مظاهر الغضب

نتحدث في هذا المقال عن مظاهر الغضب، كما نذكر لكم مجموعة متنوعة من الفقرات المميزة الأخرى، كمراحل الغضب، وآثار الغضب، وفي الختام نصائح للسيطرة على الغضب بطرق صحية. تابع السطور التالية.

مظاهر الغضب

– ويتحدث الإمام الغزالي عن مظاهر الغضب فيقول: (وأما آثار هذا الغضب الظاهرة: تغير اللون، ورعشة شديدة في الأطراف، وخروج الأفعال عن النظام والنظام، واضطراب الحركة والكلام، حتى يزبد). يظهر على الخدود، وتحمر العيون، وتتغير النظرات، ويصبح المظهر مستحيلاً، فإذا رأى الغاضب في غضبه قبح هيئته، هدأ غضبه بالخجل من قبح هيئته. استحالة شخصيته، وقبح باطنه أعظم من قبح الظاهر، فالظاهر هو عنوان الباطن، ولكن ظاهر الباطن أصبح قبيحاً أولاً، ثم امتد قبحه إلى الظاهر ثانياً، فالتغير الخارجي هو نتيجة التغير الداخلي، فتتصلب الثمرة، وهذا تأثيرها في البدن.
– وأما تأثيره على الأعضاء فهو الضرب والاعتداء والتمزيق والقتل والجرح مع القدرة على ذلك دون رعاية. فإذا هرب منه المغضوب عليه، أو أصابه سبب ولم يتمكن من شفاءه، عاد الغضب إلى صاحبه، فيمزق ثيابه، ويضرب نفسه، وقد يضرب بيده على الجسد . عدو حاكمه سكران ومذهول ومتحير، يركض على الأرض وقد يسقط حتى الموت. لا يستطيع الوقوف للجري أو النهوض من شدة الغضب، ويغلب عليه شيء من هذا القبيل… وقد يدخل في حالة غيبوبة، وقد يضرب جمادات وحيوانات، كضرب الوعاء على الأرض مثلاً ، وقد يكسر المائدة إذا غضب منها، وقد يقوم بأفعال المجانين، فيسب الحيوانات والجماد ويخاطبهم ويقول: إلى متى هذا منكم يا كيت وكيت؟ فكأنه يخاطب عاقلاً، حتى ربما ركله حيوان، فركل الحيوان ورد عليه بذلك.
وأما تأثيره على اللسان فإنه يطلق الشتائم والفحش من الكلام الذي يخجل منه العقل، ويستحي منه قائله عند سكن الغضب، وذلك مع اختلاط الإيقاع واضطراب النطق.
– وأما تأثيره على قلب المغضوب عليه فهو البغض والحسد وضمير الشر والشماتة بالسعادة والحزن من السعادة والعزم على كشف السر وكسر الحجاب والسخرية وغير ذلك. قبح. هذه هي ثمار الغضب المفرط.

مراحل الغضب

1- الغضب الكامن

في بعض الأحيان، يتميز الغضب في هذه المرحلة بأنه شعور متزايد بالاستياء. في هذه اللحظة يخفي الإنسان مشاعره الحقيقية بكل الطرق ولا يسمح حتى بإلقاء نظرة عابرة على وجهه. يقال أن الأشخاص مثل هؤلاء يجيدون الحفاظ على تماسكهم. لكن بالنسبة للشخص نفسه، فإن مثل هذا قمع الغضب يمكن أن يكون كارثيا والمشاعر تتمثل في علم النفس بمادة يجب أن تتجلى. لكن درجة تطور الشخصية يمكن تحديدها من خلال الطريقة البناءة التي يعبر بها الشخص عن مشاعره. أولئك الذين ينجحون في إخفاء غضبهم يتعرضون لخطر الإصابة بعدد كبير من الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، في يوم من الأيام، ستنتشر جميع المشاعر في وميض قوة لا تصدق، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالشخص الغاضب وجميع الأشخاص من حوله في تلك اللحظة. لذلك، من الطبيعي أن ينتقل الغضب الكامن. بسلاسة إلى المرحلة التالية.
2- الاستثارة العاطفية

في هذه المرحلة، يكتسب الشعور بالغضب قوة ويمكن ملاحظته بالفعل من خلال تعبيرات الوجه في عضلات الوجه. عادة في هذه المرحلة يبدأ الشخص بالدفاع عن وجهة نظره ومحاولة إزالة العائق الذي أثار غضبه. ويرى علماء النفس أن هذه المرحلة مثالية للإنسان للتعبير عن مشاعره بطريقة حضارية وعدم تجاوز أي حدود. في هذه المرحلة يتم حل العديد من المشاكل، ولم يتحول اندلاع الغضب إلى تأثير حي بعد. ويشار إلى هذا في الواقع في علم النفس بالمرحلة الثالثة.
3- الغضب الذي لا يمكن السيطرة عليه

في هذه المرحلة، يمكن لأي شخص أن يرتكب أي فعل مجنون على الإطلاق. إنه قادر على تدمير كل شيء، والتسبب في الأذى الجسدي، والصراخ بصوت عال ويومئ برأسه. هذه الهجمات نموذجية لأولئك الذين أخفوا مشاعرهم لفترة طويلة، أو الأشخاص الذين يعانون من نفسية غير مستقرة. وهذا الأخير يحتاج إلى معالجة جدية، لأنه إذا وصل الغضب إلى هذه المرحلة، فإن الشخصية قد مرت بالفعل بتحولات معينة تتطلب تصحيحا عاجلا. وإلا فإن الحياة الطبيعية تصبح مستحيلة على الإنسان.
4- يزول الغضب

وفي هذه المرحلة، ينطفئ الوميض، وغالباً ما يندم الشخص على كل ما تمكن من فعله. وفي بعض الحالات، لم يعد من الممكن تصحيح عواقب المرحلة السابقة. غالبًا ما يلاحظ علماء النفس مثل هذا النمط الذي تؤدي فيه التوبة ونقص الخيارات لتصحيح الأخطاء المرتكبة بالفعل إلى نوبة غضب جديدة في المرحلة الثالثة.

آثار الغضب

العدوان الناتج عن الغضب يؤثر على المجتمع، إذ يسبب العديد من المشاكل الاجتماعية والصحية. يفتقر الأشخاص الذين يعانون من الغضب المزمن إلى تكوين صداقات، كما أن ميلهم نحو الاكتئاب يقلل من ظهور أي الألفة والمودة في علاقاتهم مع الآخرين، مما يؤثر سلباً على صحتهم، لأن العلاقات الناجحة تحافظ على صحة الناس، والأشخاص العدوانيون بسببهم للغضب غير قادرين على الاستفادة من الدعم المقدم لهم. لأنهم لا يدركون مدى تأثير سلوكهم وسخريتهم على ابتعاد الناس عنهم. ويلاحظ أن الغضب يدفع الشخص إلى استخدام كلمات أو أفعال عدوانية مصحوبة بسلوكيات غير مرغوب فيها، مثل: الغضب أثناء القيادة، والعنف المنزلي، والإساءة للأطفال، مما يؤثر سلباً على مستقبل الفرد. مثل: فقدان الوظيفة، أو الأسرة، أو الصداقات، أو حتى السجن في بعض الأحيان.

نصائح للسيطرة على الغضب بطرق صحية

تقبل مشاعر الغضب كجزء لا يتجزأ من حياتك.
-تعرف على السبب الكامن وراء الغضب، حيث سيساعدك ذلك على محاولة التوصل إلى استراتيجيات للتعامل معه.
– حاول ممارسة الاسترخاء أو التأمل أو اليوجا.
– ابتعد عن المكان الذي حدث فيه الموقف حتى تهدأ، خاصة إذا فقدت السيطرة على غضبك.
-ممارسة أي نشاط بدني، كالركض، أو بعض الرياضات الخفيفة.
– تحدث مع شخص مقرب منك للتنفيس عن المشاعر السلبية المتراكمة بداخلك.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً