مفهوم الانتماء في علم الاجتماع

مفهوم الانتماء في علم الاجتماع وأنواع الانتماء. وسنتحدث أيضًا عن خصائص الانتماء، وسنذكر أيضًا أهمية الانتماء. كل هذا من خلال مقالتنا. تابعنا.

مفهوم الانتماء في علم الاجتماع

يعد مفهوم الانتماء الاجتماعي من أهم المفاهيم المحورية التي تحدد طبيعة علاقة الفرد بالمجموعة في كل زمان ومكان. ونقيضه التام هو مفهوم الاغتراب الذي يعني ابتعاد الفرد نفسيا عن نفسه وعن جماعته.
والمقصود بها هو الميل الذي يدفع الإنسان إلى الدخول في إطار اجتماعي وفكري محدد، مما يتطلب الالتزام بمعاييره وقواعده، ودعمه والدفاع عنه ضد الأطر الاجتماعية والفكرية الأخرى. وهو أحد المفاهيم الأكثر استخدامًا في الأدبيات الاجتماعية والتربوية. يميل الباحثون في علم الاجتماع إلى تحديد الانتماء الاجتماعي للفرد وفق معيارين. مبدأان متكاملان هما: العامل الثقافي الذاتي الذي يأخذ شكل الولاء لجماعة أو معتقد معين، ومن ثم العامل الموضوعي الذي تمثله معطيات الواقع الاجتماعي الذي يحيط بالفرد، أي الانتماء الفعلي للفرد أو المجموعة.
ولذلك فإن الولاء هو الجانب الذاتي لمسألة الانتماء، ويعبر عن الحدود القصوى للمشاركة العاطفية والوجدانية بين الفرد وجماعة الانتماء. وهو نتاج عملية تبادلية بين الفرد والمجتمع أو المجموعة التي يفضلها العضو. ويشير أيضًا إلى الانتماء إلى كيان يتحد معه الفرد ويتكامل معه، كعضو مقبول. يحظى بشرف الانتماء ويشعر بالأمان فيه، وقد يكون هذا الكيان جماعة أو طبقة أو أمة، وهذا يعني تقاطع الولاء مع الانتماء، الذي يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره. تجاه الجهة التي ينتمي إليها.
المواطنة هي الانتماء إلى مجتمع واحد يتضمن بشكل عام رابطة اجتماعية وسياسية وثقافية موحدة في بلد معين. ووفقاً لنظرية جان جاك روسو عن “العقد الاجتماعي”، فإن المواطن لديه حقوق إنسانية يجب أن توفر له، وفي الوقت نفسه يتحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يجب عليه القيام بها. نظراً لأهمية مصطلح المواطنة، قامت العديد من الدول بتعريفه وإبراز الحقوق التي يجب أن يتمتع بها المواطن، وكذلك المسؤوليات التي يجب على المواطن القيام بها تجاه المجتمع، بالإضافة إلى ترسيخ قيمة المواطن. فاعليته في نفوس المتعلمين، وفي القانون، يشير مصطلح المواطنة إلى وجود صلة بين الفرد والدولة.
إن التأصيل النظري لمفهوم المواطنة والانتماء يظهر أن (المواطنة) هي الدائرة الأوسع التي تشمل مختلف الانتماءات في المجتمع. كما تضع معايير تلزم الأفراد بواجبات والتزامات معينة تحقق التكامل والمشاركة في تحقيق مصالح الفرد والأمة.

أنواع الانتماء

1- الانتماء الوطني :

ومفهوم الانتماء يعني الارتباط بالأصول والدفاع عنها والتمسك بها، وعكسه الاغتراب الذي يؤدي إلى الضعف والتراجع والخضوع. وذلك لأن الإنسان الذي ليس له أصل وجذور قوية يعتمد عليها، لا يستطيع مواجهة أصغر مشكلة تواجهه في الحياة، وللانتماء أنواع كثيرة، وكلها مهمة. فهو ضروري لحياة الفرد وحياة الأمم والشعوب أيضاً. أما الانتماء الوطني فهو المقصود بالانتماء إلى الوطن من خلال حمل جنسيته. أي أن هذا الانتساب يعود إلى أسلاف الإنسان القدماء الذين سكنوا البلاد وعاشوا فيها سنوات طويلة.
ويعني أيضاً التمسك بالوطن، والدفاع عنه، والخوف على ثروته ومصالحه، فالوطن هو الذي يحمي ويدافع عن الإنسان الذي يعيش فيه، ويبعد عنه الشر والأذى والأذى من القوى الأجنبية. التي تحاول احتلاله والسيطرة على عقله. والوطن، وإن كان جواراً لساكنيه ومواطنيه، يبقى عزيزاً على الناس. قلوبهم، ولا يستطيعون رؤيتهم ينهارون أمام أعينهم دون أن يفعلوا شيئاً، وهذا هو المعنى الحقيقي للانتماء الوطني، وهو يشبه إلى حد ما ما يسمى بالانتماء الوطني.
2- الانتماء الديني :

يعد الانتماء الديني من أهم أنواع الانتماءات التي يجب الالتزام بها والحفاظ عليها. ويعني أن يرتبط الإنسان بدينه، ويحافظ على قيمه ومبادئه وأخلاقه وأوامره، ويلتزم بها، ويبتعد عن نواهيه. وهذا الانتماء هو ما يحقق العزة والكرامة للفرد ويحفظ هويته وشخصيته بعيدا عن عثرات المجتمع. والأخطاء والعثرات التي يقع فيها بسبب غياب هذا الانتماء الديني.
وما تجدر الإشارة إليه في ظل ظروف الحرب وهجرة الكثير من المسلمين إلى بلاد غير إسلامية، هو أن الانتماء الديني يكاد يكون معدوماً، لأنه لكي يندمج المسلم في المجتمع الجديد والبلد الذي يعيش فيه ويجب عليه أن يظهر الولاء والقبول لجميع جوانبها، حتى لو كانت مخالفة للانتماء الديني الذي يعيش فيه. وهنا تبدأ المشاكل، وتظهر العديد من الفجوات الاجتماعية التي تحول حياة الإنسان إلى جحيم لا يطاق. فالانتماء الديني له الأولوية على أي انتماء آخر.
3- الانتماء السياسي :

قد يظن البعض أن الانتماء السياسي والانتماء الوطني مترادفان، لكن الحقيقة غير ذلك. الانتماء السياسي أوسع من الوطني، لأن الانتماء السياسي قد يجمع أفراداً من دول مختلفة تحت مظلة طائفة واحدة أو توجه فكري سياسي واحد، وهذا يعني قوة أكبر، وكل إنسان يجب أن يساعده الانتماء السياسي في تحديد اتجاهه في الحياة. ويبني عليها تطلعاته المستقبلية، على ألا يتعارض هذا الانتماء السياسي مع انتماء الشخص الديني العقائدي.
ومن أمثلة الانتماء السياسي محاولات الغرب الدائمة والمستمرة لتغيير توجهات المسلمين وصهرهم في بوتقة الفكر والسياسات والمذاهب الغربية. وهدف هؤلاء إضعاف المسلمين وتشتيتهم، تحت شعار الحضارة. لكن من يتبع هذا الطريق لن يكون سوى وحش ولقيط في عالم الحضارة الزائف. وهو ما يسترون ويختبئون وراء أحقادهم ونواياهم الخفية.
4- الانتماء الفكري :

إن الحديث عن الانتماء الفكري لا يقل أهمية عن الانتماء الوطني أو السياسي، لأن الفكر والثقافة ضروريان لكل إنسان، ويجب أن يكون لدى الإنسان أصول ثقافية فكرية تعبر عنه وتحدد شخصيته ومبدأه في الحياة. والمقصود بالانتماء الثقافي هو الانتساب إلى المعرفة والمهارات والخبرات. ينمي عمران النفس البشرية ويساهم في صقلها وتصحيحها وتحديد هويتها الفكرية.
ومن أمثلة الانتماء الثقافي أو الفكري مجموعة المثل والأهداف والنماذج التي صاغتها الفلسفات والتوجهات الفكرية، والتي التزم بها الإنسان ضمن جماعة معينة وحددت طريقة تفكيره، وتمكن من خلالها من تحديد توجهاته. التوجهات والتطلعات الثقافية المستقبلية. من المهم أن يكون الشخص المنتسب ثقافيًا مرنًا ويتقبل الآراء الأخرى. يسمعه ويستفيد منه. وانتماؤه الثقافي لا يعني أن الثقافات الأخرى خاطئة وغير صحيحة.

خصائص الانتماء

ويعتبر شعوراً ثابتاً، بمعنى أن انتماء الإنسان إلى شيء ما يكون مباشراً وكاملاً وكاملاً حتى يتحقق مفهوم الانتماء بشكل صحيح.
فهو يعتبر عاملاً من عوامل بناء المجتمع؛ وعندما ينتمي الإنسان إلى مجتمعه فإن ذلك يشجعه على المحافظة عليه وضمان نموه وازدهاره الدائم.
– يقلل من انتشار الظواهر السلبية؛ تعزيز الانتماء في قلوب الناس يساهم في جعلهم يقدرون المكان الذي يتواجدون فيه، مثل: بيئة العمل. إن إنتماء الموظف لعمله يجعله يقوم بالمهام المطلوبة منه بشكل صحيح وسليم، ويمنعه من الإهمال في أداء أي عمل يطلب منه.
– يساعد على تقوية الروابط الاجتماعية؛ عندما يتعلق الانتماء بالبيئة المحيطة بالفرد، فإنه سيحقق كافة الأنشطة والأعمال التي تساهم في زيادة التعاطف بينه وبين الأفراد الآخرين، خاصة عند الاعتماد على نشر المبادئ الأخلاقية، مثل: الكرم، والإيثار، وحسن الجوار، وغيرها. .

أهمية الانتماء

1- يزيد من أواصر العلاقات الشخصية والاجتماعية مما يدعم نهضة ونجاح بناء المجتمع في الدول.
2- يساعد على نشر الأخلاق الحميدة والمبادئ السامية وروح التعاون والأخوة.
3- يفيد في دعم عملية التقدم والتطور في المؤسسات والشركات، وذلك من خلال القيام بالأعمال المطلوبة بالطريقة الصحيحة.
4- الشعور بأهمية دور الانتماء ومشاركة الفرد في تحقيق مصالح وأهداف العمل بشكل إيجابي، في البيئة الأسرية أو المجتمع المحلي.
5- شعور الفرد بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع الذي يعيش فيه، مما يكسبه حالة من الاستقرار والراحة النفسية والشعور بالمسؤولية، والسعي المستمر لتحقيق الذات والتقدير والاحترام من الآخرين.
6- الانتماء للوطن والعشيرة يعطي الشعور بالأمان وعدم الغربة والقرب بين الفرد ومن حوله مما يجعله يشعر بأنه ليس وحيداً ومحاطاً بالكبرياء والأحباء.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً