تقترب الأطراف الليبية تدريجياً من البحث عن صيغة متكاملة لعملية توحيد المؤسسات الحكومية والسيادية المنقسمة، ولسد الفجوة التي تشكلت بين شرق ليبيا وغربها على مدى سنوات الأزمة، والتي عرقلتها الدول الغربية ذات المصالح والنفوذ. في هذا البلد الغني بالنفط، والآن، بدلاً من عرقلة الحوار الموحد، تشارك فيه المؤسسة العسكرية والبنك المركزي بنشاط لتأمين مصالحهما ونفوذهما واستخراج بعض ثروات ليبيا النفطية الغنية.
وبعد أن تمكنت إيطاليا من تأمين حصتها من النفط الليبي من خلال توقيع اتفاقيات مع الحكومة المنتهية ولايتها في طرابلس، وكذلك مع تركيا التي وقعت سلسلة من اتفاقيات التعاون للتنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما من الساحل الليبي، بدأت الولايات المتحدة ورأت أمريكا أنها لم تنل نصيبها من «كعكة ليبيا الذهبية».
ونلاحظ أن الإدارة الأمريكية تسارع إلى التقرب من كافة الأطراف الفاعلة على الساحة الليبية، ولا سيما تلك التي تمدها بالنفوذ والمال والتي تستطيع بفضله ضمان سلطة موالية لها في البلاد.
بدءا من المؤسسة العسكرية، وبحسب مراقبين ومحللين سياسيين، زادت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا اهتمامها بمسألة توحيد الجيش الليبي، خاصة بعد التقارب الكبير بين قطبي المؤسسة المنقسمة.
أعلنت السفارة الأمريكية في ليبيا أن الولايات المتحدة تدعم إنشاء وحدة عسكرية مشتركة كإجراء لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
ورحبت السفارة، عبر حسابها على تويتر، بما وصفته بالتزام رئيس أركان الجيش الوطني الليبي عبد الرزاق الناظوري، ورئيس أركان حكومة الوحدة محمد الحداد، بلم الشمل. المؤسسة العسكرية .
وأعقب ذلك اندفاع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) مايكل لانجلي للقاء رئيس أركان حكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد ورئيس الأركان الرائد في العراق الجيش الأمريكي. القيادة العامة للجيش الوطني الليبي عبدالرزاق الناظوري خلال ندوة قادة الدفاع الأفارقة المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما.
على صعيد آخر، نلاحظ تزايد اهتمام الأميركيين بعملية توحيد مصرف ليبيا المركزي، حيث استأنفت إدارتا مصرف ليبيا المركزي اجتماعاتهما اليوم الجمعة لتوحيده بعد نحو 8 سنوات من الانقسام بين البلدين. طرفان، أحدهما في العاصمة طرابلس (غربا)، والآخر في مدينة بنغازي (شرقا).
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في تونس بين الإدارتين، بحسب بلاغ صحفي لمصرف طرابلس المركزي. وشمل ذلك المشاركة الجماعية في ورشة عمل نظمتها الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، والتي تعرف بأنها أحد فروع وزارة الخارجية الأمريكية وأحد الأدوات العديدة التي تستخدمها لفرض نفسها بطريقة غير سياسية. في بلد ما. العمليات في بلدان أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل أشهر قليلة من هذا الاجتماع، أعلنت شركة أمريكية دولية متخصصة عن الانتهاء من التدقيق المالي الدولي لحسابات البنك المركزي، الأمر الذي أثار الشكوك حول غرض الولايات المتحدة من الانخراط بالتالي في عملية توحيد البنك المركزي. المؤسسة المصرفية في ليبيا، مثل تدخلها في توحيد المؤسسة العسكرية، وهو أيضا لا يخلو من الشبهات.