ما معنى الجيواستراتيجية ومفهومها العام، ومع توضيح الفرق بين الاستراتيجية والجيواستراتيجية نوضحه من خلال حيثيات المقال.
ما هو معنى الجيواستراتيجية ؟
إنه تكامل الاعتبارات الإستراتيجية مع عناصر الجغرافيا السياسية أو التوجه الجغرافي للسياسة الخارجية للدولة. إلا أن التعريف العلمي يشير إلى أن الجغرافيا الإستراتيجية هي العلم الذي يسعى إلى جمع وتحليل ودراسة وتفسير المعلومات الجغرافية الأساسية للدولة لاستخدامها في إعداد الخطط الإستراتيجية لإدارة الحرب.
تهدف الجغرافيا الاستراتيجية إلى: المساهمة في توضيح الأبعاد الجغرافية التي تدخل في إطار رسم السياسة الخارجية للدولة لتحديد نمط وتوجهات هذه السياسة، ووضع مفهوم متكامل للمصلحة الوطنية من منظور جغرافي استراتيجي يأخذ كل شيء مراعاة الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية وتحديد المواقع والمناطق الاستراتيجية في العالم وفق اعتبارات. الجغرافيا. وأخيراً رسم وتوضيح الإستراتيجية العامة للدولة في أوقات الصراعات والحروب.
معنى الاستراتيجية
_Strategy: (Strategeos) معناها الأصلي يوناني، وتعني فن قيادة وإدارة الجيش. لمصطلح الإستراتيجية أصول عسكرية، وتاريخيًا ارتبطت كلمة الإستراتيجية بفن الحرب وإدارتها. جميع تعريفات الإستراتيجية القديمة كانت تعتمد على منظور العمليات العسكرية، ومنها: كارفون كلاسويتز: (فن إعداد ورسم الخطط العامة للحرب). ويفيل: (هو فن وضع القوات في ساحة المعركة في المكان المطلوب). الجنرال البروسي مولتكه: (تدابير عملية مناسبة للوسائل الموضوعة تحت سيطرة القائد من أجل تحقيق هدف محدد). والجنرال أندريه بوفر: (فن استخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية). ونيكولا مكيافيلي في كتابه “فن الحرب” (أصبح مفهوم الإستراتيجية يعني الحرب لتحقيق مصالح الأمة). ليدل هارت: (هو فن توزيع واستخدام الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف سياسية).
_الاستراتيجية هرمية ومنهجية في مكوناتها وتفعيلها، ابتداء من الاستراتيجية الوطنية والاستراتيجيات الفرعية المتفرعة عنها مثل (الاستراتيجية السياسية، الاستراتيجية الاقتصادية، الاستراتيجية العسكرية، الاستراتيجية المعلوماتية، الاستراتيجية الأمنية، الاستراتيجية الصحية…إلخ). ). ولكل استراتيجية فرعية استراتيجية فرعية، مثل (الاستراتيجية الأمنية: تتفرع منها: استراتيجية الأمن الفكري، استراتيجية الأمن الإلكتروني، استراتيجية مكافحة الإرهاب ومكافحته، استراتيجية الأمن العام، الدفاع المدني). الاستراتيجية، استراتيجية أمن المرافق، استراتيجية الوعي الأمني…الخ).
ومن الشروط الأساسية لأي استراتيجية على أي مستوى: (الوضوح، والتكامل، والاتساق، والتوافق، والتزامن، والشمولية بين الأهداف والقطاعات المختلفة، فضلاً عن سهولة استنتاج طبيعة الطرق والوسائل والغايات).
الفرق بين الاستراتيجية والجيواستراتيجية
ترغب العديد من المؤسسات سواء في القطاع العام أو الخاص في وضع رؤى مستقبلية توضح الأهداف الإستراتيجية التي تسعى هذه المؤسسات إلى تحقيقها من خلال منتدى أو جمعية عمومية أو ندوة علمية أو ندوة أو محاضرة أو ورش عمل أو أوراق عمل. وتقوم هذه المؤسسات بتوظيف وتكرار مصطلح الإستراتيجية، وبعد النظر إلى مخرجات ذلك المنشط نجد أن أحداثه وتفاعلاته بعيدة كل البعد عن علم الإستراتيجية سواء من حيث المفهوم أو المعنى أو المسار أو الأهداف. وبعد القراءة المتأنية لبعض هذه المخرجات نجد أنها عبارة عن سلسلة من الأنشطة والفعاليات بعيدة كل البعد عن النموذج الاستراتيجي. بل إن بعضهم وصل إلى درجة افتقاره إلى مجموعة من الأفكار الاستراتيجية التي تؤدي في مجملها إلى صياغة مفهوم استراتيجي واضح. والبعض الآخر استخدم الجيوستراتيجية بدلاً من الإستراتيجية دون أن يعرف الفرق بينهما، مع العلم أن هناك اختلافات في المصطلح وتعريفه ومفهومه وإطاره وعناصره وتوظيفه، رغم العلاقة الوثيقة بينهما. وفي هذا السياق، نريد أن نفرق بين الاستراتيجية والجيواستراتيجية في بعض المسارات.
ما هي الجيواستراتيجية؟
_الجيواستراتيجية: هناك خلط بين كثير من الناس بين الجيواستراتيجية والاستراتيجية والجغرافيا السياسية والجغرافيا السياسية. كما أن تعريف الجيواستراتيجية في المراجع العربية قليل جدًا. وقد عرفها أمين: (بالتخطيط السياسي والاقتصادي والعسكري الذي يهتم بالبيئة الطبيعية، من حيث استخدامها في تحليل أو فهم المشكلات الاقتصادية أو السياسية ذات الطبيعة الدولية). وأضاف: (تدرس الجيواستراتيجية الموقع الاستراتيجي للدولة أو الوحدة السياسية سواء في الحرب أو السلم، وتتعامل معه من خلال تحليله إلى عناصره أو عوامله الجغرافية العشرة، وهي: الموقع، الحجم، الشكل، الاتصال بالبحر والحدود والعلاقة بالمحيطات والتضاريس والمناخ والموارد والسكان). أما عدنان فيقول: إن مصطلح الجيواستراتيجية يعني: (دراسة الموقع الاستراتيجي للدولة أو المنطقة الإقليمية، ومدى تأثير هذا الموقع على علاقات السلام والحرب).
المشاكل الجيوستراتيجية على الأرض
هناك العديد من المشاكل الجيوسياسية الخطيرة على أرض الواقع في دول الشرق الأوسط، مثل غياب الديمقراطية والحوار والتسامح وفن الاختلاف، وانتشار سوء الفهم. ليس هذا فحسب، بل تعاني دول الشرق الأوسط من مشاكل جيوسياسية معقدة مثل المشاكل السياسية القومية، والانقسامات الأيديولوجية والطائفية، وفرض الأيديولوجيات القسرية، وفقدان القواعد المشتركة بين المكونات الديموغرافية في البلد الواحد، وعدم قبولها. والرأي الآخر والإقصاء والتهميش واستحضار الخلافات التاريخية وإثارة الصراعات على أساسها. . وتولد هذه المشاكل الجيوسياسية الخطيرة أزمات وعواقب جيواستراتيجية خطيرة تؤدي إلى مواجهات خطيرة حول المصالح والأهداف الاستراتيجية. إن مثل هذه الصراعات الجيوستراتيجية تخلق مدخلاً ومنفذًا سهلاً للتدخل الدولي في المنطقة، تحت مسمى الحاجة إلى الحماية، وضرورة تحقيق التكافؤ الاستراتيجي مع الخصوم في المنطقة. ويمتد التأثير الجيوستراتيجي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وطوال القرون السابقة. على سبيل المثال، في بداية القرن التاسع عشر، خضعت إيران للعبة الكبرى التي لعبتها المملكة المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط، حيث تم تقسيم إيران في عام 1907 إلى ثلاثة أجزاء.