مكونات مياه الأمطار، وكذلك ما إذا كانت مياه الأمطار صالحة للشرب. وسنذكر أيضاً العوامل المؤثرة على تكون الأمطار، وسنتحدث أيضاً عن أضرار شرب مياه الأمطار. كل هذا من خلال مقالتنا. تابع معنا.
مكونات مياه الأمطار
تحتوي مياه الأمطار على تراكيز قليلة من العديد من العناصر المستمدة من انحلال الجزيئات المنتشرة في الهواء والتي تنتج عن اتزان مياه الأمطار مع الغازات الجوية.
وتبلغ كمية المواد الذائبة في مياه الأمطار المكونة من كتل هوائية فوق البحار أكثر من 10 أجزاء في المليون (ppm) وأقل من جزء في المليون في مياه الأمطار المتساقطة داخل القارات.
والمكونات الرئيسية الذائبة في مياه الأمطار هي كلوريدات الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكبريتات.
تنشأ هذه الأملاح من المحيطات والمناطق الساحلية من انحلال الهباء الجوي الذي يتكون أثناء رذاذ البحر.
وفي المناطق القارية يضاف جزء كبير من الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والكبريتات الذائبة إلى مياه الأمطار المتساقطة نتيجة تفاعل مياه الأمطار مع الغبار الجوي.
إن وجود الأكسجين الحر وثاني أكسيد الكربون يجعل مياه الأمطار عامل مؤكسد طبيعي وفي نفس الوقت لها خاصية حمضية.
ويصل مستوى الرقم الهيدروجيني (تركيز أيون الهيدروجين) إلى 5.7 لمياه الأمطار المتعادلة مع الجو الطبيعي، ولكنها ذات طبيعة حمضية قوية في بعض الأماكن الصناعية بسبب وجود غازي ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت الناتج عن النفايات الصناعية.
تحتوي مياه الأمطار على تركيزات متفاوتة من العناصر النزرة الإضافية ومركبات أخرى، يحتوي بعضها على معادن ثقيلة ونوى مشعة ناتجة عن التلوث الصناعي والتجارب النووية، على التوالي.
وتساعد تساقطات مياه الأمطار على نقل كميات كبيرة من هذه المواد من الغلاف الجوي إلى القارات والمحيطات.
هل مياه الأمطار صالحة للشرب؟
يلتقط ماء المطر بعض الجراثيم والغبار عند تساقطه، فلا يجوز شربه مباشرة. بل يجب معالجته أولاً، بالغلي والتصفية. ولقتل الجراثيم والبكتيريا التي تحتويها، وإزالة المواد الكيميائية والغبار والملوثات منها، تجدر الإشارة إلى أنه يجب جمع مياه الأمطار مباشرة قبل ملامستها للأشجار والمباني والمرافق. لشرب مياه الأمطار فوائد عديدة، منها:
1- مياه الأمطار لا تحتوي على الكلور والفلورايد:
يمكن إضافة بعض المواد الكيميائية مثل الكلور إلى الماء المراد استخدامه؛ وذلك لأهميته في قتل الجراثيم الموجودة في الأنابيب وخزانات المياه والتي تسبب بعض المشاكل الصحية. كالتهاب المعدة، والصداع، وغيرها من الأضرار التي قد تحدث للأعضاء الداخلية للجسم، إلا أن مياه الأمطار لا تحتوي على أي من هذه المواد.
2- التخلص من السموم والجراثيم :
تعمل السموم والجراثيم الموجودة في جسم الإنسان على تقليل نسبة حموضة الدم، مما يجعله شديد الحموضة ويسبب مشاكل في الجسم. ولذلك فإن شرب الإنسان لمياه الأمطار سيعادل نسبة حموضة الدم، ويخلصه من السموم، ويجعل الجهاز الهضمي أكثر كفاءة.
3- تعزيز نمو الشعر وقوته :
إن غسل الشعر بمياه الأمطار الطبيعية المعتدلة يعزز من قوته ونموه، على عكس المياه الحمضية التي تضر بقوة وبصيلات الشعر. تعزيز صحة الجلد: الاستحمام بمياه الأمطار يحافظ على مرونة الجلد ورطوبته لفترة طويلة، كما سيجعله يبدو أكثر نضارة وشباباً.
4- منع تكون الحبوب والبثور :
الاستحمام بمياه الأمطار يساعد على قتل البكتيريا التي تسبب الحبوب والبثور على الجلد.
العوامل المؤثرة على تكوين الأمطار
1- التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة :
يبرد الهواء عند صعوده إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، حيث أن تبخر الماء من سطح الأرض وتحوله إلى بخار منخفض الكثافة وحجم أكبر يؤدي إلى ارتفاعه عالياً ويتكثف في السحب ثم يهطل على شكل أمطار، كما هو الحال في الغابات الاستوائية التي تستقبل نسبة أمطار عالية تصل إلى المتر. سنوياً أما بالنسبة للتيارات الهوائية الهابطة فإن الهواء الهابط يسخن بفعل الضغط فيمتص الرطوبة بدلاً من إطلاقها، وبالتالي تشكل صحاري مساحات واسعة على سطح الأرض. وتستقبل معدلات أمطار منخفضة تصل إلى أقل من سنتيمتر واحد في السنة.
2- درجة حرارة الهواء :
عندما تنخفض درجات الحرارة، تنخفض نسبة الرطوبة في الهواء، مما يعني انخفاض معدلات تكثيف قطرات الماء وانخفاض معدلات هطول الأمطار.
3- التيارات البحرية :
وعندما تهب الرياح فوق سطح المحيط، ينشط تبخر الماء ويتجه نحو المناطق الساحلية، خاصة إذا هبت الرياح فوق مياه دافئة. تتلقى هذه المناطق معدل هطول أعلى من المناطق التي تهب فيها الرياح من الساحل باتجاه المحيط.
4- المسافة من الساحل :
تتلقى المناطق الساحلية القريبة من المسطحات المائية، مثل البحار والمحيطات والبحيرات، معدل هطول أعلى من المناطق البعيدة عن الساحل، كما تفقد الرياح رطوبتها تدريجياً مع زيادة بعدها عن الساحل، وقد تصل إلى حد الجفاف. في مناطق بعيدة عن الساحل.
5- سلاسل الجبال:
وعندما تعترض السلاسل الجبلية الرياح تدفعها إلى الارتفاع، مما يزيد من فرص التكاثف وتساقط الأمطار. ولذلك لا تهطل الأمطار في المناطق التي يكون انحدارها في نفس اتجاه حركة الرياح.
أضرار شرب مياه الأمطار
وينصح الخبراء بعدم شرب مياه الأمطار. والسبب هو أن هذه المياه تتبخر في الأصل من الآبار أو الجداول أو الأنهار أو البحيرات. ويصعد الماء إلى السماء، فيبرد، ثم يتكاثف، ويهبط مرة أخرى إلى الأرض على شكل مطر.
إلا أن ارتفاع مستوى تلوث الهواء في البيئة المحيطة بنا يجعل الماء يحمل معه، حيث يعود من الجو العديد من المواد الضارة، بما في ذلك البكتيريا وجزيئات الغبار الدقيقة.
أي أن نقاء مياه الأمطار لا يمكن مقارنته، ولو بشكل تقريبي، بنقاء مياه الشرب العادية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مياه الأمطار لا تحتوي على مواد معدنية مفيدة للجسم، تماماً مثل الماء المقطر.