ما معنى الظلم، وعواقب الظلم، وأنواع الظلم، وأسباب الظلم؟ وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
ماذا يعني الظلم؟
المعنى اللغوي للظلم:
أصل الظلم: الظلم وتجاوز الحد. وقيل: ظلمه، يظلمه ظلماً، وظلماً، وظلماً، فالظلم مصدر حقيقي، والظلم اسم، وهو ظالم وظالم. أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه
المعنى الفني للظلم:
وهو: (وضع الشيء في غير مكانه الصحيح، إما نقصاً أو إضافة، أو انحرافاً عن زمانه أو مكانه).
وقيل: (هو العدوي عن الحق إلى الباطل، وهو الظلم. وقيل: هو التصرف في أموال الغير، والتجاوز عن الحد).
نتيجة الظلم
وقد قضى الله -سبحانه- أن يمهل الناس الظالم، ولا يعجلوا له بالعقوبة. وأحكامها كثيرة، منها: استدراج الظالم حتى يدخله الله – تعالى – إلى أقبح حال وأشنع، وفي ذلك قال الله تعالى: (إنما نملي لهم ليزدادوا إثما) لهم عذاب مهين).
– وقد توعد الله – سبحانه – الظالمين بتعجيل عقوبتهم في الدنيا. بسبب الظلم السيء، وأضراره الكثيرة على المجتمع، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أطيع الله – عز وجل – فيه أسرع ثوابا من صلة الرحم). في الرحم، وليس شيء فيه عقوبة أسرع من البغي وقطيعة الرحم).[٢] وقد أخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن دعوة الظلم لا يستجاب لها، ومن ذلك الدعاء بالإثم، أو قطيعة الرحم. حيث قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم).
ومن صور العقوبة التي تصيب الظالم في الحياة الدنيا القصاص. وقد جعل الله تعالى القصاص وسيلة لأخذ العدالة من الظالم، كما قال الله تعالى: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف والأنف والأذن). للأذن والسن، وللسن والجراح قصاص، فمن تصدق به فهو كفارة له، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون.
-كما قال الله -سبحانه- في القرآن الكريم إنه يضل الظالمين في الحياة الدنيا، ولا يهديهم إلى الصلاح والصلاح، كما قال الله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا) بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.
أسباب الظلم
1- الشيطان؛ قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان” إنه لكم عدو مبين». [البقرة:208]وقال: “استولى عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله. أولئك هم حزب الشيطان. إن حزب الشيطان هم الخاسرون». [المجادلة:19].
2- النفس التي تقود إلى الشر. قال الله تعالى: “إن النفس لآية السوء”. [يوسف من الآية:53].
3- العاطفة. قال الله تعالى: “فلا تتبع الهوى فتعدل”. [النساء من الآية:135]وقال الله تعالى: “وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى”. فإن الجنة هي الملجأ». [النازعات:40-41]وقال الله تعالى: “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه”. [الكهف من الآية:28]والآيات في هذا الباب كثيرة.
أنواع الظلم
1- الظلم الكبير لانتهاك حدود الله
وهذا واضح من الآيات [ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ] ، [البقرة:229]. حيث يقول العلماء إن الحلال معروف للناس بالتفصيل، والحرام هو التعدي والتعدي على هذا الحلال وترك الطاعة وارتكاب المعصية، وتلك الحدود بينها الله لعباده.
2- الظلم العظيم للكذب على الله
إن الكذب على الله أمر عظيم، قال الله تعالى [ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ]، [الأنعام: 144]وفيه تحريم ما أحل الله، وحل ما حرم الله. [
3-الظلم العظيم بالصد عن مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
ومن أمثلة الظلم كذلك الصد والمنع من المساجد، والسعي في خرابها، [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ]، [البقرة: 114].
4- الظلم الكبير في إخفاء الشهادة
ومن الظلم كتمان شهادة الحق. [ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] ، [البقرة: 140].
5- الظلم الكبير في الإعراض عن آيات الله
الإعراض عن آيات الله، وتعطيل أحكام هذه الآيات، ومنها ذكر الله تعالى [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ] ، [الكهف: 57]أي أن أكثر ظلم العباد يأتي من إعراضهم عن ذكر الله وآياته.