وفي هذا المقال سنتعرف على من أول من صام، مع معلومات شاملة عنه وعن حياته في هذه السطور.
الصيام في الإسلام
وهي عبادة اتفق المسلمون على تحديد طبيعتها وأساساتها. يعني: “الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية”. كما أن صيام شهر رمضان من كل عام فريضة أجمع عليها المسلمون، فهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفضائله كثيرة، وتشرع قيام لياليه. وخاصة العشر الأواخر منه، والتي تشمل ليلة القدر، وتتعلق بها زكاة الفطر. وهو بالنسبة للمسلمين وقت فرح وصلاح واتصال وعود طيب. فُرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: “كتب عليكم الصيام”، وقوله تعالى: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه.. “، والحديث: “”بني الإسلام على خمس..” وذكر منها: صيام رمضان، وحديث الأعرابي الذي سأل عن شرائع الدين قال: هل علي غيرها؟ أي: صيام رمضان. قال في الحديث: «لا، إلا أن تتطوع بشيء». صيام شهر رمضان من كل عام واجب على كل مسلم مكلف قادر على الصيام بلا رخصة لمرض أو سفر. ولا يصح الصيام إلا لمسلم عاقل يسلم من الحيض والنفاس. للصيام أحكام مفصلة في فروع الفقه، منها وجوب الصيام، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهته، وأحكام الإفطار، والأعذار المبيحة للإفطار، وأوقات الصيام. الصيام، أول الشهر وآخره، وقت الإمساك، والسحور، والفطر، والقضاء، وأداء الصيام، ونحو ذلك.
من أول من صام في الإسلام؟
وذكر الإمام السيوطي في كتابه الوسائل إلى معرفة الأوائل أن أول من صام آدم عليه السلام ثلاثة أيام في كل شهر. رواه الخطيب في (العملية) وابن عساكر عن ابن مسعود بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: روى ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: الصوم الأول صامه نوح ومن دونه حتى صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وكان صيامه ثلاثة أيام من كل شهر حتى صلاة العشاء، وهكذا صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وأول من صام في الإسلام هو النبي صلى الله عليه وسلم، وصام أصحابه اقتداءً لفعله وامتثالاً لأمره. حتى أن صيام شهر رمضان كان فرضاً في كتاب الله عز وجل.
وقد روى الأئمة والفقهاء أن أول إنسان صام هو آدم -عليه السلام- وكان أول صوم له بعد نزوله إلى الأرض وتقبل الله دعاءه وتوبته، وكأن حكمة الله اقتضت أن يكون أول صيام للإنسان الأول أن تكون سبباً لشكر الله والتقرب إليه. وروي أيضاً أنه كان يصوم الأيام البيض الثلاثة من كل شهر قمري، ابتداء من الليلة الثالثة عشرة إلى نهاية اليوم الخامس عشر.
وقد صام نبي الله نوح عليه السلام هذه الأيام البيض بعد آدم عليه السلام، وأضاف إليها صيام اليوم الذي نجاه الله فيه من الطوفان بفضل الله. ويؤيد ذلك ما روي عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يصوم الستة أيام التي بعد العيد. فإذا كانت هذه الأيام الثلاثة البيض ستة وثلاثين يوما في جميع أشهر السنة، فإن عدد رمضان إذا استكمل ثلاثين يوما وضمت إليه هذه الأيام الستة، كان في مجموعه مجموع الأيام التي وصام نوح. عليه الصلاة والسلام.
والحكمة من الصيام لله
سيدنا آدم أول إنسان صام، كان يصوم من أجل التقرب إلى الله. كان يعلم فطرياً أن الصوم وسيلة للتقرب إلى الله، ولكن في الإسلام الصيام واجب على كل مسلم، ولهذا أحكام كثيرة منها:
الصوم تدريب للنفس على الابتعاد عن كل ما يغضب الله. فإذا استطاع المسلم أن يمتنع عن الطعام والشراب ويقاوم الجوع ابتغاء مرضاة الله، فإنه يستطيع أن يبتعد عن المعاصي حتى لا يغضب الله.
وليس الصوم الحقيقي هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل هو الصوم عن جميع الذنوب، وصوم جميع الجوارح. يصوم اللسان عن النميمة والكلام السيء، ويصوم العين عما يسخط الله، ويصوم القلب عن الحقد والأحقاد، وبذلك ينقى قلب المسلم ويقوى على طاعة الله.
– أمرنا الله تعالى بالصيام حتى نشعر بما يشعر به الفقير الذي لا يجد طعام يومه، فنشعر بجوعه وعطشه، وبذلك يحن قلبنا للفقراء ونساعدهم.
الصيام متساو لجميع المسلمين. يمتنع جميع المسلمين عن الطعام في نفس الوقت ويبدأون في تناول الطعام في نفس الوقت. لا فرق بين غني وفقير، فالجميع متساوون.
يساعد الصيام على تقوية الجسم. الامتناع عن الأكل والشرب لفترة طويلة يريح الجسم. كما أنه يساعد في طرد السموم من الجسم، وبالتالي يساعد في تنقية الجسم وتنقية الروح، كما يوفر الراحة الجسدية والنفسية.
أفضل الصيام وأجره
جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن أفضل الصيام وأحبه إلى الله عز وجل. وأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أفضل الصيام صيام داود عليه السلام. قال عليه السلام: (فصم يوما وأفطر يوما، فإنه صيام داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام).[٩] ولا ينبغي للإنسان أن يزيد على هذا الصيام، لأنه قد يسبب له الأذى والتعب، ويمنعه من سائر العبادات والواجبات المفروضة عليه، كالصلاة. وإذا أراد الإنسان أن يتطوع لله عز وجل على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم يصوم. الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر. وكان يصوم عاشوراء، ويوم عرفة، وستة أيام من شوال، ويكثر صيام شعبان، فتلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام.
أنواع الصيام
هناك صيام الفرض، وهو صيام شهر رمضان بأكمله، وهناك صيام التطوع بغرض التقرب إلى الله، ويكون في شهر غير رمضان. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشهر، الاثنين والخميس، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة، وستة أيام من شوال، وكان يصوم كثيراً. وصيامه في شعبان، ومن أراد أن يتشبه بالرسول صلى الله عليه وسلم فصام كما صام.
وهناك من سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصيام فقال له صلى الله عليه وسلم: «صم يومًا وأفطر يومًا». فذلك صيام داود عليه السلام وهو أفضل الصيام». وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث معناه أنه يبيح للإنسان أن يصوم يوما ويفطر يوما آخر، كما فعل داود عليه السلام، لكنه لا يسمح بأكثر من هذا. فالصيام المستمر يمكن أن يضعف الجسم، ويجعل الإنسان غير قادر على القيام ببقية أعماله وعباداته. وكما أن الصوم عبادة كذلك الصلاة والعمل. والعبادات كذلك، ولا ينبغي للمرء أن يهملها.