نظريات سقراط، وكذلك فلسفة سقراط في الحياة. وسنوضح أيضًا من هو سقراط، وسنعرض أيضًا سبب إعدام سقراط، وكل ذلك من خلال مقالتنا. تابع معنا.
نظريات سقراط
1- النظرية الأخلاقية:
وقد ظهرت نتيجتان من نظرية سقراط في الأخلاق، وهما ما يلي:
-النتيجة الأولى: يمكن تعليم الفضيلة، حتى لو لم يكن تعلمها سهلاً، كما هو الحال في علم الحساب مثلاً. لأنها تعتمد على عدة عوامل أخرى كالوراثة وتأثير البيئة والتربية والخبرة وغيرها، ولكن إذا كان من الممكن تعلم المعرفة فلا بد من الفضيلة أيضاً، وأهم عائق يحول دون معرفة الفضيلة هو الصعوبة. للعثور على المعلم الذي يعرف معناها.
-النتيجة الثانية: وهو أن هناك فضيلة واحدة وهي المعرفة، وإذا شئت سمها الحكمة، وما الفضائل الأخرى كالشجاعة والعفة والعدل إلا جانب منها ومنبثقة عنها.
2- نظرية المعرفة :
اشتهر سقراط بالعديد من النظريات الفلسفية، ومن أشهر نظرياته نظرية المعرفة، إذ يتصور سقراط أن الفضيلة هي المعرفة، ولا يستطيع الإنسان العارف أن يفعل ما يخطئ. كما تصور أن معرفة طبيعة الفضائل الإنسانية، التي إذا امتلكها الإنسان بشكل شامل، ستكون بمثابة فهم عام لكيفية عيش حياتنا.
يعرّف سقراط المعرفة بأنها الحقيقة المطلقة. وهو يعتقد أن كل شيء في الكون مرتبط بشكل فطري، لذلك إذا تمكن الشخص من معرفة حقيقة واحدة، فمن المرجح أن كل شيء آخر مستمد من تلك الحقيقة الواحدة.
رأى سقراط أن البحث عن المعرفة يؤدي إلى قدرة الإنسان على تعديل سلوكه وفقًا لذلك. فإذا درس الإنسان موقفاً ما بشكل صحيح ومن عدة زوايا، فإن مسار العمل الأكثر منطقية سيظهر بوضوح، ويصبح قادراً على فعل الصواب. تُبرز هذه العملية صفات الفضيلة في الإنسان، كما تتيح له اتخاذ قرارات مبنية على الحق تؤدي في النهاية إلى الخير.
فلسفة سقراط في الحياة
اشتهر الفيلسوف سقراط بحكمته التي تناول من خلالها العديد من جوانب الحياة، وبالتأكيد تناول الحياة نفسها بالعديد من الأقوال التي وصفتها أو حددتها أو أشارت إلى شيء غامض أو مثير فيها. ومن أشهر فلسفات سقراط عن الحياة:
– راحة الحكيم في وجود الحق، وراحة الأحمق في وجود الباطل.
– خلق الله لنا أذنين ولساناً واحداً حتى نسمع أغلب ما نقول.
– احذر من عبث الحياة المليئة بالانشغال.
– العاطل عن العمل ليس فقط من لا يقوم بعمل ما؛ العاطل عن العمل هو من يقوم بعمل يمكنه القيام به بشكل أفضل.
– لا راحة لمن يستعجل في الراحة لكسله. إن سر السعادة، كما ترى، لا يكمن في السعي للحصول على المزيد، بل في تطوير القدرة على الاستمتاع بالقليل.
– كن حذراً مما تصنع معه ذكريات، فهذه الأشياء قد تدوم مدى الحياة.
– الحياة بدون ابتلاء لا تستحق العيش.
– من لديه فكرة صحيحة ينال الإلهام، ومن يثابر على جهوده ينال النجاح.
– ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولاً، من الضروري أن يكون صادقاً.
– احذر من فعل الشر أكثر من خوفك من العذاب بسببه.
إن قلة الدين، وقلة الأخلاق، وقلة الندم عند الخطأ، وعدم قبول العتاب، أمراض لا علاج لها.
-الموت ليس إلا فزاعة.
كنت أبحث عن الحقيقة وأبحث عنها كما يبحث الجائع عن الطعام ليحافظ على حياته ويستمد منها الغذاء والقوة. لا أستطيع قبول المشاكل دون مناقشتها. وكان علي أن ألبي تلك النداء العاجل الذي يريد من كل إنسان أن يسعى جاهدا للوصول إلى الحقيقة الكاملة. وها أنا ذا، فلا يهمني أن أكون مثلك، لا أملك أي علم، لكني لا أريد أن أعاني من نفس الجهل الذي تعاني منه.
قد يكون الموت أعظم نعمة على الإنسان.
هكذا هي الحياة. لا يوجد إنسان بدون مشاكل، ولا يوجد نجاح بدون عقبات.
– الحياة التي لا يتم فحصها وانتقادها لا تليق بحياة الإنسان.
– أثينا مثل الحصان الكسول، وأنا مثل الذبابة الكبيرة التي تلسعه لتبقيه على قيد الحياة.
-كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئًا.
– من يبخل على نفسه يبخل على غيره.
– العقول مواهب والعلوم مكاسب.
– لا تكن كاملاً حتى يؤمن بك عدوك.
– عندما تجد أن لديك حاجة ملحة للنجاح بنفس القدر الذي شعرت فيه بالحاجة الملحة للهواء تحت الماء، سيأتي إليك هذا النجاح، ولا يوجد سر آخر للنجاح سوى حاجتك الخاصة للنجاح.
الحياة ليست بحثًا عن الذات، بل رحلة لخلق الذات. اصنع شيئًا من نفسك يصعب تقليده.
من هو سقراط؟
سقراط معروف بأنه فيلسوف يوناني ولد عام 470 قبل الميلاد في مدينة أثينا وتوفي عام 399 قبل الميلاد. لقد تمكن سقراط من التأثير بشكل كبير على الفلسفة القديمة والحديثة بأساليبه وفكره ومنهجه في الحياة. اكتسب سقراط شهرة واسعة وكان شخصية مثيرة للجدل في مسقط رأسه في أثينا. على الرغم من أن سقراط لم يكتب أي شيء، إلا أنه تم تصويره كشخص يتمتع ببصيرة عظيمة ونزاهة وإتقان ذاتي ومهارة جدلية في مناقشات مجموعة صغيرة من المعجبين به، بما في ذلك أفلاطون وزينوفون، وحكم على سقراط بالإعدام بالتسمم بسبب الإلحاد في سن السبعين.
على عكس العديد من المفكرين في عصره، لم يسافر سقراط إلى مدن أخرى لمتابعة اهتماماته الفكرية. وبعد وفاة سقراط، استمر العديد من ممثلي أحاديثه ومناظراته في مدحه من خلال كتابة أعمال تمثله في أبرز الأحاديث. ومن أهم سجلات هذه المحادثات كان أنتيسثينيس. إيشينز وفيدو وإقليدس، والتي لم يبق منها إلا القليل من الأحاديث التي كتبها هؤلاء الطلاب، لكن أحاديثه التي كتبها أفلاطون وزينوفون لا تزال موجودة في الكل في الكل، ومن هنا يمكن القول أنه تم التعرف على سقراط.
سبب إعدام سقراط
رفع ثلاثة من أعداء سقراط دعوى قضائية أمام المحكمة: ميليتوس، وأنيتوس، وليكاون. وكان هؤلاء الثلاثة واجهةً لأهل العلم الذين ادعوا الحكمة، والذين هزمهم سقراط، كما كانوا واجهة لدعاة الديمقراطية. لقد وجهوا اتهامات مختلفة، مثل أن سقراط كان يزعزع استقرار المجتمع وأنه يسخر من العادات والتقاليد والقوانين. وكان من المعتاد في ذلك الوقت أن يقف المتهم أمام القضاة خاضعاً مذلاً يطلب المغفرة والرحمة، وقد يحضر زوجته وأولاده ليثير شفقة القاضي. لقد فعل ذلك، لكن سقراط لم يكن كذلك. بل وقف ودافع عن نفسه لأنه رأى في تصرفات الآخرين تناقضا مع الرجولة والأخلاق التي دافع عنها بقوة.
ولما رأى القضاة أن سقراط لم يخضع، بل وقف ودافع عن نفسه بجرأة، اقتنعوا أن سقراط هذا، كما قيل عنه، كان يهاجم العادات والتقاليد لأنه لم يفعل ما فعله الآخرون من الخضوع والخضوع. وفوق ذلك فإن سقراط لم ينكر التهم الموجهة إليه، بل بدأ بمهاجمة القضاة. فهو يسخر منهم ويشفق على جهلهم، لذلك طلب أعداء سقراط إعدامه، وكانت العادة أنه إذا ثبت أن المتهم مذنب فعليه أن يقترح العقوبة واقترح خصومه العقوبة. ويختار منه القضاء. وعندما طلبوا من سقراط أن يختار العقوبة، استهزأ بهم، فحكموا عليه بالإعدام شربًا للسم.