ما هي العبادة التي تعتبر من أفضل العبادات، وما هي أفضل العبادة عند الله؟ كل ذلك نقدمه لكم.
مهما عظم مصابك واشتدت أزمتك، لا تيأس أبدًا من رحمة الله، وثق أن الله على كل شيء قدير. وقد دعاه سيدنا زكريا عليه السلام وبارك عليه رغم كبر سنه وهو صبي، وكانت زوجته عاقرا. دعاه أيوب عليه السلام بعد طول مرضه، فأنقذه وكشف ما به من ضر، ودعاه نبيه يونس. عليه السلام وهو في بطن الحوت فأنقذه من الغم.
لقد تباينت آراء العلماء في أفضل العبادات وأنفعها للمسلم، ومنها ما يلي:
الرأي الأول:
ويرى أصحاب هذا الرأي أن أفضل العبادات وأنفعها هي أصعبها وأشدها على النفس، وهذا يختلف باختلاف وقت العبادة وقدرة القائم عليها. وحجتهم في ذلك أن العبرة في العبادة البعد عن الشهوات، وكلما كانت العبادة صعبة كان الأجر أعظم وأفضل من سائر العبادات. العبادة، فإن الأجر على قدر المشقة.
الرأي الثاني:
أفضل العبادات على الإطلاق الزهد في الدنيا والزهد فيها، والابتعاد عنها قدر الإمكان وعدم الالتفات إليها، وترك الاهتمام بها، وترك التفكير في جميع أمور الدنيا التي تلهي عن العبادة. . وينقسم أصحاب هذا الرأي إلى فريقين بحسب فهمهم للزهد، وهم:
العوام: أصحاب هذا الرأي اعتبروا الزهد درجة أفضل من العلم بأنواعه والعبادة بأشكالها، وكانوا يعتقدون أن الزهد هو هدف العبادة وأصلها، وأن العبادة التي لا تقوم على الزهد لا قيمة لها. فائدة.
الخواص: رأى أهل هذا القسم أن الزهد مقصود لغيره، لا لذاته. بل المقصود به في الحقيقة إخلاص القلب لله واتجاهه إليه، وجمع العزم على الوصول إليه، وانشغال القلب بمحبته دون أي شيء آخر، والتوكل عليه والإنابة إليه. والانشغال بما يرضيه. ولذلك قالوا: أفضل العبادات كلها الإقبال على الله، ودوام ذكره بالقلب واللسان والجوارح، والاشتغال بمراقبته، من غير كلل ولا تعب. النصبة، وقد قسم هذا القسم أيضاً إلى قسمين: وهم العارفون المتبعون. وأهل هذه الفئة إذا جاءهم أمر أو نهي من الله فإنهم يمتثلون له على الفور، ويسارعون إليه أو يتوقفون عنه. أما أهل الصنف الثاني فقد انحرفوا وقدموا ذكر الله على ما كان مفترضا.
الرأي الثالث:
إن أفضل العبادات وأنفعها هي تلك التي امتدت نفعها إلى غير صاحب العبادة، ولا تقتصر نفعها على العبد نفسه، كخدمة الفقراء مثلاً، والاشتغال بالصالح العام. مصلحة الناس عامة وقضاء حوائجهم، والبقاء في خدمتهم ومساعدتهم بالمال والعرض والعمل والقول. ورأوا ذلك أفضل العبادة فعملوا به. وقصدوه في عبادتهم، وكان دليلهم على ذلك: ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله من عياله). (المحسن إلى عياله) وزعموا أيضًا أن عمل العبد هو جهد محدود، فلا يستفيد من عبادته أحد غيره، أما مساعدة الناس وخدمتهم فهي عبادة متعدية تنفع العبد. الشخص الذي يفعل ذلك. وكل الناس ينتفعون به، فذلك خير له من الأجر الكثير، ولهذا فإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.
الرأي الرابع :
ويرى أهل هذه الفئة أن أفضل العبادات على الإطلاق هو العمل على إرضاء الله -سبحانه وتعالى- في كل وقت وفي جميع الأحوال، بكل ما تقتضيه الأعمال والعبادات من ذلك الوقت، فأفضل العبادة ففي وقت الجهاد مثلاً هو الجهاد، ولا يقدم عليه في وقته شيء غيره، ولو تركه. الأذكار والأدعية وقيام الليل والأدعية وغيرها من العبادات.
الطريق للتقرب إلى الله
طريق التقرب إلى الله قد بينه لنا الله تعالى في كتابه، وأرسل إلينا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. لم يترك خيراً إلا دلنا عليه، ولا ترك شراً إلا حذرنا منه. ونذكر هنا حديثا واحدا من الأحاديث الجامعة المفيدة التي وضحها فيه. لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الطريق الذي يقربنا إلى الله عز وجل بأختصر الكلمات، وأحسن أسلوب، وأوضح طريقة. وروى البخاري (6502) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى من عاداه» ولي لي قد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي». مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فإن أحببته كنت سمعه وبصره الذي يسمع به. الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فإن سألني لأعطينه، وإن طلبني لأعيذن به، وما أعوذ به من ترددت في شيء كنت على وشك القيام به. ترددي من نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته).
وهذا الحديث شرح شامل وكافي للطريق إلى ولاية الله تعالى لمن أراد أن يكون من أولياء الله تعالى.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في “”جامع العلوم والحكم”” (2/335) : “وذكر في هذا الحديث ما يقرب إليه ، والأصل فالولاية القرب، وأصل العداوة البعد، وأولياء الله من تقربوا إليه بما يقربهم إليه». تنتهي بالتصرف.
وهذا الحديث بيان طريق التقرب إلى الله عز وجل، وما على المؤمن إلا أن يتدبر هذا الحديث جيدا، ويفهمه، ثم يتبع ذلك بالعمل بما فيه. وبعد ذلك، إن شاء الله، يصل إلى ولاية الله تعالى، ويتقرب إليه بقدر ما يفعل، ابتغاء عمله وجه الله عز وجل. واتباعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي بيان ما تضمنه الحديث، يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في الموضع السابق من كتابه “جامع الأحاديث”. العلوم والحكم: «فقسم أوليائه إلى قسمين: أحدهما: المتقربون إليه بأداء الفرائض، وهذا يشمل أداء الواجبات وترك المحرمات، لأن ذلك كله من المحرمات». واجبات الله عليه وقد فرضه على عباده. الثاني: من تقرب إليه بعد الصلوات المكتوبة بالعبادات النافلة. نهاية الاقتباس.
ويجب على المسلم أن يجاهد نفسه أولا في أداء الفرائض التي فرضها الله عليه، مثل الصلوات الخمس التي هي أعظم الفرائض العملية، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت إذا استطاع ذلك أيضا. كسائر الواجبات العملية الأخرى، كبر الوالدين، وصلة الرحم، والقيام بحقوق الزوجة والأولاد. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدر القدرة، وغير ذلك من العبادات النبيلة التي لا تزيد فضلًا عند الله. إلا القربات، وكذلك عبادات القلب، كالإخلاص لله تعالى وحبه، وحب رسوله وشريعته، وحب المؤمنين، والتوكل على الله، والخوف منه، وغير ذلك من أعمال القربات. عبادة القلب الواجبة عليه.
كما يجب عليه أن يجاهد نفسه للقيام بحقوق الله عز وجل في النوع الثاني من الفرائض، وهي فرائض الهجر، أي: التي فرض الله علينا فيها الهجر، مثل ترك الزنا، والربا، وشرب الخمر، والسرقة. والظلم والغيبة والنميمة وغير ذلك من المحرمات. فإذا فعل شيئاً من ذلك، تعجل إلى شيء من ذلك. بالتوبة والإصلاح.
وهو في كل هذا يحتاج إلى المعرفة الإسلامية حتى يعبد الله على بصيرة.
وبعد ذلك ينبغي للمؤمن أن يكثر من الأعمال التطوعية، فإنه ينال بها درجة عالية عند الله، وينال بذلك محبة الله عز وجل، كما سبق في الحديث.
والعبادات التطوعية كثيرة، وعلى المسلم أن يبدأ بأهمها، ثم أهمها، وأفضلها وأهمها تعلم العلم الشرعي وتعليمه للناس.
ومنها: صلاة التطوع المؤكدة، مثل الصلاة الراتبة، وقيام الليل، وصلاة الوتر.
وكذلك الإكثار من ذكر الله عز وجل والصدقات. والذي يساعد المسلم على ذلك هو تنظيم ساعات نهاره وليلته، فيعطي وقتها للصلاة المفروضة والتطوع وقتها، ويستعين على ذلك بمجالسة الصالحين والصالحين. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.