معنى المثل يضرب ولا يقاس

ومعنى المثل يجب استعماله وليس قياسه. هناك مقولة تدل على أن المثل يستعمل ولا يقاس، ولكن هذا ليس في كل الحالات، إذ أن هناك حالات يستخدم فيها المثل ويقاس، في بعض المواقف، وهنا لأن أصل المثل يجب وضعها في مكانها وفقًا للحالة لكل حالة على حدة. وسوف نتعرف على معنى المثل “لا يمكن قياسه” في حيثيات المقال.

معنى المثل ملفت للنظر ولا يقاس

الأمثال مرفوعة ولا يمكن قياسها. بل هناك حقيقة وتشابه في الصورة. وما بين المثل: (فحل النشارة في الحديقة هيبة) ومثل (رقعة خضراء) أن الأول عكس الثاني في المعنى. الشخص الذي يحظى باحترام الناس واحترامه، والذي يضيف وجوده هيبة للمكان وحضوره، يطلق عليه المثل الأول، فشجرة (السن) من أكبر الأشجار وأطولها عمرا، ناهيك عن متانتها العصا التي تصنع منها العصي التي تسمى (السن). أما الشخص البليد الذي يضعونه في مكان ليس له أي قيمة قانونية فيقال عنه ضيعة خضراء، أو (خيال ميت). الماتا (الخرعة أو الخراعة) أو العلامة كما تسمى في بعض أرياف العراق تصنع من الخرق البالية وتثبت على صليب ويوضع على رأسها طرطور لتشبه شكل الإنسان. وعندما تهزه الريح تظن الطيور أنه إنسان وتهرب، ولم تعد تنقر على النباتات أو البذور.

من قال أن الأمثال تعطى ولا يمكن قياسها؟

وذكرني بموقف بعض الكتل السياسية وبعض السياسيين العراقيين المعترضين على الحشد الشعبي المبارك: الحضور والعمل والجهاد والإخلاص والإيمان والتضحية والعدل والعفو والعطاء. ويذكرني بكل تلك المواقف التي بدلت السيئات بالحسنات والجمال والطيبة والإبداع عبر التاريخ. وهي مواقف غير إنسانية تهدف إلى تحقيق مصالح ذاتية على الأرض. مراعاة حياة الآخرين وسلامتهم وأمنهم، بما في ذلك أقرب الأشخاص. ولهذا السبب بالذات تحولت مواقفهم إلى حكم وأقوال وأمثال يتداولها الناس عبرة في مجالسهم وحياتهم العامة.

وحتى لا يترك القول أو المثل أثراً قد لا يرضى به البعض لحساسيته؛ سواء من حيث المفردات أو جنس المخاطب في القول أو المثل، حيث تتحدث مع رجل وتضرب له مثلا، فإن كلامه موجه إلى أنثى، وهو يعترض على هذا الجانب من منطلق ذكوري دون الالتفات لمضمون المثل. ومن أجل كل هذا أنشئت قاعدة (الأمثال تستعمل ولا تقاس) والتي نالت شهرة كبيرة مثل الأمثال نفسها، وهي القاعدة التي أحتاج أن أتذكرها في هذا الصدد.

الأمثال المستخدمة لحفظ اللسان

وتتمثل وظائف اللسان في عدة محاور: الأول هو تحويل الأصوات الخارجية من الحلق إلى حروف مفهومة، والثاني أنه يعتبر عضو حاسة التذوق، والثالث هو تحريك الطعام والمساعدة على التذوق. البلع، وغيرها.

وقد ذكر أجدادنا أن لها وظائف أخرى لم نجدها في كتب التشريح، مثل: ذكر الله، والقول الصالح. إلا أن أجدادنا لم يقولوا، ولم تذكر كتب التشريح وعلم وظائف الأعضاء أن من وظائف اللسان تحويله إلى أسنان لطعن الناس.

يتم إعطاء الأمثال

(جفيان شار ملا عليوي)
في إحدى القرى العراقية الطيبة كان هناك مسجد يصلي فيه جميع أهل القرية باستثناء شاب لم يراه أهل القرية من قبل. دخل هذا المسجد ليصلي فيه، وكان إمام المسجد يدعى (عليوي). ولهذا السبب كان هذا الإمام يكره هذا الشاب، حتى أصبح مثلاً عندما أراد أن يصف شخصاً سيئاً، فقال: لا تكن مثل الشاب الفلاني. ومرت الأيام، وفجأة أراد الشاب أن يتزوج، فقال له أصحاب القرية: ليس هناك أحد غير إمام المسجد يعقد لك الزواج، وليس هناك غيره. يرضى عنك لأنك لم تصلي في المسجد، فاذهبي وصلي في المسجد حتى تتم موافقته ويتم العقد على إتمام زواجكما. فذهب الشاب إلى المسجد ليصلي وتوقف لأداء النية. ثم قال: نويت أن أصلي صلاة الفجر باسم جفيان شر الملا عليوي. ولذلك ينطبق هذا المثل على كل من يقوم بعمل أجبر عليه. ليدفع شر أصحابه لا غيره.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً