نقدم لك معلومات مهمة عن الأسرة، وما هي أهم وظائف الأسرة في الإسلام، والتعريف الصحيح للأسرة.
تعريف الأسرة:
قبل أن نبدأ بالحديث عن الأسرة وواجباتها ووظائفها وأهميتها، لا بد من تعريفها لغوياً واصطلاحياً.
الأسرة لغة: مشتقة من أسر، «إنا خلقناهم وشددنا أسرهم»، أو السلسلة التي تقيدهم أو تقيدهم. تقولون هذه عائلات عائلية، بمعنى تقييدها، أو كل الأمر أو كل شيء. تقول هذا الشيء لك مع أهله يعني كلهم، وجاءوا مع أهلهم يعني كلهم.
وعلى هذا يتم طلاق الأسرة ويعني:
– الدرع الحصينة وكان يطلق عليها ذلك؛ وقد صُنعت بدقة شديدة وكأنها حصن يحمي من لجأ إليه واحتمى به من هجمات الأعداء.
– أو أهل الرجل وعشيرته وجماعته العدنية وكانوا يسمون بذلك؛ بسبب قوة الرابط الذي يربطهم ويوفر لهم الحماية والمناعة.
– أو أن الجماعة مرتبطة بأمر مشترك وسمو لذلك؛ للشيء الذي يربطهم ويجمعهم.
عرفًا: ثم شاع عرفًا بالمعنى الثاني، وهو: أهل الرجل وعشيرته، بحيث أنه عند استخدام كلمة «عائلة» يتجه العقل مباشرة إلى مجموعة من الأفراد لهم روابط قرابة أو نسب معينة. الذين يعيشون معًا، أو ينحدر بعضهم من بعض.
أنواع الأسرة في المجتمع
تمارس كل أسرة في المجتمع كافة الأنشطة، إذ أن لكل أسرة حق في المجتمع كغيرها من الأسر. ويجب على المجتمع أن يوفر لهذه الأسر رعاية صحية جيدة، وتعليماً مجانياً وأفضل، والحق في توفير مكان تعيش فيه هذه الأسر، وتنقسم أنواع الأسر إلى نوعين:-
الأسرة النووية
يشير هذا النوع من الأسرة إلى الأسرة التي تتكون من الأطفال والأم والأب فقط، ولا تشمل أفراداً آخرين خارج هؤلاء الأفراد.
الأسرة ممتدة
ويشمل هذا النوع العديد من الأفراد بالإضافة إلى الزوج والزوجة والأبناء. ويشمل هذا النوع الجد والجدة، أساس الأسرة، والخالة، والخال، والخال، والعمة، ولكن يشترط أن تكون معيشتهم واحدة.
وظائف الأسرة
كانت الأسرة في الماضي تعتمد اعتمادا كليا على الطبيعة وظروفها في توفير لقمة العيش التي تضمن استمرار بقائها ضمن حدود جغرافية معينة. وكانت الأسرة متوافقة مع التغيرات والتفاعلات البيئية والطبيعية من خلال الهجرة والتكيف واتباع أسلوب معين في العيش يضمن للأسرة أمنها البيولوجي والأمني. ومع تطور الحياة وازدهار الحضارات، بدت احتياجات الأسرة أكبر من ذي قبل. فالضرورات تتوسع وتتزايد والمتطلبات تتغير. ولم تعد الحاجة إلى تكوين الأسرة مقتصرة على الغذاء والحماية والإنجاب كما كانت في السابق. بل أصبحت مهامها أكثر اتساعا وأكثر شمولا وتخصصا وشمولا.
وعلى الأسرة – في الوقت الحاضر – أن تخطط كافة مدخلاتها البيئية والفطرية وتفاعلاتها السلوكية والأمنية والتربوية وحتى الاجتماعية لضمان الاستقرار البيولوجي والاجتماعي والأمني. ثم مع استمرار التطور والازدهار، واتساع مناطق العيش إلى مناطق متخصصة، من خلال تنظيم السكن والعيش في القرى والمدن والبلدان، تقلصت وظائف الأسرة شيئاً فشيئاً لتعود حاجتها ووظيفتها إلى الأولى. ثلاثة متطلبات، وكان ذلك بسبب الاعتماد على النظام الأوسع والأشمل، وهو المجتمع وأنظمته ومؤسساته. من المعروف أن للأسرة وظائف خاصة بها ومذكورة من بين مميزاتها، ومن هذه الوظائف ما يلي:
الوظيفة البيولوجية
وتنفرد الأسرة في مشروعية العلاقة الجنسية شرعاً وقانوناً في مختلف البلدان. وهو يوفر لكلا الزوجين احتياجاتهما البيولوجية في بناء وإتمام العلاقة الجنسية، وما يترتب على ذلك من استقرار الزوجين وإشباع رغباتهما، مع مراعاة إنفاذ الحقوق والواجبات المنوطة بهما. وكل واحدة منها، ومن هذه الوظيفة ينبثق جزء مهم يصنف كوظيفة رئيسية للأسرة، وهو الإنجاب. وبتحقق المصلحة الجسدية المتمثلة في الجنس العفيف، يتحقق أمن الأسرة، ويبنى عليه سلامة المجتمع ورفاهه. ويترتب على ذلك صحة الزوجين الجسدية بعيداً عن الأمراض والعلل الجسدية التي يجلبها الجنس الحرام. والاضطراب المجتمعي والأخلاقي واختلاط الأنساب.
الحفاظ على النوع البشري
الزواج هو ضمان لاستمرار الجنس البشري وتكاثره، حتى وإن كان التكاثر يحدث خارج إطار الزواج وكذلك من خلال علاقات غير شرعية في أنظمة تسمح بذلك. إلا أن الزواج هو الوسيلة الأمثل والأسمى لإنجاب ذرية سليمة خالية من الأمراض والتشوهات الخلقية المعروفة بطرق أخرى. كما يعد الإنجاب الضمانة التربوية لنمو الطفل تربويا واجتماعيا وثقافيا في بيئة مستقرة يعرف فيها الطفل عناصرها ويرتاح لما يسودها من ترابط ومودة. تعتبر وظيفة التكاثر والتكاثر والحفاظ على النوع البشري من أسمى وأهم وظائف الأسرة التي شجعتها الشريعة الإسلامية وجعلتها أولوية اجتماعية وقيمية.
الوظيفة الاجتماعية
ودور الأسرة في هذا الصدد هو توفير الرعاية والشعور بالمسؤولية، مما يعود بالنفع على جميع الأطراف، ومن هذا الجانب تحقيق التعاون الذي يحقق الاستقرار والراحة النفسية، ويحقق المعنى الإنساني لتكوين أسرة مستقرة، لأن مما بنيت عليه الأسرة. تكامل الطبيعة، وتوزيع الأدوار، وأداء الحقائق والواجبات، فيتحقق التماسك والألفة، ويقوى المجتمع ويتماسك، وبذلك يتحقق خير المجتمع وقوته وتقدمه.
الوظيفة التعليمية
باعتبار الأسرة هي مدرسة الطفل الأولى، فهي تتحمل مسؤولية تكوين الطفل، وتأديبه، وإكسابه السلوكيات والقيم الحميدة، وتعليمه العادات والتقاليد التي تنظم سلوك المجتمع الأوسع. بقصد أو بغير قصد يكتسب الطفل قيمه ومبادئه، وتصقل مهاراته وتتحكم في انفعالاته، وتنمي مواهبه وتتغذى قدراته وطاقاته، فيخرج في المجتمع مؤهلاً بالقدر الذي يمكنه من الحفاظ عليه شخصيته والتحكم في سلوكه. وتكون أفعاله دون تأثير بالبيئة المجتمعية المحيطة به، حتى يصبح عنصراً فاعلاً يدعم المجتمع ولا يذوب فيه.
الانتماء والحب
وفي هذا الجانب يتحقق انتماء الفرد وحضارته. تعتبر الأسرة العامل الأول والأبرز في غرس مفاهيم الولاء والانتماء بين أفرادها، وذلك لأن الجانب التعاوني والمدني لدى الطفل يتعزز من خلال تفاعلاته، فيتأصل الشعور بالمسؤولية وربط المصالح الشخصية بالمجموعة. له، ويتعمق فيه شعور الحب والوفاء. فهو يبادر بتقديم المساعدة، ويلتزم بقواعد الأسرة والتزاماتها، ويستشعر في داخله ضبط النفس، ويقدر مدى النفع أو الضرر في كل تصرفاته، ومن ذلك يولد المواطن الصالح.
إقامة الدين
ومن أهم وظائف الأسرة ومقتضيات خلقها وقيامها إقامة الدين في أرض الله قياما بواجب الخلافة الذي قامت عليه البشرية. فالعائلة، ببساطة، هي حجر الزاوية الذي منه تبدأ التبشير والصلاح. فإذا تحقق الدين في أعضائه واستثمره، سيكون له الأثر الكبير في أداء هذه الوظيفة على النحو الأمثل المطلوب. ومن ثم يكتسب الموكل إليها السيطرة على المجتمع بقدر طاقته، فيصبح هو القوة الدافعة وراء الدعوة بالأخلاق والفهم السليم.
واجبات الأسرة في الإسلام
وتختلف واجبات الأسرة في الإسلام عن واجباتها في المجتمعات غير الإسلامية، لاختلاف الهدف الذي من أجله جاء الإسلام كله وغيره. ونذكر هنا واجبات الأسرة في الإسلام، ونذكر ذلك في نقاط:
1- الأسرة في الإسلام مسؤولة عن وظيفة الحفاظ على الجنس البشري – وهو الهدف الذي شرع الله له الزواج – وقد أراد الله للأسرة المبنية على أسس شرعية أن تكون المؤسسة التي تأخذ على عاتقها تنفيذ هذه المهمة (التكاثر).
2- خلق الجو الصالح الذي يكون بيئة مناسبة لتنشئة الأبناء، لما للبيئة من تأثير في التنشئة.
3- توجيه الأبناء إلى الصلاة وعبادة الله. قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها). وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأسرة مسؤولة عن مراقبة تنفيذ هذه الأوامر.
4 التعليم: لقد أعطى الإسلام للأسرة الدور الرئيسي في تربية الأبناء وتعليمهم، ولم يحاول الإسلام التقليل من الدور الذي كانت تقوم به الأسرة في السابق. ويتفرع من هذا الجانب مهمة الأسرة في إعداد الأبناء للمشاركة في حياة المجتمع والتعرف على قيمه وعاداته، كما توفر لهم وسائل إعداد أنفسهم داخل المجتمع.
5- توفر الأمن والاستقرار والحماية والرحمة للأطفال طوال فترة طفولتهم. وفي الواقع تعتبر الأسرة المؤسسة الأكثر قدرة على القيام بهذا الدور لأنها تستقبل الطفل منذ طفولته، وهذا ما لا تستطيع أي مؤسسة عامة أن تملأ طريق الأسرة في هذه الأمور.
إن إعطاء الأطفال الجرعات اللازمة من المودة والحنان يخلق فيهم – في المستقبل – إنساناً يتمتع بشخصية أكثر ثباتاً واستقراراً، وبالتالي تكون التصرفات والقرارات الصادرة عنهم أكثر استقراراً.