هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب

هل الاستغفار يمحو الكبائر وما أهمية الاستغفار وما مفهوم الكبائر من خلال هذه السطور التالية.

استغفر

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله عز وجل بأجمل العبارات، مع أن يكون الطلب مقروناً بسم الله. وفيه الدعاء إلى الله، والاعتراف بألوهية الله تبارك وتعالى، والعزم على التوبة الآن وفي المستقبل من جميع الذنوب والمعاصي وكل ما يسخط الله.
بالإضافة إلى الاستغفار عن الذنوب، فإن الاستغفار يتضمن طلبًا آخر، وهو سترها وتجنب عقابها من الرب عز وجل.

الاستغفار يمحو كبائر الذنوب

وقد علمنا أن الشرك ذنب لا يغفر، وما دونه يغفره الله عز وجل، وحتى الشرك بالله عز وجل قد يقبله الله توبة إذا كانت التوبة الصادقة، والاستغفار من باب التوبة. أهم أركان التوبة ومحو الذنوب، واعتمدنا في ذلك على بعض الآيات القرآنية، منها:
أن تعبدوا الله وتخافوه وتطيعوا له. يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى. إن أجل الله إذا جاء لا يتأخر لو كنتم تعلمون
ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما.
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا؟ وهم يعرفون
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا. عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه. يسري بين أيديهم نورهم ويقولون بأيمانهم ربنا أتمم لنا نورنا. واغفر لنا إنك على كل شيء قدير.

خطايا لا تغتفر

رحمة الله تعالى أعم وأشمل من أي شيء، ولكن بناء على قول الرب تعالى في سورة النساء: {إن الله لا يغفر أن يشرك به شيئا ويغفر ما دون ذلك أن يشرك به). من يشاء. وهو من الذنوب التي لا تغفر إلا في حالة واحدة وهي التوبة النصوح، واعتمدنا على ذلك. لحديث القدسي: عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال صلى الله عليه وسلم: «قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إن دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أغفر لك». رعاية. يا ابن آدم: إذا بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، وغفرت لك، ولا أبالي. يا ابن آدم، لو جئتني بقراب الأرض ذنوباً، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة.
وفي حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الظلم ثلاث: ظلم لا يغفره الله، وظلم لا يغفره الله). أن الله يغفر له، والظلم الذي لا يغفره الله)، وأما الظلم الذي لا يغفره الله تعالى، فهو: الشرك، والظلم. ما يغفره الله هو: ظلم الإنسان لنفسه، والظلم الذي لا يغفره الله هو: ظلم الناس بعضهم لبعض، وهذا النوع يرتبط بالتسامح. بين الظالم والمظلوم.

حقيقة الاستغفار الذي يمحو الله به الكبائر

مشكلتنا اليوم أن الاستغفار يوجب الاستغفار، وحالنا كما قال أحدهم:
أستغفر الله لمن استغفر الله من كلمة قلتها تناقض معناها
فالاستغفار الذي يثمر ويثمر وينزل الرزق والمطر والنصر هو الذي يأتي من قلوب طاهرة ونفوس طاهرة، يوافق فيه القلب اللسان، ويصحبه الندم والعزم على عدم الرجوع. إلى الذنوب والمعاصي.
وقد روى ابن القيم رحمه الله أن شيخه ابن تيمية رحمه الله سئل: أيهما أفضل للعبد أن يستغفر، أو يسبح الله، يسبح الله، يسبح الله، وأثنى عليه؟ أجاب ببلاغة.
قال: إذا كان الثوب قذراً فالصابون والماء الحار أفضل له، وإذا كان نظيفاً فالطيب وماء الورد أفضل. ثم قال: فكيف لا تزال الثياب متسخة؟!! أو كما قال: يقصد كثرة الذنوب والمعاصي وقذارة القلب، ولا شك أن توسخ القلب بالذنوب والمعاصي أعظم وأخطر من اتساخ الثياب.
إذا كان أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية يحتاجون إلى الاستغفار بكثرة، فكيف بنا؟
فإذا قال ذلك تواضعاً وتدميراً للنفس رحمه الله، فنحن أحق بذلك منه أيضاً.
الاستغفار الحقيقي هو: استغفار اللسان مع استغفار القلب، مع الندم على ما مضى، والعزم على عدم العودة إلى الذنب حتى يعود اللين إلى الضرب، وهو الذي لا تبقى فيه كبيرة. بل يمحوه ويزيله بالكلية، فالتوبة تمحو ما قبله.
وعلى العكس من ذلك، فإن الإصرار على الأشياء الصغيرة وازدراءها يجعلها كبيرة.
قال المناوي في فيض القدير في بيان الأثر المذكور لابن عباس: (ليس كبيرة مع الاستغفار: أي استغفار الله من الذنب، والندم على ما أخطأ فيه.
والمقصود أن التوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب، ولو كان عظيماً كأن لم يكن، فيلحق بمن لم يرتكبه، والثوب المغسول كالثياب التي لم تكن. المتسخة على الإطلاق.
قال الغزالي: التوبة بشروطها مقبولة ولا مفر منها. قال: من تصور أن التوبة غير صحيحة ولا مقبولة، فهو كمن تصور أن الشمس تطلع والظلمة لا تزول.
“لا شيء صغير مع المثابرة.” ومع الإصرار يصبح عظيماً ويصبح عظيماً. واحدة كبيرة شديدة ولا أحد يتبعها ليعفو عنها. وأرجو أن لا يرى الصغير الذي يتداوى باستمرار أن قطرات الماء إذا سقطت على حجر متتابعة أثرت فيه، وإذا صب الكثير منه مرة واحدة لم يكن له أي تأثير.)

الاستغفار لكبائر الذنوب

فالاستغفار للكبائر هو استغفار، كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا أذنب العبد الذنب فقال: يا رب» هل أذنبت؟'' لقد أذنبت فاغفر لي. قال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب ويأخذ بها. لقد عفوت عن خادمي. ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي. فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب ويأخذ بها. لقد عفوت عن عبدي فليفعل ما يشاء. قال ذلك: في الثالثة أو الرابعة»؛ وفي صحيح مسلم عنه قال: «لولا أنك تذنب لذهب بك الله، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم». “؛ ويقال على هذا النحو: الاستغفار مع التوبة، كما جاء في الحديث: (من استغفر لم يصر ولو عاد في اليوم مائة مرة). “مرة واحدة”؛ ويمكن أن يقال: بل الاستغفار بدون توبة ممكن وحقيقي؛ وللتوسع في هذا موضع آخر، فإن كان هذا الاستغفار مصحوبا بالتوبة مما يحكم به فهو عام لكل تائب. وإذا لم تكن مصحوبة بالتوبة، فإنها تنطبق على بعض المستغفرين، الذين قد يشعرون بالخوف والتوبة عند الاستغفار. لا شيء يمحو الخطايا، كما في حديث البطاقة أن قول: لا إله إلا الله حمل تلك الذنوب، لأنه قالها بنوع من الإخلاص. والإخلاص الذي يمحو السيئات، وكما يغفر للمذنب بسقي كلبة ما وقع في قلبها في ذلك الوقت من الإيمان، والأمثلة على ذلك كثيرة.

الطريقة الصحيحة للاستغفار

والطريقة الصحيحة للاستغفار هي الاستغفار على سبيل الطاعة وأفضل القربات، ومهما استغفر العبد ربه فهو على خير، مثل أن يقول: استغفر الله. من الله، أو يقول: رب اغفر لي، أو نحو ذلك. وأما سيد الاستغفار فهو أن يقول الإنسان: “اللهم اغفر لي”. أنت ربي لا إله إلا أنت . خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. وأعوذ بك من شر ما صنعت. أعوذ بك بنعمتك علي، وأعوذ بك من شر ما صنعت. بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
الطريقة الصحيحة للاستغفار كما ثبت في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وليس هناك وقت محدد للاستغفار، ولا مقدار محدد، ولا عدد محدد من المرات . بل كلما زاد الاستغفار كان الإنسان أفضل له. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه أكثر من سبعين مرات في اليوم.” رواه البخاري، وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، “توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة” رواه مسلم.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً