وفي هذا الموضوع نقدم لكم متابعينا تعريف الأخلاق وما هو المفهوم الشامل لها من خلال ما هي الأخلاق.
معنى الأخلاق في اللغة :
الأخلاق هي جمع صفة، والأخلاق – بجمع حرف اللام وسكوته – هي الدين والخلق والخلق والشهامة، وحقيقتها هي أن الصورة الداخلية للإنسان، وهي روحه وأوصافها وأوصافها. والمعاني الخاصة به، بمنزلة الخلق من صورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها. قال الراغب: (والخلق والخلق واحد في الأصل… ولكن الخلق منحصر في الصور والأشكال والصور التي يدركها الأبصار، والخلق منحصر في القوى والصفات التي يدركها الأبصار).
معنى الأخلاق في المصطلحات:
وقد عرّف الجرجاني الشخصية بأنها: (هي تعبير عن صورة ثابتة في النفس تخرج منها الأفعال بسهولة ويسر دون حاجة إلى تفكير أو تأمل، فإذا خرج منها العمل الصالح كانت الصورة حسن الخلق، وإذا أحدثت سيئات فإن الصورة التي هي مصدر ذلك تسمى خلقا سيئا).
وقد عرّفها ابن مسكويه بقوله: (الطبرة: حالة النفس، يدعوها إلى أفعالها من غير تفكير ولا تدبر. وتنقسم هذه الحالة إلى نوعين: بعضها طبيعي من أصل المزاج، كالإنسان. من تحركه أدنى شيء إلى الغضب، وانفعل لأدنى سبب، ومثل من كان يجبن من أدنى شيء، أو كالمن يخاف من أدنى صوت يضرب أذنه، أو يفزع من الأخبار التي يسمعها، أو كالذي يضحك كثيراً من أدنى ما يحب، وكالذي يحزن ويتحسر على أسهل ما يحصل عليه، بما في ذلك ما يتعلمه بالعادة والتدريب، وربما كانت بدايته من خلال التفكير والفكر، ثم يستمر أولاً وقبل كل شيء، حتى يصبح سيداً وشخصية.)
وقد عرف بعض الباحثين الأخلاق في نظر الإسلام بأنها (مجموعة مبادئ وقواعد تنظم سلوك الإنسان، يحددها الوحي، لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بالآخرين بما يحقق الغاية من وجوده في الدنيا إلى أقصى حد).
أهمية الأخلاق في الإسلام
ليست الأخلاق مجرد أفعال يُمدح بها الإنسان بين الناس، بل هي أعمال يتقرب بها العبد إلى الله وينال الأجر والثواب من الله عليها.
إن الأخلاق الإسلامية قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، وهي تلزم جميع المسلمين بمعاملة المسلمين وغير المسلمين على اختلاف أديانهم وأفكارهم، فضلا عن السلوك الرحيم.
وسبب بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تعليم الناس الأخلاق الحميدة إشارة إلى قوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم }.. [الجمعة : 2].
وأن الله بعث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس ليعلمهم القرآن الكريم وتعاليمه ويزكيهم. وتطهير النفس يعني تطهير القلب من الأخلاق السيئة، والشرك، والحقد، والحسد، والبغضاء، وسيئات العمل.
الأخلاق التي حث عليها الإسلام
يحث الإسلام المسلمين على التحلي بالعديد من الأخلاق الفاضلة والكريمة، وفيما يلي توضيح لبعضها:
خلق الصدق: دعا الإسلام إلى الصدق، وهو فريضة حملها الإنسان عندما أبت السماوات والأرض والجبال أن تحملها، كما قال الله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال) ولكنهم أبوا أن يتحملوها، وخافوا منها، وتحملها الإنسان، بل كان ظالمًا جاهلًا إعطاء كل شخص من له حق حقه، وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين لحفظهم الصدق، حيث قال: (والذين هم على أماناتهم وعهدهم راسخون)، والصدق من الأخلاق التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. تمثل صلى الله عليه وسلم، واشتهر بها، وهي من علامات الإيمان ومظاهره، والصدق في أمور كثيرة، منها؛ الصدق في العبادة، وذلك بالتزام الأوامر الشرعية والالتزامات التي والله أمر تعالى، حتى ينال رضاه. والصدق أيضا يكمن في الحفاظ على الأطراف. إن أعضاء الإنسان وحواسه أمانة عند الإنسان، فلا يجوز له أن يستخدمها فيما لا يرضي الله تعالى. والصدق أيضاً يكمن في الودائع، وذلك بالمحافظة عليها. وأدائه لأصحابه، والأمانة في العمل بالقيام به على أكمل وجه وبما يرضي الله تعالى. والصدق في الكلام من خلال التأكد من صدقه والقول الطيب والجميل؛ وهي الرغبة في الحصول على الثمار التي تتحقق بالالتزام بالصدق، ومنها: الحصول على محبة الله عز وجل، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشر الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع، تحقيق الطمأنينة والراحة والطمأنينة بين الناس، وتعامل الناس مع بعضهم البعض بكل سهولة ويسر.
صفة الإيثار: وهي قيام الفرد بتقديم احتياجات الآخرين على احتياجاته الخاصة، على الرغم من حاجته إليها. قال الله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كانوا فقيرا). والإيثار يدل على كمال الإيمان والأخلاق الرفيعة التي يلتزم بها الفرد، وهو الطريق إلى محبة الله تعالى والبركة والحفظ. فمن البخل، والندرة، ومن خلال الإيثار، ينتشر التعاون بين أفراد المجتمع، ويتحقق كفايتهم المادية، وكذلك كمال الإيمان في النفس، وترك الحقد والبغضاء والحسد، مما يدفع الإنسان إلى الإيثار. الرغبة في التحلي بمكارم الأخلاق، وكراهية البخل والبخل، وتعويد النفس على تحمل الشدائد والصعوبات، واحترام حقوق الآخرين.
خلق الحلم: يشير الحلم إلى ضبط النفس، وكظم الغضب، واجتناب الغضب، ومواجهة الشر بالحسنة، دون قبول الذل والهوان، والحلم من صفات الله عز وجل. فهو حليم كما قال الله تعالى: (واعلموا أن الله غفور حليم)، والحلم من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام. : (إن إبراهيم كان متواضعاً حليماً)، وبإظهار صفة الحلم يفوز العبد وينال رضوان الله. والله تعالى كما أن الحلم من العلامات التي تدل على أن العبد قادر على التحكم في انفعالاته وقوة إرادته، كما أن الحلم وسيلة للتغلب على الشياطين، وهو وسيلة لكسب الأعداء حتى ذلك الحين. فيصبحون أصدقاء، وكسب حب الناس واحترامهم، ومع تشجيعهم على أن يجيدوا الحلم، إلا أن الغضب قد يكون محموداً في ظروف معينة؛ ويمثل ذلك الغضب من انتهاك حرمات الله تعالى. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله، وتحقق حلم العبد في تعليمها وتعويدها، وتذكر الأجر العظيم لعرضها.
خلق الحياء: الحياء من أعظم الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء). الحياء هو الدافع الأساسي الذي يدفع الإنسان إلى فعل الخير وترك الشر في الفعل والقول. والجدير بالذكر أن الحياء من صفات الله عز وجل، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حليم، متواضع، يحب الحياء والستر)، كما أن الحياء من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم. حيث كان أكثر الأشخاص خجلاً