مبادئ الجغرافيا البشرية

وسوف نتعرف على مبادئ الجغرافيا البشرية بالتفصيل من خلال هذا المقال، كما سنشرح مفهوم الجغرافيا البشرية بالتفصيل.

الجغرافيا البشرية

الجغرافيا البشرية هي فرع من فروع الجغرافيا يدرس النماذج والعمليات التي تشكل تفاعل الإنسان مع البيئة، مع التركيز على أسباب وعواقب التوزيع المكاني للأنشطة البشرية على سطح الأرض.

طرق البحث في الجغرافيا البشرية

ومن أبرز طرق أو سياقات البحث في الجغرافيا البشرية ما يلي:

النهج البيئي

يركز هذا المنهج على دراسة العلاقات المتبادلة والتفاعلية بين الإنسان وبيئته الطبيعية، إلا أن تفسير هذه العلاقة يختلف بحسب إحدى وجهتي النظر أو المدرستين الجغرافيتين:
المدرسة الحتمية: والتي ترى خضوع الإنسان الكامل لظروف البيئة الطبيعية، ومن ثم تتضمن الدراسة تسليط الضوء على تلك الظروف الطبيعية، ومتابعة تأثير المناخ على توزيع السكان مثلاً، وهجراتهم، وفي توجيه العلاقات بين الدول سياسياً واقتصادياً، وفي التمييز بين مناطق الوفرة ومناطق الشدة.
مدرسة الإمكان: التي تؤمن بأن الإنسان لديه القدرة على اختيار ما يناسبه، وأنه يؤثر في البيئة كما يتأثر بها. ومن هنا تركز الدراسة على ظروف الإنسان وأشكال تكيف الإنسان مع البيئة الطبيعية، وعوامل ومراحل التقدم التقني، وأنماط التحضر البشري، بما في ذلك السكان والسكن والتنظيم الإداري والسياسي للحياة، وتحسين جودتها.
نهج التحليل الهيكلي

وقد ولد هذا المنهج من الثورة الكمية التي ظهرت في الفكر الجغرافي منذ ستينيات القرن العشرين، وانصب اهتمامه على تحليل مواقع وأماكن الظواهر، لدرجة أن المنهج كان يسمى أحيانا بمدرسة المواقع. إلا أن التركيز على المواقع لم يهمل العوامل المؤثرة في الظاهرة. كل ما يهم هو أن تحليل المكان والموقع يأتي أولا، ومن ثم دراسة العوامل المؤثرة.
النهج السلوكي

كما ظهر هذا المنهج خلال ستينيات القرن العشرين، وترتكز فكرة المنهج السلوكي على ما تم التوصل إليه في الدراسات النفسية التي ركزت على موضوع إدراك الأشياء. وقد تحمس بعض الجغرافيين لهذا التوجه السلوكي، ورأوا أن الجغرافيا البشرية ككل يجب أن تقوم على فهم السلوك الإنساني وارتباطاته المكانية، استنادا إلى مبدأين أساسيين، أولهما أن السلوك الإنساني هو العامل الأساسي في تكوين المجتمعات وتنظيم السكان. أما الثاني فيحدد سلسلة الخطوات وطبيعة سلوك الإنسان في التعامل مع البيئة من أجل تنظيم المكان.
نهج الازدهار

ظهر هذا النهج في عام 1977 من قبل الجغرافي ديفيد سميث. ويستند هذا النهج إلى حقيقة مفادها أن النقطة المحورية في الجغرافيا البشرية يجب أن تكون “نوعية الحياة البشرية”. لتحديد نوعية الحياة، من الضروري تحديد مفاهيم القيم الاقتصادية.

مفهوم الجغرافيا البشرية وتطورها

الجغرافيا بمفهومها الحديث هي (العلم الذي يدرس البيئة والإنسان من حيث أن كل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر)، وندرك من هذا التعريف أن الجغرافيا تجمع بطبيعتها وشكلها وموضوعها، مركب من العلوم التي تدرس البيئة وتلك التي تدرس الإنسان، ثم يضيف إلى ذلك سمة فريدة. يدرس التفاعل والتأثير المتبادل بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية. إن علم الجغرافيا له جانبان: جانب طبيعي وجانب إنساني. …ويتناول الجغرافيا البشرية،… توزيع المجتمعات البشرية، ومدى التأثير المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية، والصور الاجتماعية التي تنشأ من تفاعل الإنسان مع البيئة المحلية، كتوزيع السكان وأنماط العمران سواء الحضري أو الريفي (الجغرافيا الاجتماعية)، ومظاهر النشاط البشري وتأثيره وتأثيره على البيئات الطبيعية (الجغرافيا الاقتصادية: الجغرافيا الزراعية، جغرافية المعادن والطاقة، جغرافية الصناعة، جغرافية النقل والاتصالات، جغرافية السياحة)، كما يدرس البنية السياسية للدول كظاهرة سياسية جغرافية تمثل مساحات من سطح الأرض لها مواقعها وحدودها ومكوناتها الطبيعية. إن التبعات الحضارية والسياسية تخضع بالضرورة للظروف الجغرافية السائدة على المستويين الإقليمي والعالمي (الجيوسياسة).
لقد اتبعت هذا النهج الثلاثي للجغرافيا منذ الستينيات وطبقته في كتابي الأول عن الجغرافيا الإقليمية (الجغرافيا الإقليمية لأوروبا). رأيت في ثلاثية الجغرافيا (الطبيعية، البشرية، الاجتماعية، الاقتصادية) مقاربة متوازنة للدراسة الجغرافية الإقليمية للقارات، وطبقتها في كتبي عن آسيا. أفريقيا، والعالم العربي، والجزيرة العربية أيضًا، وحتى في كتبي عن بعض الوحدات السياسية، منها (جغرافية مصر الإقليمية) و(الجغرافيا الإقليمية للبنان).

تاريخ الجغرافيا البشرية

تعود أولى دراسات الجغرافيا البشرية إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. اهتمت المملكة المتحدة بتطوير مجموعة من الدراسات حول تأثير الإنسان على الجغرافيا الطبيعية، وظهرت العديد من الأعمال التي تساهم في توضيح ذلك التفاعل الإنساني مع الجغرافيا، والعوامل الإيجابية والسلبية التي تنتج عن الإنسان في البيئة الجغرافية التي يعيش فيها. يعيش.
وفي عام 1888م بدأت الجمعية الجغرافية الأمريكية بنشر العديد من الكتب والمجلات التي سعت إلى توجيه الإنسان للتعامل الجيد مع البيئة الجغرافية. وتضمنت هذه الكتب الإشارة المباشرة إلى خطورة الأمراض البيولوجية التي تؤثر سلباً على الجغرافيا الطبيعية المحيطة بالإنسان، وسعت إلى محاولة إيجاد حلول منطقية لتحقيق التفاعل. وإيجابياً يساهم في الحفاظ على التضاريس الجغرافية، خاصة تلك التي عانت من التلوث بسبب الأنشطة البشرية.
في بداية القرن العشرين الميلادي، أصبحت الجغرافيا البشرية تهتم بشكل مباشر بمجموعة من الخصائص المتعلقة بالإنسان، أهمها الكثافة السكانية في المناطق الحضرية، وانتشار السكان في المناطق الريفية والقريبة من الغابات، ومعدلات الزحف الحضري وقياس مدى تأثيرها على الوضع الجغرافي العام، وغيرها من الخصائص.

مناهج الجغرافيا البشرية

المنهج البيئي: هو المنهج الذي يدرس العلاقة التفاعلية بين الإنسان والبيئة الجغرافية الطبيعية، ويسعى إلى ربط هذه العلاقة بمجموعة من الدراسات التي تعتمد على طبيعة تكيف الإنسان مع التضاريس الجغرافية، مما قد يؤدي إلى تغيرها. العديد من خصائصها البيئية.
المنهج السلوكي: هو المنهج الذي يدرس ضرورة فهم الجغرافيا البشرية من خلال طبيعة السلوك الإنساني. لأنها -من وجهة نظر الجغرافيين- المحرك الرئيسي للتضاريس الجغرافية، مما يؤثر عليها بشكل مباشر.

أهم فروع الجغرافيا البشرية

1- جغرافية الأجناس (جغرافيا الأجناس البشرية).
2- الجغرافيا السكانية.
3- جغرافية المدن.
4- الجغرافيا السياسية.
5- الجغرافيا الإقليمية.
6- تشمل الجغرافيا الاقتصادية العديد من فروع الجغرافيا مثل: جغرافية الزراعة، جغرافية الصناعة، جغرافية إنتاج المعادن، جغرافية النقل، جغرافية التسويق، جغرافية استخدام الأراضي، جغرافية الطاقة، جغرافية الموارد الاقتصادية، جغرافية السياحة، وجغرافيا الاستهلاك، وجغرافيا الخدمات، وجغرافيا التجارة الدولية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً