وإليك ما هو مفهوم السياسة النقدية، وما هي أهم أهداف السياسة النقدية، وأصول السياسة النقدية. وسنتعرف على كل ذلك بالتفصيل في هذا المقال.
ما هو مفهوم السياسة النقدية؟
تُعرف السياسة النقدية بأنها مجموعة الأدوات والإجراءات والتدابير التي يتخذها البنك المركزي بهدف تنظيم عرض النقود من خلال التأثير على الاقتصاد بهدف تحقيق الاستقرار في اقتصاد الدولة. كما تستخدم السياسة النقدية لتحقيق أهداف أخرى مثل السيطرة على المعدلات الطبيعية للنمو والتضخم، بالإضافة إلى… خفض معدلات البطالة والحفاظ على قيمة عملة الدولة من الانخفاض.
أهداف السياسة النقدية
تهدف السياسة النقدية إلى الحفاظ على استقرار النمو الاقتصادي في الدولة من خلال الحفاظ على معدلات النمو الطبيعي للاقتصاد، والحفاظ على معدلات معتدلة لأسعار السلع والخدمات، وكذلك توفير فرص العمل التي تقلل من معدلات البطالة في الدولة. وتحقق السياسة هذه الأهداف من خلال إدارة معدلات التضخم ومعدلات البطالة وسعر صرف العملة المحلية، وذلك على النحو التالي:
إدارة التضخم
تدير السياسة النقدية التضخم من خلال تحديد معدل التضخم بمعدل يتراوح بين 3% و4%، وهو تضخم صحي للاقتصاد الذي يحافظ على النمو الاقتصادي بالمعدلات الطبيعية، من خلال سياسة الانكماش أو التوسع بالاعتماد على معدل التضخم الحالي.
إدارة البطالة
تدير السياسة النقدية البطالة من خلال توظيف أكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل لخفض معدلات البطالة إلى أدنى مستوى ممكن، وعادة ما يتم ذلك باستخدام سياسات توسعية.
إدارة سعر صرف العملة المحلية
يتلاعب البنك بسعر صرف العملة المحلية لأسباب اقتصادية، وينظم سعر الصرف بين العملة المحلية والأجنبية من خلال التحكم في عرض النقود، فزيادتها تؤدي إلى انخفاض سعر العملة المحلية، وتخفيضها يؤدي إلى العكس. .
أدوات السياسة النقدية
ومن خلال البنوك المركزية تستخدم الدول أدوات لسياستها النقدية وهي كما يلي:
- سعر الفائدة: هو السعر الذي تفرضه البنوك المركزية على البنوك التجارية للحصول على القروض قصيرة الأجل، حيث أن خفض سعر الفائدة يشجع القروض ويزيد الإنفاق من قبل المستهلكين والشركات، وبالتالي توسيع الاقتصاد، في حين أن رفع سعر الفائدة يعد انكماشا للاقتصاد و لا يشجع على أخذ القروض، وبالتالي يمتنع المستهلكون والشركات عن الإنفاق.
- الاحتياطي النقدي: هذه هي الودائع النقدية التي يجب على البنوك التجارية إيداعها في خزائنها، أو في البنك المركزي. وعندما تنخفض قيمة الاحتياطي النقدي، ينعكس ذلك على زيادة الأموال الموجودة في الجهاز المصرفي، وبالتالي القدرة على إقراض المستهلكين والشركات، أي سياسة التوسع الاقتصادي، والعكس صحيح. عند الزيادة… يسبب الاحتياطي النقدي انكماشاً اقتصادياً، وهذا يحد من كميات الأموال في الجهاز المصرفي، وبالتالي يؤثر على الإقراض للمستهلكين والشركات.
- عمليات السوق المفتوحة: ومن خلاله يتم شراء وبيع الأوراق المالية الحكومية الصادرة عن البنك المركزي للدول، أو ما يسمى بالاحتياطي الفيدرالي في أمريكا.
- الفائدة على الاحتياطي النقدي: تعطي البنوك المركزية سعر فائدة على الودائع النقدية الفائضة لدى البنوك التجارية. عند تنفيذ سياسة التوسع الاقتصادي، تقوم البنوك المركزية بتخفيض سعر الفائدة، لتشجيع البنوك التجارية على إقراض أموالها الفائضة (الاحتياطيات) للبنوك المركزية. أما إذا تم تنفيذ السياسة الانكماشية للدولة، فإن البنك المركزي يزيد سعر الفائدة على الاحتياطيات النقدية، وهو ما ينعكس في سعر الفائدة الذي تلتزم به البنوك التجارية للمستثمرين.
كيف تؤثر السياسة النقدية على النشاط الاقتصادي؟
عندما يهدف البنك المركزي إلى تحفيز النمو الاقتصادي، يمكنه زيادة عرض النقود وتداولها من خلال اعتماد سياسة نقدية توسعية. تؤدي الزيادة في المعروض النقدي إلى فقدان العملة لقيمتها عندما يصبح الوصول إليها أكثر سهولة.