مفهوم الصداقة في علم النفس تختلف مفاهيم الصداقة بحسب الدراسة التي تتناولها، وتتحدث عنها، وتغطي جوانبها، ولكن المعنى الأصح الذي يمكن أن نعتمد عليه لمعرفة المفهوم الحقيقي للصداقة هو علم النفس، إذ فيشرحها لنا بشيء من التوضيح والتيسير، وسنتعرف معًا في السطور القليلة القادمة على معنى الصداقة من وجهة نظر علم النفس وعلمائه.
مفهوم الصداقة في علم النفس
يعود مفهوم الصداقة إلى أرسطو، أحد كبار علماء النفس الذين درسوا الكثير عن مفهوم العلاقات والصداقات، وكان تعريفه كالآتي: الصداقة هي خط وسط بين أخلاقيين. الصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يقبله الآخرون كما ينبغي. أما من يبالغ لكي يكون مقبولا من الجميع إلى درجة أنه لا يعترض على شيء حتى لا يسيء إلى الآخرين، فهو مطيع إذا فعل ذلك دون طلب منفعة شخصية بسبب شغفه بالإرضاء. أما إذا كان يهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية فهو متملق. على العكس من ذلك، يصف أرسطو الشخص الذي لا يهتم بقبول الآخرين له بأنه شرس، صعب المراس، جامح، ويصعب التعايش معه.
معايير الصداقة من منظور نفسي
1- الاستمتاع بصحبة الصديق: هذه من الأمور المهمة التي يجب الاهتمام بها، حيث تبدأ الصداقة في التلاشي عندما يصبح قضاء الوقت مع الصديق واجباً ثقيلاً.
2- الاختيار: أهم خطوة نمر بها في حياتنا. نحن نختار أصدقائنا وهم يختاروننا بمحض إرادتهم. وقد لخصت إحدى النساء هذه الفكرة بالقول: «أشعر أن أصدقائي هم عائلتي التي اخترتها.
3- المنفعة: المقصود هنا ليس المنفعة أو الحاجة المادية، ولكن يجب معرفة أن الأخذ والعطاء المتبادل ضروريان في علاقة الصداقة، والمقصود هنا مساعدة كل طرف للآخر وتقديم الدعم في الأوقات. من الحاجة.
4- الالتزام: وهو من الأشياء التي يهتم بها الجميع دائمًا. تختلف درجة الالتزام بعلاقة الصداقة بحسب الطاقة التي يستهلكها الشخص في التزاماته الأخرى في كل مرحلة عمرية، إلا أن الكثير من النساء يعتقدن أن الصداقة الحقيقية تظهر في أوقات الأزمات. الأصدقاء الحقيقيون فقط هم من يستطيعون المساعدة في هذه المواقف، بغض النظر عن الصعوبات والانشغالات الأخرى التي تمنعهم من ذلك.
معايير اختيار الصديق من الناحية النفسية
تنقسم آراء علماء النفس إلى تحليلين مختلفين بشأن اختيار الصديق، وهما على النحو التالي
1- الرأي الأول: اختيار الصديق يجب أن يكون بحذر شديد. لأن الصديق يحل محل الأهل والعائلة في كثير من الأحيان، ويأخذ دور الطبيب النفسي عند بعض الأشخاص في كثير من الأحيان. إن قدرة هذا الصديق على معالجة مشاكل الصديق يجب أن تتميز بالحكمة والرزانة والعقل، وإلا أصبحت هذه الصداقة، لا سمح الله، عبئا كبيرا.
2- الرأي الثاني: للدراسة الثانية: على الأسرة عبء كبير في مراقبة أصدقاء أبنائهم والوعي الكامل بظروفهم حتى لا تقع المشكلة في الاختيار الخاطئ للصديق.
صفات الصديق الجيد
تختلف معايير الصديق الصالح باختلاف طريقة تربيته وطريقة تفكيره، ولكن تبقى هناك ثوابت تبين لنا من هم السلف الصالح، وهم كما يلي:
1- التواصل الدائم، فمن الضروري أن يبقى الصديق على اتصال دائم بصديقه، فالصديق الحقيقي يحترم التغير في علاقات صديقه الاجتماعية، ويبقى أيضاً على اتصال دائم معه مهما تباعدت الأماكن. هي ومدى اختلاف الظروف. إنه يفهم صديقه بعمق، فالصديق الحقيقي هو مرآة صديقه.
2- الصديق الحقيقي يبذل كل ما في وسعه ليشعر صديقه بالسعادة والطمأنينة.
3- الصديق يساند صديقه ويقف إلى جانبه ويدافع عنه ولا يسمح بإهانته أو التقليل من احترامه سواء في حضور صديقه أو في غيابه.
4- يسامح صديقه ويعفو عنه، فالصديق يعترف بالخطأ ويعتذر عنه. كما أنه يسامح صديقه إذا أخطأ ويسامحه، فهو عنده حسن الظن به. وأخيراً: ليس كل من قال هذا صديقي كان صادقاً. أتمنى على كل شخص يريد أن يكون صديقًا أن يضع هذه المعايير في المقدمة. .
الفرق بين الصداقة والحب
هناك فرق كبير بين الصداقة والحب. ليس بالضرورة أن يكون هناك حب بينك وبين صديقك. الحب أعظم بكثير من الصداقة.
ويشير عالم النفس ديفيس إلى أن: الحب والصداقة يتشابهان في جوانب عديدة، لكنهما يختلفان في جوانب أساسية تجعل الحب علاقة أعمق، لكنها أقل استقرارا. ويعبر ديفيس عن العلاقة بين المفهومين بجملة مختصرة يشير فيها إلى أن الحب هو الصداقة (حيث يشمل كل… مكونات الصداقة) لكنه يضيف إليها مجموعتين من الخصائص: العاطفة والرعاية.
الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة
الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة هي:
– الاستمتاع بصحبة الطرف الآخر.
– تقبل الطرف الآخر كما هو.
– الثقة في اهتمام كل طرف بمصالح الطرف الآخر.
-احترام الصديق أو الحبيب والإيمان بحسن سلوكه.
-المساعدة عند الحاجة.
– فهم شخصية الطرف الآخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكه.
العفوية وشعور كل طرف بأنه نفسه في حضور الطرف الآخر.
-الكشف عن التجارب والمشاعر الشخصية.