وكانت وسائل حفظ الطعام في عصر الفراعنة كثيرة ومختلفة تماماً عن العصر الحالي الذي نعيش فيه، منها التجفيف والدفن والتخليل وغيرها الكثير، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
وسائل حفظ الأغذية في عصر الفراعنة
المطبخ الفرعوني هو الطعام الذي كان يأكله أهل مصر أيام الفراعنة حتى اليوم. وتجعل فيضانات نهر النيل المناطق المحيطة بها من أخصب الأراضي الزراعية للمصريين وبالتالي توفر محاصيل غذائية متنوعة. وبالإضافة إلى الخضار والفواكه المتنوعة، عرف المصريون القدماء واستخدموا العسل والتمر والزبيب والحبوب واللحوم والطيور والأسماك. وإليكم طرق حفظ الطعام:
1- الدفن
فكر في الأمر، دفن الطعام في التربة أو الرمال يبدو غير مقنع. لكن في الماضي، كان دفن الطعام جزءاً من عملية التخمير. يساهم نقص الضوء، ونقص الأكسجين، ودرجة الحرارة الباردة، ومستوى الرقم الهيدروجيني للتربة، والمواد المجففة في التربة في فعالية طريقة حفظ الأغذية هذه.
2-التخليل
التخليل هو حفظ الطعام في سائل مضاد للميكروبات صالح للأكل. تشمل عوامل التخليل الشائعة المحلول الملحي والخل والكحول والزيت النباتي. يقول المؤرخون أن التخليل بدأ باستخدام النبيذ أو البيرة لأن السوائل كانت تحتوي على مستويات منخفضة من الرقم الهيدروجيني وتحولت إلى خل. تقوم بعض البكتيريا بأكسدة الكحول الموجود في النبيذ أو البيرة وتحويله إلى حمض الأسيتيك.
3-السكر (المربى والجيلي)
استخدمت الثقافات القديمة السكر كمادة حافظة. وكان من الشائع خلال تلك الفترة تخزين الطعام في العسل في جرار طينية. العسل الطبيعي النقي إذا لاحظتم لا يجذب النمل. في المناخات التي لا تحتوي على ما يكفي من الشمس لتجفيف الأطعمة، يقومون بحفظ الطعام عن طريق غليه مع العسل أو السكر. يسحب السكر الماء من الميكروبات، ويجففها ويقتلها في النهاية. اليوم، لا يزال الكثير من الناس يصنعون المربيات. الشيء الوحيد الذي تغير هو نوع الحفاض الذي وضعناه فيه.
4-التمليح والتدخين
وفقًا لمؤرخي الطعام، كان التجفيف هو أول شكل من أشكال المعالجة. استخدمت الحضارات السابقة تقنيات الملح والتدخين لتجفيف الطعام. يعمل الملح على تسريع عملية التجفيف عن طريق التناضح. كما أنه يمنع نمو بعض البكتيريا الشائعة. التدخين مع الفينول، سيرينجول، جواياكول، والكاتيكول على الطعام. وهكذا يتم طهي الطعام بهذه العملية، واستخدمت الحضارات القديمة طريقة الحفظ هذه في تجارة المواد الغذائية. لقد حافظت على سلعها الغذائية، خاصة عند التجارة عبر مسافات واسعة من المحيط. حوالي عام 1250 قبل الميلاد، قام الفينيقيون بحفظ الأسماك عن طريق تجريفها وتجفيفها وتعبئتها بطبقات من الملح. وفقًا لتاريخ معالجة اللحوم، فقد تم اكتشافه في القرن التاسع عشر أن بعض الأملاح تعطي اللحوم لونًا أحمر، وكان المستهلكون في تلك الأوقات يفضلون اللون الأحمر للحوم بدلاً من اللون الرمادي المعتاد غير المشهي. يحتوي هذا النوع من الملح على النترات التي تمنع نمو بعض البكتيريا. ومنذ ذلك الحين، تم استخدام أملاح النترات في معالجة اللحوم مما يساهم في لونها الوردي أو المحمر. فلا عجب أن اللحوم المصنعة مثل النقانق تأتي باللون الأحمر المميز.
المطبخ في مصر القديمة طرق الطبخ
1- السلق: حيث توضع الطيور أو الأسماك أو اللحوم في الماء المغلي وتتجمع فيه الدهون. التجفيف: يتم تجفيف اللحوم بأنواعها بعد شويها أو غليها قليلاً، حيث توضع في الشمس وتحفظ لمدة طويلة بعد التمليح والتتبيل.
2- الشوي: يتم طهي الأسماك والطيور عن طريق إدخال عصا في أفواهها لثقب حوضها وفتح أحشائها ووضعها فوق النار. ستصبح النار أكثر سطوعًا بتحريك الهواء فوقها. أما اللحم فيكون على شكل شرائح.
المطبخ في آلهة النبيذ في مصر القديمة:
1- رانوتيت: كانت تعتني هي وابنها (نابيري) بمواسم قطف العنب وهرسه، ويقدم لها أول ثمار العنب.
2-تحوت: كان يُلقب بسيد الخمر وسيد الثمالة.
3- أوزوريس: يشبه العنب أوزوريس في أنه ليس له جذور، وأوزوريس هو الذي علم زراعة العنب وصناعة النبيذ. ويرمز له بغصن العنب.
4- حتحور: هو إله أشهر منطقة مصرية تنتج النبيذ في الدلتا وهي كوم الحصن بالبحيرة.
5- سيشمو: إله المعصرة الذي يجلب رؤوس الأعداء ويعصر العنب ليخرج خمراً يسيل. 6- مثل الدم (سيشمو يمثل دماء الأعداء) وهو رمز الانتصار على الأعداء والقضاء على الأرواح الشريرة.
الطعام والشراب والعالم الآخر
كان المصري القديم يقدم (ذبيحة الإله) لإلهه، مثل الخبز والكعك وقرابين النبيذ، وكانت تقدم في أوعية (نو، ديشرت) وتشمل أيضًا اللحوم، مثل ساق الثور، الغزلان، وغيرها. يأخذها العابد غنيمة إلى الهيكل ويقدمها هناك. كما يتم تقديم مائدة القرابين للمتوفى في مقبرته، ومن ثم يتم الاستغناء عن ذلك من خلال رسم الطعام على جدار المقبرة. ولن يتم تصوير المتوفى وهو يأكل، بل يتنفس رائحة زهرة اللوتس.
القرابين لمعابد الآلهة:
وكان المصريون يقدمون الطعام قرابين لآلهتهم ويدفنونه مع موتاهم. ومن أشهر قرابينهم: الخبز الطري، والفطائر على شكل بقرة، والبيرة، والفواكه، والعسل، والتمر، والخبز الأبيض المستطيل، وشحم الخنزير، والتمر المجفف، والزبيب، والحليب، والزيت، والفاصوليا المقشرة، والزبدة، والماعز، والإوز، والعجول. كما عثر في مقابر الفراعنة على العديد من الأطعمة التي أعتقد أن الميت كان يحتاجها في موته، منها: قطع لحم البقر، والحبوب، والخبز، وعصيدة الياقوت، والسمك المطبوخ، وحساء الحمام، والسمان المطبوخ، والكلى المطبوخة، وأضلاع لحم البقر، فواكه مسلوقة ونبق طازج وفطائر بالعسل والجبن ووعاء من النبيذ. كانت تربية الأوز والبط منتشرة على نطاق واسع. . تم إدخال تربية الدجاج في العصر البطلمي. وكانت الأسماك وفيرة ورخيصة جدًا لدرجة أنه تم توزيعها مجانًا لأنها وجدت في نهر النيل والبحيرات. وتم اصطيادها بالشباك والرماح والحراب والفخاخ. واستهلك المصريون منه كميات كبيرة، وحرّم الكهنة بعض أنواعه لأنها تتغذى على بعض أجزاء أوزوريس بعد مقتله. وكان شقيقه يدعمه.