ما هي السعادة الحقيقية؟ السعادة شيء ضروري ومهم لكل إنسان. فهو مصدر الطاقة الإيجابية في الحياة ويجعل الإنسان مستقراً نفسياً ويتعامل مع الحياة بالتفاؤل والأمل.
قد يتساءل البعض هل السعادة هي اختيار يقوم به الإنسان، أم أنها نتيجة لظروف معينة أدت إلى السعادة أو التعاسة. وهنا يمكننا القول أن السعادة الحقيقية قد تكون اختيارا أو نتيجة ظروف إيجابية أدت إليها، ولكن الفكرة الأقوى حول موضوع السعادة هي أنها اختيار، طالما أن الإنسان يستطيع أن يحقق ولو الحد الأدنى من المستوى. السعادة في أي ظرف أو بيئة، فما هي أسرار العيش بسعادة؟
السعادة في الإسلام
وهو شعور داخلي ناتج عن استقامة سلوك الإنسان ظاهراً وباطناً، كالطمأنينة، واطمئنان القلب، واطمئنان الضمير والعقل.
وهذه الأدلة من الكتاب والسنة:
قال الله تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة”. [النحل: 97].
وقال الله تعالى: “فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. [طه: 123، 124].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الغنى كثرة المال، ولكن الغنى غنى النفس».
حقيقة السعادة
إذا أصبح العبد عبداً، وكان همه الوحيد رضا الله وحده، تحمل الله عز وجل جميع حاجاته، وفرج عنه كل ما يعنيه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه. لطاعته. وحقيقة السعادة ومقصدها يكمن في طاعة الله تعالى، والإيمان به، واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
الطريق إلى السعادة:
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع أشياء: أمرني بحب الفقراء والقرب منهم». . وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي. وأمرني أن أصل الرحم وإن وليت. وأمرني أن لا أسأل أحدا. وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني أن لا أخاف لومة لائم في الله، وأمرني أن أقول أكثر من كلمة: لا حول ولا قوة إلا بالله. فإنهما من الكنز الذي تحت العرش». [رواه الإمام أحمد] .
أسباب السعادة
إن أسباب تحقيق الحياة الطيبة، وتحقيق السعادة والفرح، والتخلص من القلق والضيق كثيرة، ومن أهمها:
الإيمان والعمل الصالح
قال الله تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا”. إنهم يعملون” [النحل: 97] .
ينال أهل الإيمان ما يسرهم بقبوله، وشكر الله عليه، واستخدامه فيما ينفعهم، فينالون به الفرح والسعادة، ويتلقون المشقة والأذى، والهم والحزن، بالصبر الجميل، والصبر الجميل. آملين الأجر والثواب. وقال صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن. فإن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته حسنة شكر فكان خيرا له، وإن أصابته سيئة صبر وكان خيرا له». [رواه مسلم] .
الإحسان إلى الناس بالقول والفعل وغير ذلك من أنواع الإحسان
وبهذا يحفظ الله الأبرار والفجار من الهموم والغموم، أما المؤمن فهو أوفى الحظ والنصيب، إذ تتميز أعماله الصالحة بكونها صادرة عن الإخلاص واحتساب الأجر. فييسر الله له فعل الخير للخير الذي يرجوه، ويدفع عنه المشقة بإخلاصه واحتسابه. قال الله تعالى: “لا خير في كثير من أحاديثهم إلا من أمر بصدقة أو إحسان أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء وجه الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما”. [النساء: 114] .
الاشتغال بعمل أو علم نافع
ما ترتاح إليه النفس وتشتاق إليه؛ وهذا يصرف القلب عن انشغاله بالقلق الناتج عن التوتر العصبي، وربما بسبب ذلك ينسى الأسباب التي سببت له القلق والضيق، فتسعد نفسه ويزداد نشاطه.
يركز الفكر كله على الاهتمام بعمل يومنا هذا
لقد ترك وراءه الخوف من المستقبل أو الحزن على الماضي، حتى يتمكن من تحسين حاضره وزمانه، ويعمل بجد واجتهاد في ذلك. وقال صلى الله عليه وسلم: «اجتهد فيما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا». لكان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن فعلت ذلك فتحت عمل الشيطان». [رواه مسلم] .
أكثروا من ذكر الله
وهذا من أعظم أسباب انبساط القلب، وطمأنينة القلب، وذهاب الهم والضيق. قال الله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. [سورة الرعد: 28] .
النظر إلى من هو أسفل منه
كما قال صلى الله عليه وسلم: «انظر إلى من هو أسفل منك، ولا تنظر إلى من هو فوقك؛ وخير لك أن لا تحتقر نعمة الله عليك». [رواه البخاري ومسلم] .
وبهذا الرأي يرى أنه متفوق على كثير من الناس في العافية وعواقبها، وفي الرزق وعواقبه، فيختفي قلقه وهمه وغمه، وتزداد سعادته وفرحه بنعم الله.
احرص على إزالة الأسباب التي تسبب القلق
وفي تحقيق الأسباب الموجبة للسعادة، يكون ذلك بأن ينسى مصاعب الماضي التي لا يستطيع دفعها، ويعلم أن انشغال أفكاره بها أمر عبث ومستحيل، فيجتهد قلبه في تجنب التفكير فيها.
تقوية القلب وعدم الالتفات إلى الأوهام والتخيلات التي تجلبها الأفكار السيئة
لأن الإنسان عندما يستسلم للأوهام، ويضطرب قلبه بالمؤثرات كالخوف والأمراض وغيرها، يؤدي به ذلك إلى الهموم والغم والأمراض القلبية والجسدية، والانهيار العصبي.
التوكل والثقة بالله
والتوكل عليه والطمع في فضله يزيل الهموم والغموم، ويمنح القلب الكثير من القوة والفرح والسعادة.
إذا حدث له مكروه أو كان يخاف منه
فليقارنها ببقية النعم التي حصل عليها، سواء كانت دينية أو دنيوية، فيتبين له كم النعم التي له، وتطمئن نفسه وتطمئن.
اللهم أسعدنا بطاعتك، وارزقنا الرضا برزقك وعطائك، وأنزل علينا نعمك الظاهرة والباطنة، واجعلها عونا لنا على الطاعة.
كن واقعيا
معظم التعساء على وجه الأرض هم أشخاص يضعون لأنفسهم أهدافاً خيالية وغير واقعية على الإطلاق، مما يولد فيهم الإحباط والغضب لأن هذه الأحلام لا تتحقق. لا تضع في ذهنك صوراً مثل أغنى رجل في العالم، أو الأسرة النموذجية، أو مدرسة كلها ناجحة، فالفشل في تحقيق ذلك سيجعلك فريسة للقلق. والأجدر والأكثر فعالية والأنسب هو قبول حقيقة الوضع كما هو، والعمل الجاد على تحسين الأمور. إذا لم تصل إلى هدفك النهائي، فقد حاولت.
افتح عقلك
إذا كان لديك قدر يسير من الفهم والذكاء، فلا بد أنك لاحظت آلية التغيير المستمر والمتواصل الذي يحكم عالمنا. إن الآلية التي تدعم تطورنا كجنس بشري على هذه الأرض مستحيلة، كما يقولون. فاجعل من نفسك شخصاً منفتحاً على كل ما هو جديد في الفكر والعمل والحياة. ولا تكن ممن يعادون الجديد لأنه جديد. لا تمشي مع القطيع المعادي لكل ما لا يعرفه. استمر في التعلم والتعامل والتأقلم مع العالم ومواكبة تطوره، حتى لا تطغى عليك الحياة.