المشاكل النفسية لدى المراهقين: ما هي أهم المشاكل النفسية لدى المراهقين، وما هي طرق علاجها، وكيفية التغلب على مشاكل المراهقة. وسنتعرف عليهم من خلال السطور التالية.
المراهقة والاضطرابات النفسية
تعتبر الاضطرابات النفسية لدى المراهقين من الأمراض النفسية التي تصيب المراهقين وتتميز بانخفاض حاد في قدرة المراهقين على التواصل مع الآخرين، والتفكير بوضوح، وانخفاض حاد في الذكاء العاطفي، وفهم الواقع، والحفاظ على أساليب السلوك المهذبة.
الاضطرابات النفسية التي تصيب المراهقين تعيق بشدة قدرة المراهقين على التعايش بشكل يومي في الأنشطة العادية وتؤثر بشكل كبير على اتصالهم بالواقع ومحاولة التواصل مع الآخرين. يُعرف الذهان بأنه فقدان المراهق لقدرته على الاتصال بالواقع، وهو بالمناسبة لا يعتبر جزءاً طبيعياً من سلوك المراهق، بل هو أحد أعراض المعاناة من الذهان.
المشاكل النفسية لدى المراهقين
اكتئاب
الاكتئاب هو حالة من الحزن الشديد واليأس التي تصيب المراهقين في هذه المرحلة من حياتهم. وللاكتئاب الناتج عن التغيرات الهرمونية أعراض مختلفة، أبرزها فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية العادية، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة مع أفراد الأسرة والأصدقاء، وسيطرة الأفكار السلبية في أذهانهم، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى إلى الانتحار. كما يشعر المراهقون بالذنب الذي يرافقهم باستمرار، إذ يبالغون في انتقاد أنفسهم وإلقاء اللوم على كل من حولهم.
عدم الثقة بالنفس
يعاني المراهقون في هذا العمر من مشاكل تتعلق بانعدام الثقة بالنفس وقلة تقدير الذات، وخاصة جسدهم الذي يمر بعملية التغير والنمو. يعد عدم ثقة المراهقين بأنفسهم إحدى المشكلات النفسية التي تؤدي أيضًا إلى العزلة الاجتماعية، مما يجعلهم يعانون من الانطواء ويرفضون الخروج من المنزل والالتقاء بأصدقائهم أو أي شخص جديد.
التوتر والقلق
يعتبر التوتر والقلق من المشاكل النفسية التي يعاني منها عدد كبير من المراهقين في هذه المرحلة العمرية وغالباً ما تكون نتيجة الضغوط الأسرية والأكاديمية والاجتماعية التي يعانون منها. كما يسبب التوتر والقلق الأرق واضطرابات النوم لدى المراهقين. والنتيجة هي الخمول وقلة النشاط وكراهية الذات، بالإضافة إلى ضعف التركيز في الدروس.
أهم مشاكل المراهقة ومشاكل المراهقة
• الصراع الداخلي في سن المراهقة
تبدأ عدة صراعات تتفرع داخل المراهق، صراعه بين رغبته في الاستقلال عن أسرته واعتماده الكامل عليها، وصراعه بين الطفولة وبدايات الرجولة أو الأنوثة.
ومن أبرز الصراعات التي تظهر في فترة المراهقة صراعه بين جيله بأفكاره وآرائه، وبين الجيل السابق الذي يحاول أن يفرض عليه أفكاره وأسلوب حياته.
• التمرد في سن المراهقة
تعتبر مشكلة التمرد لدى المراهقين من أهم مشاكل المراهقة. إنها مشكلة واسعة الانتشار وصعبة للغاية، لكنها طبيعية. يكره العديد من المراهقين سلطة والديهم أو أي سلطة أخرى، مثل المدرسة، ويرون أنها مصدر لا يطاق وغير مفهوم. وحتى يثبت المراهق تفرده وتميزه وبعضاً من استقلاليته، يبدأ بالتمرد والانتهاك… وتفرض الأسرة رأيه وأفكاره، ولهذا يظهر سلوكيات عنيدة وعصبية وعدوانية ورغبة في الابتعاد. من عائلته والبقاء خارج المنزل.
• الاكتئاب لدى المراهقين
أثبتت الدراسات أن الاكتئاب هو الحليف لكثير من المراهقين. على سبيل المثال، يكرهون الدراسة ويطمحون للحصول على المال دون أن يجتهدوا، وفي طريقهم إلى تحقيق ذلك يتعثرون! يصابون بالاكتئاب. بالإضافة إلى الظروف المحيطة والتحديات التي قد يواجهها المراهقون مثل الفقر والتعرض للتنمر وانخفاض مستوى الذكاء وقلة الثقة بالنفس وغيرها من الحالات التي قد تساعد المراهق على الإصابة بالاكتئاب وغيرها من المشاكل التي يواجهها المراهقون .
• السلوك المزعج لدى المراهقين
أنانية المراهقين ظاهرة طبيعية. يتمحور تفكير المراهق حول نفسه واحتياجاته واهتماماته. لا يهتم إلا بمصالحه الخاصة. تجده يسرق ويشتم ويصرخ. وقد يضر بالممتلكات العامة ويسبب المشاكل ويخالف القوانين والأنظمة.
في كثير من تصرفاته لا يهتم المراهق بأحد. فهمه الوحيد هو إثبات نفسه وجذب انتباه الآخرين والحصول على المتعة والإثارة والاهتمام الذي يحتاجه.
• العصبية لدى المراهقين وقصر المزاج
عصبية المراهقين هي رد فعل دفاعي للتعرض للنقد أو الشعور بعدم القبول في المنزل أو الأسرة أو المدرسة. في أغلب الأحيان يشعر المراهق أن لا أحد يفهمه أو يتقبله، وأن الجميع ضده. كما يشعر بعض المراهقين بالضغط النفسي بسبب عدم القدرة على إدارة الوقت أو التنسيق بين الدراسة والخروج مع الأصدقاء، فيحصلون على درجات متدنية ويشعرون بالغضب من أنفسهم ومن حولهم.
ويحاول مراهقون آخرون تحقيق مطالبهم من خلال عصبيتهم وعنادهم، فيلجأون إلى القوة والعنف المفرطين. أن يحصل على ما يريد، مما يؤدي إلى تطور المشكلة إلى عدوان وعنف لدى المراهقين
كيفية التعامل مع المراهق من والديه طموحات المراهق تزيد وتنمو، يشعر أنه قادر على تغيير ترتيب الكون وفعل المستحيل
لا تعلم المراهق أن أي مشكلة أو أي موقف يجب أن يأخذ رأيك، أي أنك لست أنت من يدير حياته. علموهم أن هذه حياتهم، حياتهم، وليست حياة شخص آخر.
ولكن هناك فرق بين أن تأخذ رأيك في شيء ما وبين أن تطلب منك النصح والتوجيه، ودورك هو خلق هذا التوازن، التوازن لأطفالك بين طلب النصيحة وطلب حل للمشكلة، سيجعلهم يشعرون بالمسؤولية وهم في سن مبكرة وهذا سيساعدهم في حياتهم. لن تعيشهم طوال حياتهم. افعل ما ينفعهم وينفعهم. حاول أن تفهمهم وتعرف ميولهم. اتغيرت والحياة نفسها اتغيرت، وده مش معناه إني بقولك إنك تفجره، لا مش قصدي بس يا ريت تحاول تواكب العصر، تحاول تفهم الفرق بين الأجيال .
فن التعامل مع المراهقين
لا بد من الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار. تحدث معهم واستمع إليهم، حتى لو كنت لا توافق على كلامهم، لكن أشعرهم أن كلامهم ضروري بالنسبة لك. الحوار مع أبنائك هو الحل الأمثل للتغلب على الصعوبات والتغلب على المشاكل والعناد والصراعات. والأهم من الحوار هو اختيار وقت الحوار نفسه، أي أنه لا يزال هناك وقت لك. لا تنشغل به ويفضل أن يتجمع وقت العائلة بأكملها هناك. وهذا سيجعله يشعر وكأنه أحد أفراد الأسرة وسيعزز شعوره بالانتماء.
قد يقول البعض عندما نفعل ذلك ولا نرى أطفالنا كل واحد في دوامة الحياة الأب والأم يعملون ليل نهار لتوفير حياة كريمة للأطفال والأطفال في المدرسة أو الدراسة أو عيونهم على الهاتف، ولكن هذا هو ليس السبب في الأسرة هو أن اهتمامات الأسرة تغيرت وأصبحت الحياة أيضًا صعبة ومتطلبة، وليس مبررًا على الإطلاق ألا تجلس مع أطفالك وتتحدث معهم وتستمع إليهم.
تربية الأطفال في سن المراهقة
أين الحياة النبيلة التي توفرها لهم ولا تراهم ليست حياة على الإطلاق، نفس القيم والمبادئ والتعاليم لن يعلمها المال لأطفالك، انشغالك بأطفالك سيجعلك تخسرهم، ابحث عن الوقت للجلوس معًا كعائلة… الجو العائلي والحوار والتجمع على طاولة واحدة شيء لا يمكن تعويضه بأموال العالم كله، المال يجلب أشياء كثيرة في العالم، لكن لا يمكنك أن تشعر بالأمان، أو الدفء العائلي.
بعض النصائح لمساعدة المراهقين على التغلب على الأمراض النفسية:
إذا لاحظ الأهل أن الحالة النفسية لأبنائهم المراهقين تتطور، فمن الضروري استشارة طبيب نفسي متخصص الذي سيقوم بإجراء العلاج السلوكي المعرفي لتحديد أسباب المشكلة ووصف العلاج المناسب لها.
كما أنه من الضروري تشجيع المراهقين على ممارسة الأنشطة الرياضية والمشاركة في المسابقات على مستوى الأندية والمدرسة، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويحارب التوتر والاكتئاب النفسي.
كما يجب على الأهل استخدام الحوار والمناقشة كوسيلة لمساعدة أبنائهم المراهقين على التغلب على مشاكلهم النفسية، وذلك من خلال مساعدتهم على التعبير عن كل ما يزعجهم والشعور بأن هناك من يفهمهم ويقف إلى جانبهم في كل صعوباتهم.