مفهوم الادب الاسلامي

مفهوم الأدب الإسلامي. وسوف نتعرف معًا في السطور التالية على مفهوم الأدب الإسلامي.

الأدب الإسلامي

الأدب في الإسلام والأدب الإسلامي لقد فتح الدين الجديد أفقاً جديداً للأدب العربي بجلبه معاني جديدة، كما أثرى اللغة العربية بكلمات جديدة. وكان التأثير الأكبر على القرآن، وهو ملحق بالحديث، وهو ما روي عن محمد من قول قاله، أو قصة فعل فعله. وقد أضيف إلى هذا الأخبار المنقولة عن الصحابة.
ويمكن تقسيم الأدب الإسلامي حسب العصور التاريخية التي مر بها:
العصر الراشدون والأمويون (622-750م/1-132هـ).
العصر العباسي (750 – 1258 م / 132 – 656 هـ).
العصر التركي (1258 – 1798 م / 656 – 1213 هـ).
عصر النهضة الذي يمتد خاصة من أواخر القرن الثامن عشر إلى اليوم.

العصر الراشدون والأمويون

أثر القرآن والحديث في اللغة والأدب
وكان القرآن أحد العوامل التي وحدت اللغة، وفرضت لغة قريش، ووسعت دائرتها. وكان أقوى سبب عمل على إبقاء اللغة العربية حية ونشرها في البلاد. كما كان من أسباب تهذيب الألفاظ وتنعيم الأساليب. وهو أساس العلوم الدينية الإسلامية، مثل الفقه والتفسير والعلوم اللغوية والرسمية والنحوية عند العرب.
وأما الحديث عند المسلمين في المرتبة الثانية للقرآن من الدين ونحوه؛ فهو يبين ما جاء في القرآن بشكل عام، ويوضحه ويفصله. ولم يُكتب الحديث إلا في القرن الثاني الهجري (الثامن). وله بلاغة رفيعة وبلاغة عظيمة. وكان له أثر كبير في اللغة والأدب، إذ وسع المادة اللغوية بإدخال المصطلحات الفقهية والدينية والتعابير الجديدة، كما ساعد القرآن في حفظ اللغة ونشرها.

غادر العرب جزيرتهم

ترك العرب جزيرتهم نتيجة الفتوحات، واختلطوا بشعوب ذات حضارات مختلفة، ورثة حضارات الأمم القديمة، وتتكون من أجناس سامية وحامية وآرية مختلفة بعقليات وميول مختلفة. وأهم هذه الشعوب هم الفرس والروم. ورغم أن العرب كان لهم بعض الاتصالات معهم، إلا أنها لم تكن عميقة. لكن الآن أصبح الاختلاط شديدا، حيث تشابكت اللغات والأفكار والمعتقدات. وهكذا اتسعت آفاق العرب، وتغلغلت إليهم عادات الفرس والروم وأنظمتهم الاجتماعية والسياسية. وكانوا يأخذون منهم ما يحبونه ويتوافق مع أذواقهم، مثل تدوين المجموعات وتنظيم الجيوش. وتزايدت ثقافات تلك الأمم الثقافية العربية ثراء وغنى، ووسعت العقل العربي بتراثها الثقافي الضخم، ثم اللغات الفارسية والرومانية، والفقه الروماني والحكمة اليونانية، ثم الأساليب الكتابية للفرس واليونان، ثم هذه وأشياء أخرى تترك أثرها في لغة العرب وتشريعاتهم وأساليبهم الكتابية، وفي تفكيرهم، وخاصة أنا الموالي الذين تم إقصاؤهم من مناصب الدولة، وتفرغوا للعلوم الشرعية والفنون الأدبية، ومنهم كانوا رجالا الفقه وكتاب المجموعات. الشعراء والعلماء. لقد تركوا أثرا كبيرا في الثقافة العربية.

الأدب الإسلامي تعريفه وخلفيته

الأصل والخصائص

الأدب الإسلامي وإن كان وجوده من أقدم العصور -حتى من العصر النبوي- إلا أنه اشتهر كمدرسة أدبية في خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي، والوقت الحاضر هو العصر الذهبي للأدب الإسلامي. أتاحت لنا الفرصة لنتعرف ما هو الأدب الإسلامي؟ ما هي تربيتها؟ ما هي خصائصه؟ ويتم توضيح ذلك بإيجاز في ما يلي:
تعريف الأدب الإسلامي:

الأدب الإسلامي هو: “الأدب الذي وُضع لشرح عقيدة الإسلام وتعاليمه السمحة بالمعنى الشامل، النابعة من روح الإسلام ومبادئه”. هذا مصطلح جديد، وله عدة تعريفات مماثلة.
وأهمها تشمل الباقي:

1- يقول الدكتور عبد الرحمن رأفت باشا:
“الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن حقيقة الحياة والكون والإنسان، من وجدان الكاتب، وهو تعبير ينبع من التصور الإسلامي للخالق -عز وجل- ومخلوقاته، ولا يتعارض مع القيم الإسلامية “.
2- يقول الدكتور مأمون جرار – الأستاذ في جامعة عمان الأهلية، ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن -:
“الأدب الإسلامي هو الأدب الذي يعرض التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان. وهنا يجب أن نركز على الوضعين الأدبي والإسلامي.
3- يقول القاص الإسلامي الأستاذ نعيم الغول – المساعد الإداري في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في عمان -:
“يجب أن نتجنب العفوية في التعريف، ولذلك أقول: الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الجميل الهادف وفقاً للتصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان، ومن المهم أن يكون تعبيراً هادفاً؛ أي: هو الالتزام بالإسلام.
يمكننا أن نقول:
الأدب الإسلامي هو الأدب الذي قام على الكتاب والسنة والفكر الإسلامي ومناهجه وثقافته، وكل أدب سوف يقوم على هذا المنهج من الآن وحتى المستقبل.
خلفية عن ظهور الأدب الإسلامي:
يعتبر الأدب الإسلامي أدباً جديداً من حيث مكانته في مناهج الدراسات الأدبية في المؤسسات والمعاهد العلمية. ولسنا أول من دعا إلى إقامة عقيدة إسلامية في الأدب. بل اقتفينا خطى نخبة من أعيان المسلمين والكتاب الموهوبين.
وأول من كتب في هذا الموضوع ولفت الانتباه إليه هو سماحة الشيخ أبو الحسن علي الندوي عندما تم اختياره عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق. وقدم بحثاً دعا فيه إلى تأسيس الأدب الإسلامي والعناية به.
وفي عام 1961م نشر الأستاذ محمد – شقيق السيد – كتابه “منهج الفن الإسلامي”. استجابة لدعوة أخيه، ونشر فكرته وتركيزها.
وفي عام 1963م قدم الدكتور نجيب الكيلاني كتابه في الأدب الإسلامي تحت عنوان “الإسلاموية والمذاهب الأدبية”.
وفي عام 1974م، جاء الدكتور عماد الدين خليل وأخذ خطوة رائدة في التعريف بالأدب الإسلامي في كتابه “في النقد الإسلامي المعاصر”، وبذلك انفتح المجال على مصراعيه أمام المبدعين والعلماء في هذا المجال.
تقديم فكرة الشيخ أبي الحسن علي الندوي عن الأدب الإسلامي؛ وعقد مؤتمر تحت اسم: “الندوة العالمية للأدب الإسلامي”، باعتبارها الخلفية الأصلية والتاريخ الحقيقي لنشوء المذهب الإسلامي في الأدب كغيره من المذاهب الأدبية. عقدت هذه الندوة في دار العلوم – ندوة العلماء في لكناو بالهند – في أيام 17 و 18 و 19 إبريل 1981م. وحضر الحفل ممثلون عن الجامعات والمراكز العلمية والأدبية من القارة الهندية والدول العربية والإسلامية.
ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة:
1- دعوة الباحثين إلى إبراز مفهوم الأدب الإسلامي، والكتابة عن تاريخ الأدب العربي وفق النظرية الإسلامية الصحيحة.
2- إنشاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية وإنشاء أمانتها العامة ومقرها ندوة العلماء في لكناو بالهند.
3- إعادة النظر في المناهج الدراسية مع مراعاة أنها تنمي وعي الشباب المسلم.
4- تنسيق جهود الكتاب الإسلاميين.
5- القيام بالتربية والأدب الإسلامي للأطفال والشباب.

خصائص الأدب الإسلامي:

يتمتع الأدب الإسلامي بصفات بارزة وخصائص واضحة تميزه عن غيره من المذاهب الأدبية. وهذه الخصائص كثيرة، وسنتناول أهمها على النحو التالي:
1. إنه أدب غائي هادف:
وذلك لأن الكاتب المسلم لا يجعل من الأدب غاية في حد ذاته، كما يدعو أتباع مبدأ “الفن من أجل الفن”؛ بل هو وسيلة لغاية، وهذه الغاية تتلخص في تثبيت الإيمان بالله -تعالى- في الصدور، وترسيخ القيم الفاضلة في النفوس.
2. الأدب الملتزم:
وليكن التزامنا مختلفا عن التزام الاشتراكيين والوجوديين، فهو التزام بالإسلام وقيمه وتصوراته، وتقييد لمبادئه ومثله وأهدافه.
3. أنه أدب أصيل:
وتتجلى هذه الأصالة في التزام الكاتب الإسلامي بالخصائص الأصيلة للأمة الإسلامية، وبخصائصها النقية، وتدقيقه في أدبه للخصائص الخالدة الباقية لروحها السامية النفيسة.
4. الاستقلال:
وذلك عندما يتخلص الكاتب الإسلامي من تأثير الكتاب المتميزين الذين يجذبون من هم دونهم بجاذبية كبيرة، ويتحكمون في رؤيتهم للأشياء. ويتحقق هذا الاستقلال بالتصميم من جهة، وبتكوين الشخصية الأدبية الإسلامية من جهة أخرى. بحيث لا يُرى الكاتب المسلم إلا بعين الإسلام، ولا يسمع إلا بأذنيه، ولا يشعر به إلا بحواسه.
5. الثبات والثبات:
الأدب الإسلامي، لأنه يستمد قيمه ومحتوياته وتصوراته من الإسلام الراسخ، يحافظ دائمًا على شخصيته وجنسيته وروحه وتفكيره وذكريات ماضيه، وإذا تغير فيه شيء على مر العصور، فقط ملابسه وملابسه. تتغير الأشكال.
6. الأخلاقية:
الأدب الإسلامي هو الأدب الأخلاقي بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات. وذلك لأن الالتزام الأخلاقي للكاتب الإسلامي يشبه عبقريته.
7. الكمال:
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تضافر الشكل والمضمون. وعليه، فلا يكفي أن يكون الأدب السيئ في بلادنا موضوعا إسلاميا، إذ أن كثيرا من مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخرج من الأدب الإسلامي. وذلك لأن الأدب الذي نهدف إليه يجب أن يجمع بين سمو الغاية وسمو الوسيلة.
8. الوعي:
نريد من الكاتب الإسلامي أن يكون واعيا لذاته المؤمنة، وأن يشعر بعمق بالمسؤولية التي ألقاها الله على عاتقه، وأن يقدر جدية الكلمة وشرفها وقيمتها.

وفي الختام: يمكننا أن نقول:

الأدب الإسلامي هو تصوير الحياة والإنسان والكون في صورة فنية تلتزم بفلسفة الجمال الإسلامية. يجب أن نولي الاهتمام الواجب لهذه الأدبيات. نشر الإسلام ونشره في جميع أنحاء العالم، مع الالتزام بالخصائص المذكورة أعلاه، والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً