موضوع التعبير عن التسامح الديني وما هي أهمية التسامح الديني سنتعرف على كل ذلك من خلال مقالتنا.
التسامح الديني
التسامح الديني هو الحب لجميع الناس وعدم التمييز بينهم على أساس اللون أو الجنسية. إن المعنى السائد للتسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخرين باختلافهم واختلافهم. لكن التسامح الديني بمعناه العميق اليوم يرتكز على مبدأ فلسفي وديني
مصطلح التسامح الديني في منظور الإسلام
التسامح الديني مصطلح شائك له أكثر من مفهوم، ويختلف حكمه باختلاف معناه. وإذا كان المقصود قبول الأديان غير دين الإسلام طرقا تؤدي إلى الله عز وجل، والنجاة من عذابه يوم القيامة، فهو مصطلح فاسد. بل هذا كفر مبين لا يقبل معه. عمل صالح يخالف قول الله تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. {آل عمران: 85}.
أما إذا كان المقصود به موافقة الإسلام لأتباع الديانات الأخرى على أديانهم إذا صلحوا المسلمين ودفعوا لهم الجزية، فهو مصطلح قانوني، لأن الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول في ذلك. وذلك لقوله تعالى: لا إكراه في الدين. لقد تم تمييز الصواب عن الخطأ بوضوح. {البقرة: 256}، ومن صور التسامح الديني في الشريعة الإسلامية أن الله تعالى أمر بتحسين الخلق مع جميع الناس، بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم، ما لم يحاربوا الله ورسوله. رسول. قال الله تعالى: وقولوا للناس حسنا. {البقرة: 83} وقال الله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن. والذين ظلموا منهم {4}، وأجاز الفقهاء دفع الصدقة الموصى بها للكفار، كما بينا في الفتوى: 12798.
والخلاصة: أن أهل الذمة لهم ما للمسلمين، ولهم ما للمسلمين، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنما قبلوا الجزية لتكون أموالهم مثل أموالنا، دمائهم ستكون مثل دمائنا. انتهيت.
جاء في كتاب الخلاصة في أحكام أهل الذمة: وعليه فإن لأهل الذمة حق السكن الآمن، المطمئنين على دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وعلى الإمام أن يحميهم من كل من يريد. الإضرار بهم، سواء كانوا مسلمين أو أهل حرب أو أهل ذمة، لأنه التزم بعهد حمايتهم من الاعتداء عليهم، فيجب عليه الدفاع عنهم، ومنع من يريد إيذائهم سواء كانوا مسلمين أو غيرهم. الكفار، وإنقاذ من أسرهم، واسترداد ما أخذ من أموالهم، سواء كانوا مع المسلمين أو منفصلين عنهم في بلد لهم، لأنهم دفعوا الجزية حماية لهم وأموالهم، ومن ومن شروط عقد الذمة أن لا يظلم أهل الذمة ولا يؤذوا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ظلم معاهداً، أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه عليه. يوم القيامة. . انتهيت.
موقف الأديان من التسامح الديني
ومن البديهي أن الأديان بحكم انتمائها إلى السماء، لا تأمر إلا بالخير والحق والصلاح، ولا تدعو إلا إلى البر والمحبة والرحمة والإحسان، ولا توصي إلا بالأمن والسلام والسلام. ولم تكن قط في حد ذاتها عائقاً أمام التبادل والتلاقح والتثاقف، ولا عائقاً أمام التعايش والتعارف والحوار. بل العقبة تكمن في الذين يتصورون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان في أقدار الناس وأقدارهم، وهي المهمة التي… أبى الله تعالى أن يهبها لأنبيائه الصالحين.
والإسلام من جانبه يعترف بوجود “الآخر” المخالف سواء كان فرداً أو جماعة، ويعترف بشرعية هذا “الآخر” من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصور والممارسة تخالف ما يراه شكلاً. والمحتوى. ويكفينا أن نعلم أن القرآن الكريم سمى الشرك ديناً مع بطلانه الواضح، لا لسبب إلا لأنه في ضمير معتنقيه دين.
ومن هنا لم تكن جريمة المشركين في ارتدادهم عن الإسلام، بل في أنهم رفضوا السماح لدين جديد أن يعيش إلى جانب دينهم، فقرروا استئصاله واستئصاله من الوجود.
وقد جمع بعضهم الآيات المتعلقة باحترام الأديان الأخرى واحترام خصوصياتها واتباعها إلى أكثر من مائة آية موزعة في ست وثلاثين سورة.
ولم يقتصر القرآن على تشريع حرية الدين، بل نجد أنه وضع مجموعة من الآداب التي يمكن اعتبارها تربية للتسامح الديني. ودعا المسلمين إلى أن يكونوا موضع دفء ومودة وصلاح وإحسان للآخرين. قال الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم. إن الله يحب المقسطين } .
وتماشياً مع تلك الدعوة إلى حسن الخلق، نرى القرآن يحذر أتباعه وينهاهم عن سب المشركين وسب معتقداتهم، “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواناً”. بدون علم.” ومضمون الآية يدل على أنه تلقين مستمر، حيث أوجب الله تعالى في كل زمان ومكان الالتزام بهذه الآداب وعدم سب الآخرين وعقائدهم.
أثر التسامح على الفرد والمجتمع
يترك التسامح أثراً طيباً في قلب صاحبه، إذ يحرره من مشاعر الكراهية والضغينة تجاه من تعرض له. كما أنه يترك أثراً طيباً في قلوب مختلف الناس. وكما ينتشر الحب والعطف في المجتمع؛ ويمارس الجميع حرياتهم دون حدوث خلافات أو مشاكل. ومن آثار التسامح:
الحصول على رضا الله وبالتالي يكون الإنسان راضياً عن نفسه، فيشعر بالسعادة وتزداد ثقته بنفسه. وهذا يزيد من إنتاجيته ونشاطه، فينشغل بعمله بدلاً من تتبع أخطاء الناس وزلاتهم.
والتسامح ينشر المحبة بين الناس، كما قال الله تعالى: “وَلَا يَسْتَوِي الْخَيْرُ وَلاَ السَّيِّئُ”. ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما ينالها إلا الذين صبروا وما ينالها إلا الصابرون حظا سعيدا عظيما. [فصلت:34]فالإنسان الذي يعفو عمن ظلمه يملك قلبه ويصبح صديقه وقريباً منه، فتنتشر العاطفة في المجتمع.
يعزز التسامح قيمة التعايش بين مختلف أفراد المجتمع، ويحفظ الحريات العامة، ليتمتع الجميع بحياة كريمة وأمن وحرية التعبير وممارسة الشعائر والمعتقدات دون اعتداء أو مضايقة أو ازدراء لمن يختلف عنهم. في المعتقد أو العرق أو الثقافة.
التأثير النفسي والصحي؛ فالشخص السليم الصدر والمرتاح نفسياً هو الذي لا يحمل في قلبه حقداً أو حقداً، وهذا يؤثر على صحة الجسم أيضاً. ووفقا لدراسة أجراها علماء من جامعة تينيسي لملاحظة تأثير المسامحة على الأفراد، فقد لاحظوا ارتفاعا في ضغط الدم وزيادة في التوتر العضلي لدى 20 شخصا تمت دراستهم والذين اعتبروا مندفعين وغير متسامحين مقارنة بالـ 20 الآخرين. الذين أظهروا المغفرة في مناسبتين عندما شعروا بالخداع والخيانة.
التسامح يخلق مجتمعا قويا متماسكا لا توجد فيه الفتن والمشاكل.
إن التسامح يعطي الأولوية للمصلحة العامة على الخاصة، فلا يفكر الفرد في نفسه فقط، بل يسعى أيضاً إلى استقرار وأمان مجتمعه.
فوائد التسامح للفرد والمجتمع
للتسامح فوائد عديدة على الفرد والمجتمع، ومن أهمها:
يحب الناس الإنسان المتسامح، مما يزيل الكراهية والحقد بين الناس.
القضاء على المشاكل، والاهتمام بالمصلحة العامة بدلاً من المصلحة الشخصية، وبالتالي النهوض بالمجتمع.
قدرة الإنسان المتسامح على ضبط نفسه من الكثير من الصفات السيئة، مثل: الحقد، والكراهية، والانتقام من الآخرين.
نيل المتسامح أحب الله عز وجل ورضوانه.
إن المتسامح ينال المجد يوم القيامة.
تحقيق القدرة على التعايش بين الأفراد والشعوب، من خلال قبول الاختلافات بينهم وحفظ حقوق الآخرين.
تبادل العلوم والثقافات وتفعيل الحوارات البناءة، دون التعدي على الآخرين واحترام ثقافتهم وآرائهم.
تحقيق المساواة والعدالة من خلال احترام الثقافات والمعتقدات، وبالتالي تحقيق التضامن والوحدة بين أفراد المجتمع.