدة لا يسافرون إليها في ذلك الوقت إلا خلال شهر، أو يظهرون في معركة في مكة كأنهم أشباح أو ملائكة تظهر. ثم اختفت بسرعة، تاركة وراءها الرعب في صفوف العدو، الذي بدا وكأنه يُجر إلى معركة بدر وهو مشلول من الخوف.
4- إقامة الأمة، ونشر السلام في الأرض، والدفاع عن المظلومين: وكان السلب والنهب منتشراً في تلك الأيام في الصحراء. الحق للقوة، والضعيف والمظلوم ليس له الحق في الحياة. الشخص الذي يمتلك القوة يمكنه سحق الآخرين.
وانتشرت السرايا في كل مكان، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم قائدا لمجموعة من المغارز صلى الله عليه وسلم، مما منع أحدا من التعرض لماله وعرضه أو شرفه أو نفسه.