موضوع التعبير عن المجتمع، ما هو المفهوم الصحيح للمجتمع، وأهم خصائص المجتمع، كل ذلك سنتعرف عليه في هذا الموضوع.
المجتمع
المجتمع هو مجموعة الأشخاص الذين يشكلون النظام شبه المغلق الذي يشكل شبكة العلاقات بين الناس. يشير المعنى العادي للمجتمع إلى مجموعة من الأشخاص يعيشون معًا بطريقة منظمة وضمن مجموعة منظمة. المجتمعات هي الأساس الذي تقوم عليه دراسة العلوم الاجتماعية. هي مجموعة من الأفراد يعيشون في مكان محدد تربطهم علاقات ثقافية واجتماعية، ويسعى كل منهم إلى تحقيق اهتماماته واحتياجاته.
المجتمع في علم الاجتماع
– مجموعة من الأفراد الذين يتشاركون في الأفكار والمعتقدات والآراء واللغة والتقاليد والعادات، ويعيشون في منطقة جغرافية محددة. كما أنها ترتبط بعلاقات اجتماعية تولد عمليات التفاعل الإنساني، حيث يكون لكل فرد دور أو وظيفة محددة، تعمل على بناء البنية الاجتماعية الشاملة.
– يشعر الأفراد داخل مجتمعهم بحس الانتماء أو روح الجماعة، إذ توجد علاقات وثيقة وعلاقات غير رسمية بين الأفراد، وتختلف طبيعة العلاقة باختلاف الدائرة الاجتماعية وبعدها عن محور الفرد. العلاقات الأساسية للفرد؛ وهي الأسرة والقرابة، والثانوية علاقة الأصدقاء، والثالثة زملاء العمل، والرابع الجيران، والخامس مؤسسات المجتمع المدني، والسادس العلاقات العابرة. وتتكون من خلال تفاعل الفرد مع المراكز الحكومية، أو الأسواق، أو المؤسسات الخاصة، حيث تتفاعل جميع هذه العلاقات وتتقاطع مع بعضها البعض، لتشكل في النهاية البنية الاجتماعية. وهي شبكات من العلاقات التي تتفاعل مع بعضها البعض، كما أنها تؤثر وتتأثر بالتغير الاجتماعي وتغيير المحاور البنيوية للمجتمع. كما تعد الحاجة المتبادلة من أهم العوامل التي تعمل على استدامة المجتمع. ويعني الحاجات المتبادلة بين الأفراد. إن كل علاقة اجتماعية لها حاجة متبادلة، وهذه الحاجة قد تكون معنوية أو مادية. الأسرة حاجة معنوية، وزملاء العمل حاجة مادية.
الثقافة هي القانون الضمني الذي يحرك العمليات والتفاعلات الاجتماعية. الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يحتوي على العادات والتقاليد والأعراف واللغة والدين والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقيم والمعايير، وكل ما يكتسبه الفرد كعضو في المجتمع. المجتمع وعاء للثقافة، كما أن الثقافة وقود المجتمع.
ويختلف تعريف المجتمع في علم الاجتماع عن تعريف الأنثروبولوجيا في التركيز على العناصر الثقافية للمجتمع. وهذا على عكس علم الاجتماع الذي يهتم بالتركيز على دائرة العلاقات الاجتماعية.
– هناك عدة تعريفات للمجتمع من منظور سياسي، ومنظور اجتماعي، ومنظور نفسي، وغيرها.
ويمكن تعريفها اصطلاحا بأنها عدد كبير من الأفراد المستقرين، الذين تجمعهم روابط اجتماعية ومصالح مشتركة، مصحوبة بأنظمة تهدف إلى ضبط سلوكهم، وهم تحت رعاية السلطة.
وقد وصف علماء الاجتماع المجتمع بأنه أكبر مجموعة يمكن أن ينتمي إليها الأفراد، والتي لديها القدرة على التكيف من تلقاء نفسها، وهي كافية لتكون قادرة على الاستمرار.
– من الصعب رسم حدود محددة وثابتة لأي مجتمع. لأن الحدود تتغير وتختلف باختلاف الظروف، وحسب الغرض المقصود من تحديدها.
أنواع المجتمعات
هناك أنواع عديدة من المجتمعات، بما في ذلك:
-وصفت المجتمعات الرعوية، التي اعتمدت بشكل أساسي على تدجين وترويض وتربية الحيوانات لتأمين غذائها وملبسها وطرق انتقالها من مكان إلى آخر، بالمجتمعات البدوية.
المجتمعات الزراعية: المجتمعات التي استقرت في الأماكن التي تكثر فيها الأمطار، وتتوافر فيها الظروف الملائمة لزراعة المحاصيل، واعتمدت على الآلات البسيطة. ثم، بعد الثورة الزراعية، تطور استخدامهم للأدوات الزراعية المتقدمة، مما جعل الزراعة أكثر راحة ووفرت أساليب جديدة للمزارعين، مثل حفظ محاصيلهم واستخدام أنواع مختلفة من الأسمدة، مما أدى إلى إنتاج المزيد من المحاصيل وأكبر فائض في إنتاج الغذاء، وبالتالي زادت المراكز السكانية فيها، وأصبحت مراكز للتجارة والتجار.
– المجتمعات الريفية: التي تعتمد على مواردها المحلية، ويقتصر إنتاجها على العمالة المتاحة لها، ولا تمارس سوى عدد قليل من المهن، مثل المجتمعات التي تعتمد على مهنة الصيد أو جمع الثمار من أجل البقاء، و وهم في الغالب قبائل بدوية، تنتقل من مكان إلى آخر. ; للعثور على منطقة يتوفر فيها الطعام.
المجتمعات الإقطاعية، التي كانت تحتوي على ملاك الأراضي الذين يملكون الأراضي الزراعية المعروفة بالإقطاعيات، والتي كانت تزرعها الطبقات الدنيا في المجتمع، إلا أن هذا النظام فشل بعد فترة من الزمن، وحل محله النظام الرأسمالي والصناعة في العصر الصناعي.
– المجتمع الصناعي: والذي ظهر بعد الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، حيث ظهرت العديد من الاختراعات التي أثرت في حياة الناس، وبدلاً من الاعتماد على الإنسان والحيوان والأدوات البدائية في الإنتاج، أصبح الاعتماد على الآلات، وظهرت العديد من الاختراعات التي صنعت فهو يسهل حياة الناس؛ وأدى ذلك إلى تحسن جودة التعليم والصحة، وتطورت الحياة الليلية في المدن مع ظهور أضواء الغاز. زاد تدفق العمال إلى هذه المجتمعات وبدأوا في التنويع والتغير بسرعة.
– مجتمع المدن الكبرى والعملاقة: متروبوليتان وسوبر متروبوليتان أو ميجالوبوليس: يضم عدداً كبيراً من السكان والمتناقضات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية. وما يميز هذه المدن هو وجود خليط من المجتمعات التي قد تكون مستقلة في أحياء خاصة ذات خدمات منتظمة ومؤسسات خاصة.
المجتمعات المنغلقة: لها تقاليد وعادات وأنظمة ومعتقدات خاصة. وقد يكونون طائفة أو طبقة معينة في المجتمع، أو أشخاصاً لهم مهن ووظائف محددة.
– المجتمعات الرقمية: والتي تميزت بإنتاج الخدمات والمعلومات، وأصبحت هذه المجتمعات مدفوعة بإنتاج المعرفة وليس السلع المادية، وهذا أدى إلى انقسام طبقات هذا النوع من المجتمعات حسب درجة المعرفة. والتعليم الذي يتمتع به أعضاؤها.
– المجتمعات السياسية: كنظام الحكم – النظام الملكي، الجمهوري، الأميري… الذي يحكم المجتمع يفرض على المجتمع أسلوباً محدداً ومنهجاً سياسياً خاصاً، وعندما يتغير ذلك النظام الحاكم يتغير نظام الحكم الذي كان سائداً. .
المجتمع الرأسمالي: نظام مفتوح، يتميز بإعطاء الفرد حرية التملك. يؤمن الكثير ممن يعيشون في تلك المجتمعات الرأسمالية بأهميتها، وهي تنقسم إلى قسمين: مجتمعات رأسمالية حرة، ومجتمعات رأسمالية مقيدة.
– المجتمع الاشتراكي: نظام يعتمد على حكم الشعب والجماعة والحزب. فلا ملكية، والحريات مقيدة. قد تختلف أنظمة الحكم الاشتراكية، فهي متطرفة إلى أقصى اليمين، أو متطرفة إلى أقصى اليسار، أو معتدلة.
المجتمع النامي/المجتمعات النامية: تأخذ من الرأسمالية والاشتراكية ما ينفعها وما لا ينفعها، وتتميز الكثير من هذه المجتمعات بفقرها المالي، وتردي أوضاعها الاقتصادية، وقلة الدخل القومي.
المجتمع الاسلامي
لقد أكد الإسلام في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة أن المسلم أخو المسلم، والمؤمن أخو المؤمن، وأنه لا فضل لعربي على أعجمي، ولا فضل لعربي على أعجمي. وما فضل الأبيض على الأسود إلا بالتقوى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله) عند الله هو ﴿أَتَّقُونَكُمْ﴾ الغرفات ١٣ لقد قضت هذه الآية على التعصب والتكبر القبلي. التقوى هي مقياس الله للتميز. إن أكرم الناس عند الله أتقاهم. سواء كان هذا الشخص عربيا أو فارسيا أو رومانيا أو أيا كان. وهنا يتبين لنا أن من أهم سمات المجتمع الإسلامي أنه يقوم على أخوة الإيمان.
المجتمع الغربي
جلبت التنمية في العالم الغربي مفاهيم ناشئة للثقافة والسياسة والأفكار الغربية، والتي يشار إليها غالبًا باسم المجتمع الغربي. جغرافياً، تغطي دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا، وأحياناً تشمل أيضاً أمريكا الجنوبية وإسرائيل. تنبع ثقافات وأنماط الحياة في جميع هذه المناطق من أوروبا الغربية. تتمتع جميعها باقتصادات قوية نسبيًا وحكومات مستقرة، وتسمح بحرية الدين، وتختار الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم، وتفضل الرأسمالية والتجارة الدولية، وتتأثر بشدة بالقيم اليهودية المسيحية، وبعض أشكال التحالف أو التعاون السياسي والعسكري.
خصائص المجتمع
– التشابه: إن الشعور بالتشابه بين أفراد المجتمع يساعد أفراده على الترابط والتفاهم مع بعضهم البعض، ويمكنهم من تنمية الصداقات فيما بينهم.
الاختلافات: ومن الأمثلة على ذلك الاختلافات في الاهتمامات والآراء والقدرات. ويعتمد المجتمع على هذه الاختلافات بنفس القدر الذي يعتمد على أوجه التشابه. هذه الاختلافات تجعل تقسيم الأدوار في المجتمع ممكنا، كما أنها تكمل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد.
-الاعتماد المتبادل: ويعود ذلك إلى عدم قدرة الأفراد في المجتمع الواحد على الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن بعضهم البعض، خاصة في المأكل والمأوى والأمان.
-التعاون في الأزمات: إن تعاون أفراد المجتمع وتلاحمهم فيما بينهم في حالة الأزمات والكوارث يساعد على تقوية علاقات وأواصر المحبة فيما بينهم.
– العلاقات الاجتماعية: أساسها الوعي المتبادل، واعتراف كل فرد في المجتمع بالفرد الآخر كجزء وعضو رئيسي ومهم.
– الشعور بالانتماء: شعور كل فرد بأنه ينتمي إلى المجتمع الذي يعيش فيه، والحاجة العاطفية لهذا المجتمع والتي تختلف في شكلها، كالانتماء إلى العائلة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل، وهذا يوفر شعوراً وثيقاً بالانتماء. وتأمين العلاقة بين الأفراد ويساعد المجتمع على الاستمرار.
-ديناميكية المجتمع: أي أنه ليس ساكناً. والسبب في ذلك هو تفاعل الأفراد وتجدد علاقاتهم.
– إمتلاك ثقافة خاصة: هي ما يميز المجتمع عن غيره، وتعبر عن أسلوب حياة أفراد المجتمع، ومعتقداتهم وأخلاقهم. كما أنها تنتقل من جيل إلى آخر، ويعتبر وجود مصلحة أو ثقافة مشتركة من السمات الرئيسية المميزة للمجتمع.
– تقسيم العمل حسب الكفاءات: وهذا أمر ضروري للتقدم الاقتصادي للمجتمع، كما أنه يتيح للأفراد الفرصة لتجربة أساليب جديدة واكتساب مهارات مختلفة للقيام بعملهم.