هل يحاسب المراهق، وفي أي عمر يبدأ الإنسان بمحاسبة عمله؟ كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.
مفهوم المراهقة
تعود كلمة “المراهقة” إلى الفعل العربي “رهق” الذي يعني الاقتراب من الشيء. فالولد رهاق مراهق، أي: على وشك أن يحتلم، ورحيق: اقترب من الشيء، أي: اقتربت منه. والمعنى هنا يشير إلى اقتراب النضج والبلوغ.
أما المراهقة في علم النفس فهي تعني: “الاقتراب من النضج الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي”، ولكنها ليست النضج بحد ذاته؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ في النضج عقلياً وجسدياً ونفسياً واجتماعياً، ولكنه لا يصل إلى مرحلة النضج الكامل إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
هناك فرق بين المراهقة والبلوغ. البلوغ يعني “بلوغ المراهق القدرة على الإنجاب، أي: اكتمال وظائفه الجنسية، من خلال نمو الغدد الجنسية وقدرتها على القيام بوظائفها”. تشير المراهقة إلى “التقدم نحو النضج الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي”. ولذلك فإن البلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، وهو يسبقها بزمن، فهو العلامة الأولى لدخول الطفل مرحلة المراهقة.
في أي عمر يبدأ الشخص في تحمل المسؤولية عن عمله؟
يقول الإمام ابن المنذر رحمه الله :
“”أجمع العلماء على وجوب الفرائض والأحكام على البلوغ العاقل”.”
انتهى “أشرف إلى مذاهب العلماء” (7/227).
فإذا كان الذنب الذي وقع منك قبل البلوغ، فلا داعي لكل ما سبق في سؤالك من حزن وأسى وهم وغم. أما إذا كان بعد البلوغ، فعليك أن تحفظ الفرق بين الخوف المحمود من الله عز وجل، والخوف المذموم المؤدي إلى اليأس أو اليأس أو اليأس. وترك الدعاء والعبادة
فاعلم أنك إذا لم تلتزم بما بيناه من هذا الفرق المهم، فإنك تكرر الذنب مرة أخرى، وتقع في ما هو أعظم وأشنع من ذنبك القديم. لأن هذا الذنب مرتبط بإيمانك بالله سبحانه، وإيمانك بصفاته وما أخبرنا به عن نفسه في كتابه الكريم. أما الخطايا العملية فغالباً ما يكون الدافع إليها هو الرغبة أو الرغبة، وهذه خطيئة أخف وأسهل، مع أن كل خطيئة في حق الله عظيمة.
والله أعلم.
متى يحاسب الإنسان على أفعاله؟
وإنما يثاب الإنسان على سيئاته بعد البلوغ، لقوله – صلى الله عليه وسلم -: (رفع القلم عن ثلاث) ومنها: (ومن الصبي حتى يبلغ) ). قبل البلوغ لا يؤاخذ الإنسان على سيئاته ومعاصيه، ولكن أما الحسنات فيجازيه الله تعالى بكرمه. وسوف يكافئه بذلك.
هل يؤاخذ الإنسان بما فعله قبل البلوغ؟
ولا يؤخذ في الاعتبار ما يفعله الإنسان قبل البلوغ. بل ينظر إلى ما يتم بعد البلوغ. وما فعله من سيئات قبل البلوغ لا يؤخذ به. لأنه لا يشترط: مثل المجنون، أو الطفل الذي لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره بعد التكليف. والمراد أنه لا يعتبر إلا بما حدث بعد البلوغ بعد التكليف. فالصلاة قبل الفريضة، ولا اللعن، أو اللعن، أو ارتكاب الفاحشة ونحو ذلك، لا تعتبر قبل الفريضة. لكن ليس له الحق أن يفعل ما حرم الله. وليس له الحق في ارتكاب الزنا. ليس له الحق في ارتكاب اللواط. ليس له الحق في السرقة. حتى لو كان صغيرا، سيتم تأديبه. وأما في الآخرة فلا يعتد بما فعله قبل البلوغ. أما إذا فعل أولياؤه شيئاً قبل البلوغ، يؤدبونه إذا رأوه يمارس ما حرم الله، كاللواط، أو السرقة، أو إيذاء أهله. فهو منضبط وممنوع. وكذلك إذا بلغ عشرة أيام أمر بالصلاة وضرب عليها. نعم.
أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق
1- الصراع الداخلي: يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية، منها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، صراع بين بقايا الطفولة ومتطلبات الذكورة والأنوثة، صراع بين إرادة المراهق. طموحاته المفرطة وتقصيره الواضح في التزاماته، والصراع بين غرائزه الداخلية وتقاليده الاجتماعية. والصراع الديني بين الطقوس والمبادئ والمسلمات التي تعلمها في صغره وبين تفكيره النقدي الجديد وفلسفته الخاصة في الحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه وآرائه وأفكاره. والجيل السابق .
2- الغربة والتمرد: يشكو المراهق من عدم فهم والديه له، ولذلك يحاول الانفصال عن مواقف الوالدين وثوابتهم ورغباتهم كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتميزه، وهذا يستلزم المعارضة. لسلطة الوالدين. لأنه يعتبر أي سلطة عليا أو أي توجيه، استخفافا لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية لقدرات الراشد أساسا، واستخفافا بروحه النقدية اليقظة، مما يدفعه إلى التدقيق في كل الأمور، بحسب رأيه. معايير المنطق، وبالتالي تظهر فيه سلوكيات التمرد والكبر والعناد والتعصب والعدوان.
3- الخجل والانطواء: الإفراط في التدليل والقسوة المفرطة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشاكله، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه الاستقلال عن الأسرة والاعتماد على نفسه، فتزداد حدة صراعه. ، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي، والانطواء، والخجل.
4- السلوك المزعج: والذي يكون سببه رغبة المراهق في تحقيق أهدافه الخاصة دون مراعاة المصلحة العامة. ولذلك قد يصرخ، ويسب، ويسرق، ويركل الأطفال، ويصارع الكبار، ويدمر الممتلكات، ويتجادل في أتفه الأمور، ويوقع في المشاكل، وينتهك حق الاستئذان، ولا يبالي. بمشاعر الآخرين.
5- العصبية وحدة الشخصية: يتصرف المراهق من خلال عصبيته وعناده، ويريد تحقيق مطالبه بالقوة والعنف المفرط، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً لمن حوله.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي لدى المراهقين، أي أن ارتفاع مستويات الهرمونات خلال هذه المرحلة يؤدي إلى ردود فعل مزاجية كبيرة على شكل غضب وهياج ونوبات قصيرة. – الاعتدال عند الذكور، والغضب والاكتئاب عند الإناث.