دعاء الفتاح مستجاب – كيف ندعو الله تعالى باسمه الفتـــاح؟

دعاء الفتاح
دعاء الفتاح

دعاء الفتح، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين، أيها الإخوة الكرام؛ باسم جديد من أسماء الله الحسنى نفتتح مقالتنا اليوم وهي “الفتاح”. والفقه بأسماء الله الحسنى شعبة شريفة من العلوم. بل هو الفقه الأعظم، ومعرفة الله ومعرفة الله تدعو إلى محبته وتعظيمه وإجلاله والرهبة والخوف والرجاء وإخلاص العمل له.

وقد ورد اسم الله الفتاح في القرآن العظيم

ومما يستحق الذكر في معاني الفتح للعباد أن الله يفتح لمن يشاء أبواب الطاعات والعبادات على اختلافها وألوانها وأنواعها.

  • وقد ورد اسم الله الفتاح مرة واحدة في قوله تعالى: “قل ربنا يجمع بيننا”. ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم». [سبأ: 26].
  • وقيل أيضاً بصيغة الجمع في قول الله تعالى: “ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين”. [الأعراف:89].

معنى اسم الفتاح وأهميته عند الله

والفتح صفة جمال وجلال، لأن الله تعالى يفتح أبواب رحمته ورزقه على المطيعين، كما يفتح أبواب البلاء والهلاك على الكافرين، ويفتح قلوب المؤمنين وأبصارهم. من بصيرتهم. لرؤية الحقيقة.

  • المعنى الأول: الفاتحة التي تفتح أبواب الرزق والرحمة لجميع عباده.
  • امتثلوا لأمرنا وراقبوا مصيرنا في السر والعلن. وجزاء ذلك أن يفتح عليهم رحمته، وينزل عليهم من سعة رزقه. ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض…” [الأعراف:96]..
  • “ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون” [الأعراف:96].
  • ومنها قول الله تعالى: «ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده.» وهو العزيز الحكيم». [فاطر: 2].
  • ويعلم تعالى أن ما شاء كان، وما شاء لم يكن، وأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.
  • إذا فتح الله عز وجل الغيث على الناس فمن سيمنعهم؟ ولو حبس عن عباده المطر والزرع سنين طويلة لما استطاعوا أن يفتحوا ما أغلقه الله عز وجل. [يونس:17].
  • المعنى الثاني: معناه أن يفتح الله أبواب التجربة السيئة أو الاختبار للمؤمنين الحقيقيين. قال الله تعالى: “فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى فرحوا بما أوتوا”. فأخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون».[الأنعام:44]وهذا جزاء من لم يتذكر تتابع رسالات الله تعالى.
  • الله تعالى يرسل لك رسالة في كل ثانية من حياتك. إما أن تفهمه أو تتجاهله.
  • فعقوبة المقصر أن يكثر البلاء في حياته ومعيشته، وحتى بينه وبين نفسه، فيشعر بالوحدة ويستمر في المعاناة حتى يعود، وقد يكون هذا البلاء أن يزداد في النعم، ويزداد في الخصومات عليه، فيفرح، فيأتيه العذاب بغتة.
  • المعنى الثالث: الفتاح هو الذي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، كما في قوله تعالى: “ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين”. [الأعراف: 89].
  • إذا ضاقت عليك الطرق، وضاقت عليك الأرض بكل اتساعها، فالجأ إلى ربك الفاتح، الذي يفتح لك كل عسر، وييسر لك أمرك.

كيف ندعو الله عز وجل باسمه تعالى؟

ادع ربك الفاتح ليفتح لك إذا أغلقت في وجهك الأسباب والأمور. فالله عز وجل بيده كل شيء. الفاتح فتح باب الغنى وفتح باب الخلاص من الظلمات. يفتح الله باب الخلاص من الظلمة، وهذا الاسم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمؤمن.

  • ومن الأدعية التي جاءت في الكتاب والسنة: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين.
  • اللهم افتح لي أبواب رحمتك إذا دخلت المسجد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: “اللهم إني أسألك من فضلك.” [مسلم].
  • اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وافتح لنا أبواب فضلك واجعلنا من عبادك الصالحين.
  • إذا أغلقت الأبواب في وجهك، فاتجه إلى الفتاح وقل: “ربي أغلقت الأبواب في وجهي، وانقطعت عني كل وسيلة. اللهمّ لا يدبر أمري إلا أنت، ولا يفرج همي إلا أنت، ولا يخفف معسرتي إلا أنت. “يا فاتحاً افتح لي كل ما هو مغلق.” من أبواب الهدى والرزق والتيسير، افتحها لي يا حبيبي بقولك في كتابك: “ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها”.
  • اللهم مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام، يا رحمن يا منان، افتح علي في ديني ودنياي وآخرتي. رب افتح لي (الأمر الذي تريد أن يفتح الله عليك) واهدني إلى ما تحبه وترضاه من أفضل القول والعمل في الدنيا والآخرة.
  • يا فتاح افتح لي أبواب رحمتك يا فتاح افتح لي أبواب توفيقك ومغفرتك.
  • يا فتح افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
  • يا فتاح افتح لي كل ما يصعب علي بتيسيرك. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وحظ العبد يأتي من اسم الله عز وجل الفتاح

الأمر الأول: أعمال الجوارح والقلوب

  • قلنا إن الله تعالى هو الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة، يحكم بينهم بالعدل والقسط.
  • ويحكم بينهم في الدنيا بالحق بما أرسل من الرسل وما أنزل من الكتب، وهذا يشمل جميع الصفات التي لا يتم القضاء إلا بها.
  • أي أنه ما دام يحكم بينهم فهو حكم عادل في أعمال الناس، سواء كانت أعمال الجوارح أو أعمال القلوب.
  • والله تعالى يعلم السر ويعلم العلانية. وأما عباده فلا يعلمون إلا الأمور المكشوفة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، ويعرض الكتاب» إليه، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها». (صحيح).
  • لماذا؟ لأن الرجل كان يعمل عمل أهل الجنة فيما يرى من الناس. كان يقلدهم في ظاهرهم، أما الباطن فكان في خراب، ومن هنا كان حكمه عليهم عادلاً لأفعال العباد، فحكم عليهم وفصل بينهم بالعدل.

الأمر الثاني: الصبر في دعاء الله

  • إن الله تعالى يقضي بين عباده في الدنيا والآخرة بالعدل، ويقضي بينهم بالحق والعدل.
  • فلجأ الرسل إلى الله للصلح بينهم وبين قومهم المعاندين بشأن الخلاف الذي وقع بينهم.
  • وهذه رسالة للدعاة أن يسيروا على منهج الأنبياء في التعامل مع قومهم. وأحيانا يأتي الداعية إلى الموقف بعد أن استنفذ كل السبل مع قومه ليقول لا فائدة منهم وقد ينصرف عنهم ويذهب إلى غيرهم.
  • الأصل في منهج التبشير هو أن يتوجه الداعي إلى الله بالدعاء، كما كان يفعل نبي الله نوح: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي لَكَاذِبُونَ}. فافتح بيني وبينهم ونجني ومن معي من المؤمنين } [الشعراء:117- 118].

الأمر الثالث: مراقبة أخطار النفوس

  • ويوم القيامة يحكم الله بين عباده في اختلافهم عنه في الدنيا، لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء. “”ف نقص عليهم بعلم وما كنا غائبين”” [الأعراف:7].
  • ويقول الله تعالى: “وما يكون لكم من أمر ولا تتلو منه شيئا ولا تعملون من عمل ولكن كنا عليكم شهودا إذ عملتم فيه ولا ينجو من شيء”. [يونس:61].
  • ولا يخفى على الله عز وجل: {ولا مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين}. [يونس: 61].
  • حتى أفكار النفوس تُسجل ولكن لا تُحكم عليها، أي أن كل ثانية من حياتك تُسجل ضدك، حتى حديثك مع نفسك.
  • لكن الحساب يبنى على النوايا السيئة. ومن بداية سوء نيته يبدأ الحساب. على سبيل المثال، أراد الخروج مع امرأة يعرفها. هذه فكرة، ثم يمضي قدمًا. يحدث نفسه: أين هذه الأيام؟ أين ذهبت الآن؟ وهذا هو حديث النفس، فيبدأ بالقلق من الأمر ويبحث عن رقم الهاتف ويوشك أن يتصل، ثم يستيقظ ويلجأ ويمتنع.
  • فهنا نوى أن يعمل عملاً سيئاً ولم يفعله. وكتب له حسنة. وحالما يتخذ القرار ويرفع الهاتف وينظر إلى الرقم ويرفع الهاتف ويبدأ الحديث من هنا بدأت الأفعال السيئة. أراد السيئات فبدأ يحاسبها، وكل هذا إذا تراجع عنه فلا شك أنه سيتغير بإذنه. لا سمح الله، إلا إذا تم القبض عليه متلبسا، تعال هنا.
  • وقد سمى الله تعالى يوم القيامة يوم الفتح لهذا المعنى، فهو يوم الحساب بين الناس. قال الله تعالى: {قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون}. [السجدة:29].

وإلى هنا… نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا عن الدعاء بسم الله الفتاح. أرجو أن أكون قد وفقت فيها، وأديت حقها في الحديث عن اسم الله الفتاح في القرآن، وكيفية ذكره.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً