هل الحب قبل الزواج ناجح؟ نتعرف على إجابة هذا السؤال المهم من خلال مقالتنا، كما نذكر لك نصائح لخلق الحب بين الزوجين.
هل الحب قبل الزواج ناجح؟
سؤال مهم، وإجابته تعتمد على أشياء كثيرة، حيث يقولون إن العشاق نيام، وإذا تزوجوا استيقظوا، أي أن الحب يدمر الزواج. وهذا قول متشائم وغير صحيح، أو يصف شيئًا آخر غير الحب الحقيقي. الحب الذي يختفي بعد الزواج لم يكن في الحقيقة حباً في يوم من الأيام. .. ولكنها نزوة أو مجرد رغبة عابرة أو وهم. وفي كل الأحوال فإن الحب الذي يتبخر بعد الزواج لم يبنى على أساس، ولذلك يتنهد. فهو كالبنيان الذي أقيم بلا أساس أو بني على منحدر. إنه لا يطاق وعن الحب قبل الزواج أو بعده. كثير من الناس يفضلون الحب بعد الزواج، وأنا شخصياً أفضل الحب قبل الزواج بشرط أن يكون حباً وليس مجرد إعجاب أو أحد الأوهام. إذا لم يكن هناك حب قبل الزواج فمن يضمن أن الحب سيأتي بعد الزواج؟ ومن يتحمل تبعات هذه المغامرة الخطيرة؟ ومن يفضل الحب بعد الزواج يظن -أي الحب- أن الزواج سيأتي، وهو افتراض خطير، وفي أغلب الأحوال غير معقول بالنسبة للمسألة بشكل عام.
أما في الحالات الفردية فإن الحب إذا حدث بعد الزواج يكون أقوى وأبقى ويكون مبنياً على الحقائق. إلا أن مجرد الحب قبل الزواج قد يكون مبنياً على خيالات ووهم بفضائل لدى الطرف الآخر لن يجدها صاحبها بعد أن يتزوج. وهنا الصدمة، وقد يظهر ذلك في بياننا. تناقض. وفضلنا الحب قبل الزواج على الحب بعده، ثم ذكرنا أن الحب بعده أقوى وأبقى. ولا تناقض في ذلك، فالحب الذي يحصل بعد الزواج قد حصل قبله في الواقع، لكن الظروف لم تسمح له بالظهور، فالحب الحقيقي هو الحب، ويبقى الوهم وهماً، ومن يجده الحب بعد الزواج محظوظ جداً رغم أنه تزوج على الحظ وحده، لكن لا يمكن أن نبني آراءنا على الحظ، فمن ينتظر طاولة الحظ يموت جوعاً. بمعنى آخر التي تتزوج ولا تجد الحب فمن سيتزوجها مقدماً؟ يجازف، وقد يجده أو لا يجده بعد الزواج، وعدم وجوده أقرب. الآراء لا تبنى على نتائج المغامرات عندما تنتهي بسعادة. يقول المثل الشعبي: “لا تمدح من يخاطر ولو كان آمنا”.
عوامل استمرار الحب بعد الزواج
كسر الملل في العلاقة الزوجية:
يتسلل الملل إلى الحياة الزوجية بسبب الروتين المستمر، وكسر الروتين يتطلب المزيد من الطاقة وعدم الاستسلام له. لذلك لا بد من التدخل في الوقت المناسب وإجراء تغيير مفاجئ في الأماكن والأنشطة والهوايات واكتساب صداقات جديدة والدخول في حوارات مفتوحة. أبواب أخرى للمناقشة.
تقديم الدعم والمشاركة:
دعم شريك الحياة أمر مهم؛ ولاستمرار الحب في العلاقة الزوجية، يتم ذلك من خلال مساندته في العديد من المواقف، مثل: الوقوف إلى جانبه في حالات الضعف الجسدي أو النفسي، أو عندما يفقد وظيفة، أو صديقاً، أو قريباً. بالإضافة إلى الدفاع عنه ودعم رأيه في لحظات الخلافات العائلية، وأيضاً يزدهر الحب من خلال مشاركة اللحظات الشخصية ومشاركتها. المشاركة تتم من خلال المساعدة في الأعمال المنزلية والأمور الحياتية، بالإضافة إلى مشاركة بعض الأمور المادية. وفي الواقع فإن مشاركة الزوجين في حياتهما الشخصية والمهنية معًا تديم الحب والامتنان بينهما.
الاحترام المتبادل:
الاحترام المتبادل بين الزوجين ينشأ من قبول كل طرف للآخر، ورفعة مكانته، واحترام رأيه، والاعتذار عندما يخطئ، ومراعاة أفكاره وخصوصياته، فالاحترام بين الزوجين من أهم الأسباب. عوامل استمرار الحب في العلاقة الزوجية.
الاستماع الجيد:
يعتبر الاستماع وسيلة رائعة لتعزيز التواصل بين الزوجين، ويتم ذلك من خلال توجيه الحواس إلى الطرف المتحدث، وإظهار الاهتمام بكلامه، وطرح بعض الأسئلة. لإظهار التفاعل معه.
الثقة المتبادلة وحفظ الأسرار:
الثقة للإنسان مثل الروح للجسد. بعد تعميق العلاقة الزوجية ووصولها إلى المرحلة السعيدة التي يطمح إليها جميع الأزواج؛ تذوب الحدود بين الزوجين وتنشأ الثقة القوية بينهما مما يقوي الرابطة بينهما. كما أن ضمان قدسية العلاقة الزوجية يتطلب الحفاظ على الأسرار وعدم إفشائها، أو استخدامها كسلاح ضد شريك الحياة أثناء الصراعات أو الغضب.
الانسجام العاطفي:
إن حدوث الانسجام والانسجام بين الرجل والمرأة يزيل الشكليات بينهما، حيث يبدأ الانسجام بين الزوجين بشعورهما تجاه الآخر، وملاحظة أي تغيير يحدث في مشاعر شريك الحياة، ومحاولة حله وبطريقة سريعة مع كل الحب والاهتمام.
إظهار الحب:
إظهار الحب بالقول والأفعال، وقضاء المزيد من الوقت مع شريك حياتك والتواجد إلى جانبه.
تقدير:
عندما تكون الحياة روتينية، يقوم الزوجان بواجباتهما اليومية ويبذلان جهداً كبيراً في إنجاز الأعمال المنزلية أو المكتبية، أو غيرها من الأمور المنوطة بهما. إن إظهار التقدير والامتنان لبعضهم البعض يدفعهم إلى تقديم المزيد بالحب.
الصبر وقبول الطرف الآخر:
في بعض الأحيان يدخل أحد الزوجين في حالة مؤقتة تجعله مقصرا في إحدى واجباته، أو نفسه، أو شريكه. من الضروري تقبل بعض الأخطاء والتأكد من أن الحياة الزوجية فيها أوقات جميلة وأوقات صعبة، بالإضافة إلى التركيز على إيجابيات الطرف الآخر وتجاهل سلبياته. مما يقوي العلاقة ويجعلها أكثر واقعية.
أهمية الحب بين الزوجين
الحب يولد الاحترام
الاحترام هو حجر الزاوية في أي علاقة صحية، وبدونه لا يمكن أن يزيد الحب أو الثقة بين الناس أبدًا. عندما تشعر أن الطرف الآخر يحترمك، ستشعر أن كلماتك وأفكارك ومشاعرك محل تقدير، وبالتالي تزداد ثقتك به، وتصبح علاقتكما أقوى. وترتبط أهمية الحب والاحترام في الزواج أيضًا بالدعم العاطفي. عندما يقدّر شريكك آرائك ومواقفك تجاه مختلف الأمور ويعاملك بشكل جيد، ستكون أكثر قدرة على الظهور… ضعفك أمامه سيزيد من ثقتك به، وبالتالي ستصبح علاقتكما أقوى.
احصل على نوم مريح بجوار من تحب
أثبتت الدراسات أن الأزواج في الحب يحصلون على نوم مريح، لأن النوم بجانب من يحبون يقلل من مستويات الكورتيزول في الجسم، كما أنه يساعد الأشخاص على النوم بشكل أسرع من الأشخاص الذين ينامون بمفردهم.
الحب يطيل عمرك
أظهرت الدراسات أن الأزواج يعيشون لفترة أطول من الأشخاص غير المتزوجين. وجدت الأبحاث التي أجريت في قسم التنمية البشرية بجامعة ميسوري أن الأزواج المحبين يعيشون حياة صحية ومريحة مقارنة بالأشخاص غير المتزوجين أو المتزوجين بالطريقة التقليدية دون حب. وجدت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن الرجال المتزوجين يعيشون لفترات أطول من الرجال الذين انفصلوا أو لم يتزوجوا قط.
العلاقات الحميمة تزيد من تواصلك
العلاقات الحميمة الصحية هي شكل من أشكال الحب في الزواج، ليس فقط بسبب الشعور الرائع الذي تشعر به عندما تكون قريبًا من من تحب، ولكن لأنها تقوي الرابطة الكيميائية بينكما. الأوكسيتوسين، الذي يشار إليه أحيانًا باسم “دواء الحب”، هو هرمون الترابط الذي يتم إطلاقه عندما تلمس شريك حياتك. وهكذا تتعزز مشاعر الحب واحترام الذات والثقة المتبادلة.
نصائح لزيادة الحب بين الزوجين
الإخلاص
الإخلاص من أهم الأمور التي يجب على الزوجين الحفاظ عليها. ومن المهم أن يكون الزوج مخلصاً لزوجته والعكس في جميع الأوقات والأمكنة والظروف والمواقف صغيرها وكبيرها. حيث أن الإخلاص يزيد من المحبة بين الزوجين، ويضمن نجاح زواجهما، ويبعد الفشل عن حياتهما.
قضاء بعض الوقت معا
تزداد الأعباء والمسؤوليات مع الزواج، وينشغل كل طرف بأمور الحياة وواجباتها المختلفة، كتربية الأبناء، والالتزامات المهنية، والواجبات الاجتماعية، ويصبح الوقت الذي يقضيه الزوجان معًا قصيرًا ويفتقر إلى المتعة. لذلك، يجب عليهما تخصيص جزء من الوقت للمشاركة معًا في الأنشطة المختلفة، وقضاء بعض الوقت في التحدث معًا كل يوم، وتناول الغداء أو العشاء معًا. ويجب على الشريكين الاستمتاع بحياتهما معًا وتعزيز أجواء المرح وتجربة كل ما هو جديد. حتى يشعروا بجمال الحب وعلاقة الود التي تجمعهم تحت سقف منزل واحد.
التعبير عن الامتنان
مع مرور الوقت، تصبح الحياة الزوجية مبنية على التزامات وواجبات، وقد ينسى الزوجان استخدام كلمة “شكرًا” البسيطة في تعاملاتهما. ويجب أن يحرص كلا الزوجين على التعبير عن امتنانهما لبعضهما البعض، مثل أن يشكر الزوج زوجته على وجودها في حياته.
اعتذر ولا تكن عنيدًا
يتكبر بعض الأزواج ويتجنبون الاعتذار رغم أنهم أخطأوا، مما يسبب التوتر والخلافات المتعبة بين الزوجين. فإذا بادر المخطئ إلى تقديم الاعتذار، فإن ذلك يرفع مكانته ومكانته لدى الطرف الآخر، وليس العكس كما يعتقد البعض. بمعنى آخر، العناد المقترن بحجة مبنية على قناعة قد تكون صحيحة أو خاطئة، لكن صاحبها لا يصر على رأيه فحسب، بل يحاول أيضًا إقناع الطرف الآخر به، وهذا النوع من العناد لا يجلب باستثناء المسافة بين الزوجين، فإن الفوز بقلب شريك الحياة أهم من الفوز بالمناصب.
الحد من استخدام التكنولوجيا
الاستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلباً على السعادة الزوجية. الانشغال بالهاتف الذكي أو التلفاز يخلق مسافة بين الزوج والزوجة. إن استعادة الحب وزيادته بين الزوجين يعتمد على التقليل من استخدام التكنولوجيا واستبدالها بلغة التواصل المباشر بينهما.